الحمد لله رب العالمين حمداً يليق بجلال وجهه وعظيم نعمه، والصلاة والسلام على سيد المرسلين وخاتمهم محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه أجمعين، يشرفني أن أرفع إلى مقام والدنا خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، وولي عهده الأمين الأمير سلمان بن عبد العزيز، وسمو النائب الثاني الأمير مقرن بن عبد العزيز - حفظهم الله - بمناسبة صدور ميزانية عام 1435 / 1436ه والتي تؤكد بأرقامها الكبيرة اهتمام الحكومة بالتنمية بكل جوانبها، وكذلك على ما خصص لجامعة حائل من ميزانية تمثل دعما كبيرا لاستمرار الجامعة بالتطور وتقديم خدمات تعليمية راقية، امتنان وشكر أبنائهم منسوبي جامعة حائل، على ما حُقق ويتحقق - بحمد الله - في أرض الواقع، عملا دؤوبا ومستمرا في استراتيجية النهضة الشاملة التي تعمل لها قيادتنا الرشيدة في مختلف القطاعات التنموية، لتحقيق الرفاه المستمر والتنمية المستدامة لهذا الشعب الكريم. إن أرقام الميزانيات المتوالية في السنوات الماضية ونسب توزيعها على القطاعات المختلفة، لهي دليل واضح على أن نهج خادم الحرمين الشريفين الذي بدأه منذ استلامه مقاليد الحكم في البلاد، يمضي قدما نحو الهدف المرسوم، بل أن معالم تحقيق هذا الهدف بدأت بالظهور ولله الحمد والمنة، وما عدد المشاريع التي تشهدها مناطق المملكة في مختلف القطاعات، والتي حققت رقما قياسيا لم تشهد المملكة له مثيل منذ تأسيسها على يد القائد المؤسس الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن - رحمه الله - إلا دليلا قاطعا على تحقيق هذا الهدف المستقبلي بإذن الله. إن بيئة التعليم العالي تُشكل بُعدا مهما وثابتا في مسار استراتيجية التنمية، لأنها الأداة الأكبر لبناء الإنسان وصناعة حضارة مستمرة، ولذلك كان اتجاه خادم الحرمين الشريفين الداعم الأول لوزارة التعليم العالي ومنسوبيها، فانتشرت الجامعات في مختلف مناطق المملكة، بل وانتشرت فروعها في المحافظات والمراكز، حتى وصل التعليم الجامعي إلى القرى، بالتزامن مع برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث، والذي بدأت بشائر مخرجاته تقدم النماذج المضيئة التي سترفع من وتيرة الإنتاج الإنساني في بلادنا المباركة بإذن الله. بهذه الأعمال الجليلة والمتواصلة لقيادتنا الرشيدة والاهتمام والدعم الكبيرين لبيئة التعليم العالي وجامعاته، تتضاعف مسؤولياتنا تجاه هذه البلاد وقائدها، فلا عذر عن العمل والعطاء والاجتهاد، ولا مجال إلا للارتقاء إلى مصاف الدول المتقدمة، بنتاج سعودي فاخر من العقول التي ستضيف للحضارة الإنسانية الكثير إن شاء الله، كنتيجة طبيعية لحرص والدنا القائد ودعمه، ولن أنسى شكر وزير التعليم العالي الدكتور خالد بن محمد العنقري، الذي لم يألُ جهدا في دعم الجامعات الناشئة وتحقيق رؤية خادم الحرمين الشريفين العظيمة لهذا البلد وأهله.