تمازجت حالات أروع صور الوفاء والمحبة الصادقة بين أزواج مع زوجاتهم وأمَّهات مع أبنائهم قدموا للمملكة لأداء فريضة الحج، عبرت القارات وشاهدتها الأعين وشعرت بها قلوب الملايين على أرض منى بالمشاعر المقدسة. فقد جسَّد الحاج عبدالحق إبراهيم بنجلاديشي الجنسية 80 عامًا أروع صور الوفاء حيث اصطحب زوجته 70 عامًا في حج هذا العام التي تعاني من مرض مزمن في ظهرها، إذا فاجأها تمكث مدة لا تقل عن ساعتين لكي تستعيد قواها. وقال عبدالحق: لقد جئت بها لتُؤدِّي فريضة الحج التي كانت حلمًا يراودها منذ سنوات ولكن قلّة الحيلة وضيق ذات اليد أخرا تحقيق هذه الأمنيَّة سنوات طويلة وقصدت بها هذا العام بيت الله الحرام لكي تُؤدِّي فريضة الحج ويمنَّ الله سبحانه وتعالى عليها بالشفاء، مشيرًا إلى أنّه تنقل بها ما بين المسجد الحرام ومنى وعرفات ومزدلفة دون أن يحسَّ بأي معاناة، بل يشعر بسعادة لا توصف وأنا أضعها على صدري تارة وفخذي تارة أخرى ولم أشعر بأي تعب.. فكل أملي أن أرد جزءًا من جميلها معي فنعم الزَّوجة الصالحة. ورفض عبدالحق حملها على عربيَّة ذات الكفرات إلا أن تأتي سيارة الإسعاف لتحملها إلى المستشفى لكي لا يزيد عليها الألم. وروى الحاج راشد الأمين سوداني الجنسية قصته الشاقة مع زوجته التي رجع لها بصرها بعد ثلاث سنوات بسبب صداع حاد في رأسها، وقال الأمين: لقد ذهبت بها إلى عدد من المستشفيات ولكن لم تتوصل للعلاج. وأوضح الأمين أن والديه أمراه بتركها والزواج بامرأة أخرى لكنه رفض ذلك ولا يريد فراق زوجته التي كان لها فضلٌ كبيرٌ في حياته. وقال الأمين: في ذات يوم طرحت على زوجتي فكرة الحج والذهاب إلى المشاعر المقدسة لأداء فريضة الحج لعلَّ الله سبحانه وتعالى يمنَّ عليها بالشفاء العاجل، مشيرًا إلى أنّه سمع قصص وحالات مرضية كثيرة جاءت إلى المسجد الحرام وشربت واغتسلت من ماء زمزم وشفيت بإرادة الله سبحانه وتعالى. وقال الأمين: عند رؤيتنا الكعبة المشرفة في المرة الأولى انتابتنا حالة غريبة من الوجد والشجن، وعندما توجهنا يوم التروية من مكة إلى منى مشيًا على الأقدام لاهجين بالدُّعاء بأن يبعدنا الله من الشرور وأن ينعم الله سبحانه وتعالى بالشفاء العاجل لزوجتي. وأوضح الأمين أنّه لحظة وصولهما إلى المخيم بمشعر منى أتيحت لهما في هذه الخلوة فرصة الانكباب على القرآن الكريم يتلاوته معظم الأوقات، ثمَّ يتقربان إلى الله بالدُّعاء في باقى الأوقات ومسح وجه زوجتي بماء زمزم، والحمد لله منَّ الله سبحانه وتعالى على زوجتي بالشفاء وأصبحت تبصر، وشكر خادم الحرمين الشريفين الذي يسر لجميع المسلمين في بقاع الأرض الوصول إلى مكةالمكرمة لأداء فريضتهم بكلِّ يسر وسهولة. اما الحاجة سهاد أبو الكلام هندية الجنسية التي ذرفت عيناها بالدموع فرحًا بقدومها إلى المملكة برفقة ابنها البار لأداء فريضة الحج بعد أمنيَّة دامت عشر سنوات لفقد جواز سفرها. وقالت سهاد: لقد عملت في المملكة خدامة لدى إحدى العوائل السعوديَّة لمدة ست سنوات لأجمع مبلغًا ماليًّا لأداء فريضة الحج وكان حلمي أن أحج عندما كنت في السعوديَّة لكن لم أتمكن من ذلك وعندما رجعت لبلدي ضاع جواز سفري الذي تسبب في تأجيل حلمي عشر سنوات، مشيرة إلى أن ابنها كان بارًا بها، فجمع المال واستخرج لها جواز سفر، ثمَّ قدم بها للمملكة لأداء فريضة الحج وهو الحلم الذي كان يراودها.