أكد اختصاصي جراحة وتجميل أن مرض السمنة أو «البدانة» التي أضحى كثير من الناس يشتكي منها، على أنها تقيد حركة الجسم وتحد من نشاط الشخص أينما حل، أن لها أسبابها عدة منها ما هو وراثي ونفسي وغذائي، وأن التطور الحاصل في الحقل الطبي أصبح يجد لها حلولاً متقدمة من أهمها جراحات الشفط، التي تتم فيها إزالة الدهون المتركزة في أنحاء الجسم بواسطة تقنيات حديثة نجاحاتها مضمونة. وقال اختصاصي الجراحة في مركز بانوراما الطبي الدكتور باسم سليمان إن السمنة من دون شك محرجة للشخص اجتماعياً في مظهره أمام الناس، وقد تصبح مشكلة نفسية في عزل النفس لشخصة في حال عدم قدرته على التغير للأفضل. إلى نص الحوار: ما هي السمنة، وكيف تتشكل خطورتها؟ الحقيقة أن الأطباء يعرفونها بشكل علمي على أنها تراكم غير طبيعي للدهون في مخزون الأنسجة الدهنية في كل أجزاء الجسم ، وهذا المخزون يزيد بزيادة العمر في البالغين، وهي تعتبر مشكلة صحية تتجاوز المشكلات الصحية الأخرى، إذ إنها تسهم في حدوث وفيات لو تعرضت لمضاعفات صحية وأهملت لسنوات عدة، وهي من دون شك محرجة للشخص اجتماعياً في مظهره أمام الناس، وقد تصبح مشكلة نفسية في عزل النفس لشخصة في حال عدم قدرته على التغير للأفضل. كيف تتكون السمنة في جسم الإنسان وما أهم أعراضها؟ عندما يستهلك جسم سعرات حرارية أكثر من تلك التي يحتاجها بالشكل المعتاد، فإن الفائض منها يتكدس على شكل شحوم تتكوم في أنحاء جسم الإنسان وخصوصاً في منطقة البطن والصدر والأرداف، ومن أهم أسباب السمنة هي من دون شك العوامل الوراثية، والطبية، والنفسية، والغذائية، والغدية، والاجتماعية ، وهناك أسباب غير اعتيادية ولا تكاد تكون معروفة عند الكثير ، وهي مثل فيروسات البرد الموسمية، إذ يشير الأطباء إلى أن هناك علاقة ما بين السمنة وأحد فيروسات البرد، إضافة إلى وجود جراثيم السمنة التي تحدث في جسم الإنسان والمعروفة، ووجود أيضاً كميات الدهون من خلال الوجبات الغذائية غير الصحية أو من العوامل المذكورة. لكن هل يمكن أن يتجنب الإنسان السمنة، والعوامل المؤدية إليها؟ نعم، ويكمن ذلك في ممارسة الرياضة بأنواعها، وإضافة إلى وجود غذاء صحي منتظم، وتجنب تناول السكريات بشكل كبير والحرص على أن تكون الأغذية التي تزيد من البكتيريا النافعة حاضرة بقوة في وجباتنا اليومية خصوصاً اللبن الحيوي وغيرها من الوجبات الصحية التي ينصح بها طبياً. هل للسمنة مضاعفات خطيرة على صحة الإنسان، وإلى أين تصل؟ بصراحة السمنة لا تكون مشكلة جمالية فقط ، ولكنها أيضاً خطر صحي في حال مضاعفتها، واذا كنت تعاني من السمنة ، فإنك معرض بنسبة اكبر لعديد من المشكلات الصحية وهي، امراض القلب والسكته القلبية وعدم انتظام الدورة الدموية وارتفاع ضغط الدم والسكرى والسرطان وامراض المرارة وتكون الحصوات المرارية والتهاب المفاصل والنقرس والاختناق اثناء النوم وحدوث الازمات الربوية ، إضافة إلى أن السمنة المفرطة قد تزيد من فرص حدوث وفاة مبكرة للشخص المصاب. بالنسبة للثقافة الاجتماعية حول السمنة، هل هي كافية؟ من المعروف أن هناك نقصاً في الاهتمام بالثقافة الاجتماعية تجاه بعض الأمراض وأهمها زيادة السمنة لدى البعض، والمتاعب التي تأتي منها، ولاسيما لمن هم في سن المراهقة، ولكن ما هو مؤمل هو زيادة التثقيف الصحي لدى كل شخص عن هذا الخطر الصحي. ماذا عن الجراحات التي تقومون بها لإزالة شفط الدهون؟ هناك اتفاق أن إحدى جراحات معالجة السمنة هي جراحة شفط الدهون التي هي جراحة يتم فيها تعديل وإعادة ترميم هيئة الأشخاص الخارجية، بالتخلص من الدهون الزائدة في مناطق مختلفة من الجسم مثل الرقبة والثديين والظهر والساعدين والبطن والفخذين والركبتين، ولذلك فهي جراحة تجميلية بحتة وليس وسيلة طبيعية لإنقاص الوزن، كما يعتقد كثيرون منا. وهناك نوعان من السمنة، سمنة عامة وسمنة موضعية، والسمنة الموضعية هي تجمع للشحوم في مناطق محددة من الجسم تختلف باختلاف الجنس والعرق والعوامل البيئية والوراثية، إذ تزيد مثل هذه التجمعات في مناطق الصدر وأعلى البطن وأسفل الظهر عند الرجال، بينما تتجمع في أسفل البطن والأرداف وأعلى الفخذين عند النساء، وتجمع الشحوم في مثل هذه المناطق تحديداً يحدث نتيجة لعوامل عدة أهمها حساسية الخلايا الدهنية للنشاط الهرموني بالجسم وأقلها أهمية طبيعة الغذاء، ولذا فإن هذه المناطق ذات التجمعات الدهنية تستمر حتى بعد استعادة الوزن الطبيعي بعد اتباع الحميات الغذائية. على ماذا تعتمد فكرة شفط الدهون التجميلية؟ تعتمد على إحداث خلخلة للخلايا الدهنية في المنطقة التي يراد التخلص منها، وهو ما يؤدى إلى تفكك الدهون ثم يتم شفطها، أي أن جراحة شفط الدهون تتم على خطوتين متابعتين أولهما الخلخلة، وثانيهما الشفط. ومع بداية جراحات شفط الدهون كان الشفط يتم بعد إحداث الخلخلة بطريقة يدوية عن طريق إحداث صدمات بواسطة (أنبوب الشفط) ثم تطورت تقنيات شفط الدهون عن طريق استخدام أجهزة حديثة تقوم بالوظيفتين في وقت واحد. والتخدير المستخدم في جراحات شفط الدهون على مناطق الشفط وكميته، إضافة إلى نوعية المريض وبصفة عامة فإن معظم حالات الشفط الصغيرة أو البسيطة مثل الوجه أو الرقبة يمكن أن تتم تحت مخدر موضعي مع إعطاء مواد مهدئة للمريض لإزالة الخوف من إجراء الجراحة. أما الجراحات الكبيرة مثل الأيدي أو الأرجل أو الأرداف فإنها تحتاج إلى مخدر عام على يد دكاترة تخدير محترفين. وفي حالات شفط الدهون البسيطة هي من حالات اليوم الواحد حيث تجري الجراحة ويخرج المريض باليوم نفسه، في حالات شفط كميات كبيرة من الدهون أو وجود بعض الحالات المرضية التي تحتاج إلى عناية طبية خاصة بعد الجراحة فإن المريض يبقى في المستشفى يوماً أو يومين بعدها. انخفاض عدد ساعات النوم من عوامل زيادة الوزن