كل بلد وكل موطن يرى قدسية علم بلاده وأن له مكانة عالية في نفوس أبنائه، ولكن ليس هناك راية أو علم أو شعار لبلد من البلدان أجل من راية التوحيد، فعلم المملكة العربية السعودية المتميز عالمياً بلا إله إلا الله محمد رسول الله، يفوق كل الرايات والأعلام بشهادة التوحيد التي يحملها، وهو العلم الذي لا يتم تنكيسه في أي حالة من الحالات، ولا يمكن استخدامه في أي أمر يكون فيه إهانة لهذا الشعار وما يحمله من مضامين عالية، ألا وهي اسم الله - عزوجل - وشهادة التوحيد؛ ولذا فعلم بلادنا مرفوع حسياً ومعنوياً لا ينكس، ولا ينزل، ويضاف إلى هذه الخصوصية خصوصية أخرى، ألا وهي أن محبة هذا العلم، وهذا الشعار ليست قاصرة على مواطني هذه البلاد فقط، بل تشمل جميع المسلمين وكل من يشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله. ولقد حددت الأوامر السامية في نظام العلم للمملكة العربية السعودية، وتضمنت وصفاً للعلم وطوله وعرضه والأصول المتعلقة به، واستخدامه في المباني الحكومية في الداخل والخارج وفي الحفلات والمؤتمرات والمواكب والسفن والمراكب البحرية، ولعل أبرز هذه المواد - كما أشرت - عدم تنكيس العلم الوطني، يضاف إلى ذلك حظر استعمال العلم الوطني كعلامة تجارية أو لأغراض الدعاية التجارية أو لأي غرض آخر، كما أنه يحظر رفع العلم الوطني باهت اللون أو في حالة سيئة، وإنه في حالة قدم العلم، ويصبح قديما،ً ولا يمكن استعماله فيتم حرقه من الجهة التي تستعمله، وهناك مادة خاصة تفيد أنه كل من أسقط، أو أعدم، أو هان العلم الوطني بأي طريقة فيعاقب على ذلك. وفي هذه الأيام التي سنعيش فيها فرحة يوم الوطن نرى أن ثمة ملحوظات جديرة بالاهتمام والعناية، وأولها ما يجده شعار التوحيد وشهادة ألا إله إلا الله، واسم الله -عزوجل- من إهانة من البعض حينما نرى بعض الشوارع، وقد تساقطت الأعلام الصغيرة والكبيرة من المحتفلين يمنة ويسرة، ويتم دهسها بالسيارات وفي الطرقات، أو حتى بعض الأسواق والميادين العامة، وهذا يتنافى مع مكانة هذا الشعار دينياً ووطنياً، وهي مشكلة تتكرر في كل عام وفي مثل هذه المناسبة أو حتى في المباريات الرياضية، ويضاف إلى هذه وفيما يتعلق براية التوحيد ما نراه كثيراً في عدد من الدوائر الحكومية من إهمال للعلم الذي يعتلي السارية المخصصة له، والبعض منها يمر عليه عام كامل وأكثر، ولم يتم تغييره، وتجد أن عدم المتابعة لهذا العلم قد جعلنا نألف رؤية أعلام بالية وممزقة ومهترئة وبشكل غير مقبول ؛ ولذا فإنني أقترح أن تقوم وزارة المالية بتأمين هذه الأعلام للجهات الحكومية كما تقوم بتقويم أم القرى، ونضمن بذلك أن تكون مقاسات العلم المكتبية وعلى السارية متطابقة مع مواصفات العلم السعودي. كما نضمن أيضاً عدم اعتذار ومبررات بعض الجهات بعدم توفر بنود لشراء الأعلام، وخاصة في المناطق البعيدة، وفروع الأجهزة الحكومية، وبهذا سنضمن بإذن الله أن لا نرى علماً ممزقاً يعتلي سارية أحد المباني في منشأة حكومية، ومن ثم سيسهل أيضاً محاسبة كل مقصر في حق راية التوحيد وفي حق العلم. أسأل الله سبحانه وتعالى أن يديم على بلادنا نعمة الأمن والأمان، وأن يبقي راية التوحيد عالية خفاقة. [email protected]