تزامناً مع بدء الأمريكيين والروس أمس الخميس في جنيف محادثات جوهرية ترأسها وزيرا خارجية البلدين الأمريكي جون كيري والروسي سيرجي لافروف بشأن سورية تنذر بدايتها باستمرار الخلافات في وجهات نظر الجانبين، وذلك بعيد تعهد الرئيس بشار الأسد بوضع ترسانة نظامه من الأسلحة الكيميائية تحت إشراف دولي شرط وقف واشنطن (تهديداتها) ودعمها (للإرهابيين) على حد قوله .. سلمت روسيا في هذا الوقت للولايات المتحدة خطة من أربع مراحل لتنفيذ مبادرتها الهادفة إلى وضع ترسانة الأسلحة الكيميائية السورية تحت إشراف دولي لتدميرها. وتبدأ الخطة بانضمام دمشق إلى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية. وكشفت صحيفة (كومرسانت) الروسية للمرة الأولى تفاصيل الخطة الروسية مشيرة إلى أنه تم تسليمها إلى الطرف الأمريكي الثلاثاء الماضي على الرغم من أن روسيا لم تعلن تسليم الخطة إلى الأمريكيين سوى أول أمس الأربعاء. وبحسب الصحيفة ومصادر ديبلوماسية روسية فإن المرحلة الأولى تقضي بانضمام سورية إلى منظمة حظر السلاح الكيميائي، وفي المرحلة الثانية تعلن دمشق عن مواقع تصنيع وتخزين الأسلحة الكيميائية، ثم تسمح لمفتشي منظمة حظر السلاح الكيميائي بدخول هذه المواقع في المرحلة الثالثة. أما في المرحلة الرابعة فتقرّر دمشق بالتعاون من المفتشين الدوليين كيف سيتم تدمير هذه الأسلحة ومن سيقوم بها.. وذكرت الصحيفة أن وزير الخارجية السوري وليد المعلم وافق على هذه الخطة خلال زيارته الأخيرة إلى موسكو. وفي هذا الإطار أكد كيري ولافروف في مستهل محادثاتهما في جنيف أمس التي ستتواصل اليوم الجمعة وقد تستمر للأسبوع القادم أن الولاياتالمتحدةوروسيا (مصممتان) على إجراء محادثات مهمة في جنيف حول وسائل توفير أمن ترسانة الأسلحة الكيميائية السورية. وقال كيري إن تصريحات النظام السوري غير كافية في نظرنا ولهذا السبب نحن هنا للعمل مع الروس وسيرغي لافروف للتأكد ان بالإمكان تحقيق ذلك. واضاف كيري ان التوقعات كبيرة.. الأمر ليس لعبة وقلت ذلك لصديقي عندما بدأنا الحديث. يجب ان يكون ذلك واقعيا، يجب ان يكون كاملاً يجب ان يكون قابلاً للتحقق منه يجب ان يكون ذا مصداقية، بدوره قال لافروف لكيري (أنا على ثقة من ان شركاءنا الأمريكيين يؤيدون طريقاً سلمياً لمراقبة الأسلحة الكيميائية في سورية) . واضاف (آمل أننا سننجح) . فرد عليه كيري وهو يصافحه (تريد مني ان أثق بكل كلمة تقولها. ان الوقت مبكر جدا لذلك) . بدوره أعرب الرئيس الأمريكي باراك أوباما أمس عن أمله في ان تؤدي محادثات جنيف إلى وضع خطة قابلة للتطبيق لنزع أسلحة سورية الكيميائية. وقال للصحافيين خلال اجتماع لمجلس الوزراء في البيت الأبيض: آمل في ان تؤدي المناقشات بين كيري ولافروف الى نتائج ملموسة. وفي خضم المباحثات التي يجريها كيري ولافروف في جنيف وفي إطار التنسيق العربي يبحث الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند اليوم الجمعة مع وزراء خارجية المملكة العربية السعودية والأردن والإمارات العربية المتحدة، وبحسب ما أعلنت الرئاسة الفرنسية أمس الخميس فإن هولاند سيستقبل اليوم في قصر الاليزيه في باريس صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية وناصر جودة وزير الخارجية الأردني والشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير خارجية الإمارات . وبعيد تعهده بوضع أسلحته الكيميائية تحت إشراف دولي أعلنت الأممالمتحدة أمس أنها تسلمت طلب انضمام سورية إلى اتفاقية العام 1993 حول حظر الأسلحة الكيميائية. وقال المتحدث باسم المنظمة الدولية فرحان حق (قبل بضع ساعات تسلمنا وثيقة انضمام من جانب الحكومة السورية تتعلق بالاتفاقية حول الأسلحة الكيميائية ونقوم بدرسها.