دعت المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة الايسسكو العالم الإسلامي إلى النهوض باللغة العربية والعمل على تطويرها وفق مناهج علمية وبطرق حديثة لمسايرة المستجدات في مجالات المعرفة ومرافق الحياة. وأكدت الايسيسكو في نداء لها إلى العالم الإسلامي بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية الذي يصادف يوم 18 ديسمبر من كل سنة، على ضرورة إبلاء اللغة العربية الاهتمام الذي تستحقه من النواحي كافة التربوية والأكاديمية والإدارية والاجتماعية والإعلامية وإحلالها المكانة اللائقة بها في جميع المجالات وإدماجها في صميم الحياة المعاصرة وتحصين مركزها بالتشريعات القانونية التي تحميها وتحافظ على وجودها الفاعل والمؤثر في المجتمع باعتبارها وعاءً للثقافة العربية وللتراث الإسلامي ومقوّمًا من مقوّمات الهوية الثقافية والحضارية. وأهابت المنظمة الإسلامية في ندائها بالدول الأعضاء وعددها إحدى وخمسون دولة إلى تحديث المناهج الدراسية لتعليم اللغة العربية بحيث تواكب أحدث الطرق التربوية لتعليم اللغات وإلى تجويد العملية التربوية بصورة عامة وإدخال اللغة العربية في صلب البرامج التعليمية حتى لا تكون على هامش المسار التعليمي معزولةً عن التقدم الذي تعرفه المنظومة التعليمية ومن أجل أن تصبح لغة للعلوم والتكنولوجيا والابتكار. ودعت الايسيسكو الدول الأعضاء غير الناطقة بالعربية إلى التوسّع في تعليم اللغة العربية وإلى السعي في اعتمادها ضمن المقررات التعليمية في مختلف المراحل وإلى فتح أقسام للغة العربية في الكليات الجامعية باعتبارها لغة التراث الإسلامي وصلة للتقارب والترابط بين دول العالم الإسلامي.. وشددت على وجوب رفع الحواجز أمام استخدام اللغة العربية في مختلف أوجه الأنشطة الاقتصادية والمعاملات التجارية والمالية والفعاليات الاجتماعية والثقافية والممارسات البرامجية والمعلوماتية، لأن اللغة العربية لغة غنية وقادرة على التكيف مع المتغيرات المتلاحقة التي تعرفها الحياة الإنسانية. كما دعت الايسيسكو دول العالم الإسلامي إلى التجاوب مع القرار الذي اتخذه المجلس التنفيذي لليونسكو باعتبار اليوم الثامن عشر من ديسمبر يومًا عالميًا للغة العربية، وذلك بالتفاعل مع الأهداف المتوخاة من هذه المناسبة، تعزيزًا لمكانة اللغة العربية، وسعيًا إلى تطويرها والنهوض بها، وإلى الاحتفاء بها على النحو الذي يخدم تلك الأهداف، وينشر الوعي بأهمية اللغة العربية وبمكانتها العالمية التي يتوجّب صونها والمحافظة عليها واستثمارها على أوسع نطاق.. وأعلنت عن مواصلتها في تنفيذ البرامج والأنشطة الخاصة باللغة العربية سواء منها تلك التي تعنى بتعليمها لغير الناطقين بها في العالم الإسلامي وفي أوساط الجاليات والأقليات الإسلامية.