سيطرت قوات متمردة موالية للنائب السابق لرئيس جنوب السودان المعارض رياك مشار على مدينة بور على مسافة 200 كلم شمال جوبا حيث لا تزال المعارك متواصلة أمس الخميس، على ما أعلن جيش جنوب السودان. وقال المتحدث باسم الجيش فيليب اغير إن «جنودنا فقدوا السيطرة على بور لحساب قوات رياك مشار في وقت متأخر من ليل الأربعاء» مضيفا «جرى إطلاق نار خلال الليل .. ولم تردنا معلومات حول الخسائر أو النازحين في البلدة لان العمليات (العسكرية) لا تزال متواصلة». ونقل موقع «سودان تريبيون» عن الكولونيل فيليب أجوير المتحدث باسم جيش جنوب السودان القول إن الجيش الوطني منعقد لبحث الخطوة التالية في ضوء التطورات، خاصة في ظل القلق الدولي بشأن الوضع الإنساني في عاصمة ولاية جونقلي. وأعلن جيش جنوب السودان انشقاق الجنرال جاديت قائد الفرقة الثامنة بولاية جونقلي. وذكر الموقع أنه تردد أن جاديت انشق بسبب استهداف قبيلته «النوير» في التوترات الأخيرة بالبلاد. من جهتها حذرت الأممالمتحدة أول أمس الأربعاء بأن أعمال العنف تنتشر في جنوب السودان بينما دفعت المعارك الضارية الجارية في هذا البلد الولاياتالمتحدة إلى إجلاء أميركيين وأجانب آخرين. كما أجلت بريطانيا قسما من موظفي سفارتها فيما أشارت واشنطن إلى إمكانية تنظيم رحلات إضافية لإجلاء المزيد من الأشخاص في وقت تتصاعد المخاوف من عودة الحرب الأهلية إلى هذا البلد الذي استقل عن السودان عام 2011. وقتل المئات منذ اندلاع المعارك الأحد وفر آلاف من المدنيين المذعورين من منازلهم ليلجأوا إلى قواعد للأمم المتحدة طالبين الحماية. واستخدمت الولاياتالمتحدة طائرتي نقل عسكريتين من طراز سي-130 إضافة إلى طائرة ثالثة لإجلاء 150 أميركيا إضافة إلى دبلوماسيين أميركيين وأجانب من جنوب السودان، على ما أعلنت وزارة الخارجية. وقال موظف في وزارة الدفاع طلب عدم كشف هويته إن «الوضع الأمني يتردى وجرى إطلاق نار في المطار». وقالت مساعدة المتحدثة باسم الخارجية ماري هارف ان الولاياتالمتحدة «قلقة للغاية» لأعمال العنف الجارية في جنوب السودان. وأضافت «ندعو القادة السياسيين للبلاد إلى الامتناع عن أي أعمال يمكن أن تؤدي إلى تصعيد في الوضع المتوتر أساسا أو تغذي العنف». ودعت هارف الرعايا الأميركيين مجددا إلى مغادرة البلاد مشيرة إلى أن وزارة الخارجية «تعمل على تنظيم عمليات نقل إضافية بحسب الحاجة». وأعلن المتحدث باسم الأممالمتحدة مارتن نسيركي الأربعاء أن 19 مدنيا على الأقل قتلوا في اشتباكات جديدة بين فصائل متخاصمة من الجيش في جنوب السودان حيث اتسعت أعمال العنف إلى خارج العاصمة جوبا. وقال نسيركي إن المعارك الأخيرة جرت في بور عاصمة ولاية جونقلي (شرق)، ملاحظا أن التوتر يتصاعد في ولايات أخرى.وأضاف نسيركي إن «التوتر يزداد في ولايتي أعالي النيل والوحدة» الواقعتين في شمال شرق البلاد، لكنه أوضح أن الوضع هدأ في جوبا في الساعات الأخيرة. وتحدث مسؤولون أمميون في جنوب السودان بدورهم عن معارك في مدينة توريت عاصمة ولاية شرق الاستوائية (جنوب شرق). وقال المتحدث باسم بعثة الأممالمتحدة في جنوب السودان جو كونتريراس انه في بور «تبلغنا بوقوع معارك (...) منذ الساعة 3,00 (00,00 ت غ الأربعاء) وتدفق مئات المدنيين إلى معسكرنا في ضواحي المدينة، وقد تخطى عددهم الآن الآلف ويسود بور توتر شديد». وأعلن رئيس جنوب السودان سلفا كير الاربعاء أنه يريد التحاور مع خصمه السياسي نائب الرئيس السابق رياك مشار الذي اتهمه بتدبير محاولة انقلاب ضده بعدما تمت إقالته. وقال «سأجلس معه وأتحدث إليه (...) لكنني لا أعلم ما ستكون نتائج المحادثات»، مؤكدا أن «الأشخاص الذين قتلوا سيحالون أمام القضاء ويحاكمون». ومشار ملاحق رسميا مع أربعة مسؤولين سياسيين آخرين كما اعتقلت الحكومة أيضا عشر شخصيات بينهم ثمانية وزراء سابقين من الحكومة التي أقالها الرئيس في تموز/يوليو الماضي. ومعظم المشتبه بهم من المعروفين في الحزب الحاكم «الحركة الشعبية لتحرير السودان» وشخصيات تاريخية من التمرد الجنوبي الذي قاتل قوات الخرطوم خلال الحرب الأهلية الطويلة ما بين 1983 و2005. وفي أول حديث له منذ بدء المعارك الأحد أعلن مشار في مقابلة مع موقع «سودان تريبيون» نشر الأربعاء أن محاولة الانقلاب التي نسبتها إليه السلطات ليست سوى ذريعة من الرئيس كير للتخلص من خصومه السياسيين. وقال مشار الذي لم يفصح عن مكان وجوده «لم يحصل انقلاب وما حدث في جوبا هو سوء تفاهم بين عناصر في الحرس الرئاسي داخل وحدتهم. لم يكن هناك انقلاب ولا علاقة أو علم لي بأي محاولة انقلاب». وأضاف مشار «ما كنا نريده هو العمل ديمقراطيا على تغيير الحركة الشعبية.