انتشرت السمنة في عصرنا هذا انتشاراً كبيراً، وليست هذه مصادفة أو ظاهرةً غامضةَ المصدر بل أسبابها معروفة ويُمكن تلخيصها في سببين: قلة الحركة والغذاء السيئ. أما الغذاء السيئ فقد انتشر انتشاراً كبيراً، وصار حتى الأطفال لا يخلو يومهم من الطعام الضار المليء بالكيميائيات مثل الأطعمة المعلبة والمشروبات الغازية والمأكولات المعالَجة وإضافة السكر الأبيض لكل شيء، وكأن هذا لا يكفي فقد أضفنا لهذه السموم قلة الحركة وانعدام النية في الرياضة المستمرة، وهكذا ظهرت الأمراض والآلام الكثيرة كنتيجة طبيعية لإساءتنا لأجسامنا بهذه الطريقة، ومن أبرزها كما ذكرنا السمنة والتي تؤدي لأضرار أخرى. التخلص من السمنة ليس مستحيلاً، بل هو ممكن جداً، وأول خطوتين -كما هو واضح الآن- هما الرياضة المستمرة والغذاء السليم (بما في ذلك كثرة شرب الماء كل يوم)، ومن يستمر عليهما فسيلاحظ تحسناً في كل الجوانب، فينقص الوزن ويقوى الجسم ويتحسن المزاج وتزداد الأعضاء صحة والمزيد غير ذلك. نعم، إن من يمارس الرياضة ويحرص على تناول الأكل الصحي سيفقد الشحم وينحف بإذن الله، لكن هل تساءلتم أين تذهب هذه الدهون؟ إذا استمر شخص على الرياضة وفقد بضعة كيلوغرامات من الشحم فأين ذهبت؟ هل تحصل لها تفاعلات غامضة لا نعرف كنهها؟.. ما مصيرها يا ترى؟.. أولاً يجب أن نعلم أن الدهون في الجسم (أو ما نسميه بالشحم) طاقة مُخزَّنَة للمدى البعيد حتى إذا حصلت ظروف تضطرُّ الإنسان أن يقضي أوقاتاً طويلة بلا غذاء فإن لديه ما يكفيه من طاقة للعضلات وأنسجة أخرى وذلك من خلال عملية بالغة التعقيد من التفاعلات التي وضعها الله في الجسم. هذا هدف هذه الشحوم ولهذا يحتفظ بها الجسم فليست شراً في حد ذاتها، و إنما المشكلة إذا تكوَّمت الشحوم وقَلَّت الحركة، حينها تصبح الدهون خطراً بدلاً من أن تكون ميزة، وتتكوّم الأضرار كذلك وتصبح الدهون ضرراً على الصحة وعلى الحياة، وأفضل وسيلتين للتخلص من هذه الدهون الزائدة كما سَلَف هما الرياضة والأكل الصحي، حينها يبدأ الجسم في التخلص من هذه الدهون الزائدة، ونعود إلى سؤالنا الأصلي هنا، فيا ترى ماذا يحصل لهذه الدهون بعد أن يتخلص منها الجسم؟.. الإجابة هي أن الدهون والشحوم التي يفقدها الإنسان تخرج من عدة أماكن، من أعجبها...الأنف!. غريب أليس كذلك؟.. لكن هذه إحدى غرائب التفاعلات التي تحصل في الجسم، فغير الطاقة فإن عملية حرق الدهون تُنتِج الحرارة والتي تُنظِّم حرارة الجسم، وكذلك تُنتِج الفضلات وهي الماء والذي يخرج مع الفضلات الخارجة من الجسم وكذلك على شكل عرق، والجزء الآخر من الفضلات هو ثاني أكسيد الكربون، وهذا يخرُج مع الزفير.. يجب أن نعوّد أنفسنا على الرياضة الدائمة والغذاء الصحي لنتفادى هذه الأضرار الحديثة التي بدأت تجتاح حياتنا.