نتوق دوماً، في هذه الفترة من العام، إلى وضع قائمة نهائية بأفضل الأفكار المستنبَطة من الأشهر الاثني عشر الماضية. ولكن في النهاية، تؤول بنا الأمور إلى التفاوض حول ما يجب أن يكون الأفضل – من أمور هامة، أو مفيدة، أو فريدة، أو الثلاثة معاً - وإلى وضع قوائم مطوّلة، والسعي لتقصيرها، والتفكير المفرط في كلّ ما سبق. وبالتالي، قرّرنا خلال هذه السنة، ضمن فريق «هارفارد بيزنس ريفيو»، تذكّر المقالات التي أثارت فينا القدر الأكبر من المفاجأة، أو حثّتنا على النظر بطريقة مختلفة إلى مشكلة مستعصية أو مسائل عالقة على الصعيد الإداري. أمّا النتيجة، فتمثّلت بسلسلة أفكار تُعتَبر هامة ومفيدة وفريدة متى جمعناها معاً، لتكون بمثابة تقرير دقيق عن المخاوف الإدارية التي أعرب عنها كثيرون بيننا خلال العام 2013. وتأتي القائمة المذكورة على الشكل التالي: 1.لن يوصلنا التحيّز إلى أيّ مكان: إن كان مقر العمل ليناسب النساء – والعائلات – فمن الضروري أن يتغيّر الرجال، وأن تتبدّل توقّعاتنا بشأنهم. وغالباً ما يسود اعتقاد خاطئ بأن الثقة المفرطة التي يُظهرها الرجال مهارة، فتتم مكافأتهم بترقيات. وبالتالي، تتطلّب هويّة الرجل الذكورية منه أن يعمل لساعات مطوّلة، وألا ينام إلاّ قليلاً، فتتعرّض المرأة للمزيد من الضغوط، لعدم تمكّنها من التنافس على أحجام العمل المنجزة، على خلفيّة ما تفرضه عليها مسؤولياتها الأكبر حجماً في المنزل ومع الأولاد. أما الخبر السار، فهو أن رجل الألفية قرّر تغيير طريقة تعريفه للقيادة، وبات يطالب بعمل يتناسب مع متطلّبات عائلته. 2. إن لم تتعرّض صناعتك المرتكزة على المعرفة لأيّ خلل، فكن مستعدّاً لحصول ذلك: يكاد قطاع الاستشارات الاستراتيجيّة يتزعزع، تماماً كما حصل في المجال القانوني. ومع أنّ الفاتيكان والمصرف المركزي البريطاني طلبا مساعدة مجموعة «ماكنزي» في العام 2013، فهُما فعلا ذلك بسبب حرصهما على إبعاد المخاطر التي يتعرض لها نموذج أعمال كل منهما. 3. اختيار النوع المناسب من إدارة مشاريع– ومديري مشاريع – يعتري أهمية فعلية: يصعب طبعاً مواصلة الكتابة من دون الكلام عن موقع الرعاية الصحية Healthcare.gov، حتّى لو بدا أن إدارة هذا المشروع لم تكن إلا نقطة في بحر من المشاكل الإداريّة التي انطوت عليها هذه المبادرة. ولكن إن اعتمدنا وجهة نظر منصفة حيال الحكومة الأميركية، لقلنا إن المهارة في إدارة المشاريع نادرة جداً، وإنّ الأطراف التي برعت في هذا المجال تجسّد تحديثاً لمفهوم العضو الإداري المكروه، لكن الذي يتم الاعتماد عليه إلى حدّ كبير. 4.يبقى على من تبقّى منا التعلم كثيراً من سليكون فالي: في سياق السنة الماضية، استحقّ أصحاب المشاريع التكنولوجيّة الأميركيون ما كُتب عنهم من تقارير صحافية سلبية، ولكنهم أثبتوا في زاوية «هارفارد بيزنس ريفيو» ما يجعل مراقبتهم ضروريّة في أوساط المزيد من الشركات الراسخة المكانة. وفي كتاب بعنوان «لماذا تنجح الشركات الناشئة المرنة في تغيير كل الأمور» Why the Lean Start-Up Changes Everything"، أكّد ستيف بلانك أنّ الشركات الكبرى، من بينها «جنرال إلكتريك»، اعتمدت المقاربة القائمة على التكرار واستغلال الحد الأدنى من الموارد، في جميع النواحي التي يتطلّبها إطلاق شركة جديدة، وروى كيف أنّ اعتماد المقاربات المرنة في الشركات الناشئة يؤدّي، على نطاق أوسع، إلى اقتصاد أكثر اعتماداً على المشاريع. 5.التكنولوجيا مصدر أمل حقيقي للمستقبل الاقتصادي الأفريقي: في مقالة بعنوان «تصوروا مستقبلاً تتخطى فيه أفريقيا الاقتصاديات المتقدمة» Imagine a Future Where Africa Leapfrogs Developed Economies، توقع إيد بيرنشتاين وتيم فارينغتون، من «معهد البحوث الصناعية»، أن تنجح أفريقيا بصورة متزايدة، بفضل مواردها الطبيعية القيّمة وشعبها الشاب والمثقف، في تطوير سوق سوداء عملاقة في مجال الطباعة الثلاثيّة الأبعاد، وأن تطغى بمقامها هذا على الاقتصاد العالمي. 6.اللياقة في التصرّفات تحسّ، مهاراتك القياديّة وتزيد ربحيّة شركتك: في مقالة «تواصل ثم تولَّ القيادة» Connect, Then Lead، أجاب كلّ من إيمي كادي، وماثيو كوهات، وجون نفينغر على السؤال التالي: هل يُستَحسَن أن تكون محبوباً أم مهاباً؟ ويقولون في هذا الصدد إن أفضل طريقة للتأثير في الآخرين والتحكّم بهم تقضي بإظهار ودّ وحرارة. 7.في نهاية المطاف، تبيّن أنّ خلق وقت إضافي خلال اليوم ممكن: اكتشفت مجموعة باحثين في المملكة المتحدة أن المؤسسات قادرة على خفض الوقت الذي يمضيه الموظفون على إرسال البريد الإلكتروني، لو تسنّى لها إقناع المسؤولين التنفيذيين فيها بالكف عن إرسال هذا الكم الكبير من الرسائل الإلكترونية.