فاصلة: ((بالاشتغال بالحدادة يصبح المرء حداداً)) - حكمة لاتينية - تعليقاً على مقالة الزميل الأستاذ عبد الله بخيت «هل المرأة بحاجة إلى رجل يحميها « فإنني اتفق معه في أنّ المرأة كإنسان ليست بحاجة إلى حماية، ولكنها كأنثى بحاجة إلى ذلك وربما أكثر. التنشئة الاجتماعية لدينا غرست في وجدان الطفلة الصغيرة المفاهيم الأنثوية تمهيداً لتصبح أنثى في المستقبل، ولذلك فهي تمارس دور الأنثى بدون أن تلتفت إلى إنسانيتها، إلا من استطاعت بوعي أن تكسر الطوق بسبب تنشئة عادلة، أو أنها استطاعت أن تؤسّس الوعي في بيئتها لوجود أب واعٍ مدرك لدورها. الأستاذ عبد الله وضع تصوراً عميقاً للمشكلة والتي ساهم في تأسيسها الرجل وقوانين المجتمع، لكني أحب أن أذكِّره بدورنا كنساء، فنحن من نصنع حرّاسنا حين نعزّز ضعفنا وحين ننظر إلى انفسنا كإناث فقط. ولذلك علينا ألاّ نتعجّب من نساء يحملن درجة علمية عالية ويتقلّدن مناصب عليا في العمل، ومع ذلك يقفن معارضات لمطالبة النساء بحقوقهن، ومن أهمها أن تُعامل كإنسان كامل الأهلية. لكن مع اعترافي بأنّ بعض النساء جزءٌ من تشكيل مفهوم الحماية، فإنّ هذا لا يجعلنا نستسلم لهذا المفهوم، فهناك نساء مؤمنات بإنسانيتهن ويمارسنها رغم الصعوبات. المسألة يا زميلي العزيز أنني إذا كنت مقتنعة بأنني لا استحق الإنسانية فلا يمكن لأن أمارسها، ولو أُعطيت مفاتيح ممارستها على طبق من ذهب. في رأيي العمل يبدأ من تغيير القناعات ، قناعة المرأة عن نفسها ، وقناعة الرجل عنها ليتغيّر بعدها المجتمع. [email protected]