دعا المشاركون في مؤتمر التغذية والسمنة الذي يواصل جلساته في جدة أمس إلى ضرورة وضع آليات وخطط جديدة للحد من انتشار السمنة في المجتمعات الخليجية وتحديدا المجتمع السعودي. وأكدوا أن غياب الوعي الصحي شجع العديد من مرضى السمنة في اتباع الأدوية المغشوشة والوهم وأعشاب مجهولة المصدر. وصحح المشاركون في المؤتمر العديد من الاعتقادات الغذائية الخاطئة التي يتبعها العديد من أفراد المجتمع ومنها، أن تناول الرز يساعد في حدوث الكرش، تناول الماء مع الطعام يؤدي إلى حدوث الكرش، تناول عصير الكريب فروت يساعد في إذابة شحوم الجسم، ربط البطن يقلل من تراكم الشحوم في البطن. بيع الوهم وكشفت ورقة المدير التنفيذي للمركز الوطني للطب البديل والتكميلي عبد الله بن محمد البداح، أن السمنة تعتبر مرض العصر، حيث تتسع الظاهرة أكثر من ذي قبل فتشمل الدول المتقدمة والدول النامية على حد سواء. وأضاف «أن انتشار السمنة أدى إلى ظهور سواق سوداء لأدويتها، وازدهرت تجارة أدوية وأعشاب مجهولة المصدر ومغشوشة تبيع الوهم للناس معتمدة على محدودية الثقافة الطبية». ولفت إلى أن هناك اتجاها لدى الناس للتحول على نحو متزايد إلى الطب البديل والتكميلي، وقد أدى انتشار البدانة مع نمو هذا الاتجاه لظهور وتنامي سوق خصبة لتوسيع نطاق هذه الأنماط من العلاج للمساعدة في إدارة الوزن. وألمح إلى أن هناك وسائط بديلة متكاملة من العلاج الطبي التي تستخدم حاليا لعلاج السمنة «مكملات غذائية، وأعشاب طبية، والتنويم المغناطيسي، والوخز بالإبر، والعلاج المثلي، والعلاج بالطاقة، ومن هنا كان لزاما علينا توعية مرضى السمنة بالغث والثمين من هذه الممارسات». الحمية الجيدة وتحدث استشاري أول جراحة السمنة الدكتور عبد الحميد المؤمن عن الحمية، موضحا «أن الحمية الجيدة وزيادة المجهود البدني هم أفضل السبل التقليدية للتغلب على السمنة، إلا أن بعض المرضى قد يحقق نجاحا مع العقاقير الطبية التي تقلل الإحساس بالجوع، ولكن لسوء الحظ فإن هذه الأساليب لا تحقق النجاح في كل الحالات، فقد لا يحقق الشخص المصاب بالسمنة نجاحا مستديما لمشكلة زيادة الوزن، ويمكن أن يستعيدوا الوزن الذي تخلصوا منه واكتساب وزن إضافي يزيد عن وزنهم الأساسي قبل الحمية وكذلك الأمر مع العقاقير». وأكد أن جراحة السمنة قد تكون هي الأفضل بالنسبة لهؤلاء الذين يعانون من السمنة المفرطة ولا يمكنهم التخلص من وزنهم بالطرق التقليدية أو هؤلاء الذين يعانون من مشاكل صحية بسبب السمنة، حيث تعتمد جراحات السمنة على تصغير المعدة وفي بعض العمليات الحد من امتصاص الأكل المتناول، مما يؤدي إلى الحد من السعرات الحرارية المستفاد منها، وبالتالي فقدان الوزن الزائد، كما تشمل جراحة التخلص من السمنة العديد من الإجراءات الجراحية المتخصصة في إنقاص الوزن الزائد لدى المرضى مثل عملية تحوير المعدة وتحوير المعدة المصغرة، ربط المعدة، تكميم المعدة، البالون المعدي، وتدكيك المعدة. اعتقادات خاطئة وحذر أستاذ التغذية ورئيس المركز العربي للتغذية في جامعة البحرين الدكتور عبد الرحمن المصيقر، من بعض الاعتقادات الخاطئة حول تخفيف الوزن، موضحا أنه انتشرت العديد من البدع والمعلومات الخاطئة المتعلقة بإنقاص الوزن من خلال وسائل الإعلام المختلفة وخصوصا التلفزيون والإنترنت والمجلات النسائية. وأضاف «ساهم ذلك في توجه المجتمع إلى استخدام طرق خاطئة في تخفيف الوزن ومن أكثر الاعتقادات الخاطئة المنتشرة في المجتمع الخليجي، تناول الرز يساعد في حدوث الكرش، تناول الماء مع الطعام يؤدي إلى حدوث الكرش، تناول عصير الكريب فروت يساعد في إذابة شحوم الجسم، ربط البطن يقلل من تراكم الشحوم في البطن، زيادة إفراز العرق يعني ذوبان شحوم الجسم، عدم تناول الفطور يساعد في تقليل الوزن، تناول وجبة أو وجبتين في اليوم يساعد في تخفيف الوزن، حمامات السونا تساعد في إذابة شحوم الجسم، المشي لا يساعد على إزالة الدهون في البطن، لا يمكن إنقاص الوزن إذا كان السبب وراثيا، والسمنة في الطفولة ليس لها علاقة بالسمنة بعد البلوغ. ونصح الدكتور المصيقر بالأكل الصحي وممارسة الرياضة وتحري الدقة في المعلومات الغذائية والابتعاد عن كل ما يؤدي إلى تراكم الدهون في الجسم».