تعتزم روسيا اقتراح خطة من أربع مراحل لتدمير ترسانة الأسلحة الكميائية في سورية، وذلك خلال اجتماع وزير الخارجية الروسي ونظيره الأمريكي في جنيف. وذكرت صحيفة "كومرسانت" الروسية الصادرة امس استنادا إلى مصادر دبلوماسية في روسيا أن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف يعتزم التفاوض مع نظيره الأمريكي جون كيري حول هذا المقترح في جنيف. وتنص المرحلة الأولى في المقترح، بحسب الصحيفة، على انضمام سورية لمعاهدة حظر الأسلحة الكيميائية ، وتتمثل المرحلة الثانية في الكشف عن مقار تخزين وإنتاج هذه الأسلحة، أما الثالثة فتقضي بفحص ترسانة الأسلحة الكيميائية ، وفي المرحلة الرابعة يجرى تدميرها. وأضافت الصحيفة أن وزير الخارجية السوري وليد المعلم وافق على المبادرة خلال لقاء مع لافروف في موسكو. وفي المقابل، يشكك معارضو النظام السوري في جدوى المبادرة الروسية. وقال لافروف قبيل توجهه إلى جنيف: "أنا على قناعة بأن هناك فرصة للسلام في سورية". وذكر لافروف أن وفدي روسياوالولاياتالمتحدة سيضمان أيضا خبراء في الأسلحة الكيميائية. وقال الوزير خلال زيارته للعاصمة الكازاخستانية آستانا إنه يرحب بمشاركة المبعوث الخاص للأمم المتحدة والجامعة العربية بشأن سورية، الأخضر الإبراهيمي، الذي يوجد مكتبه في جنيف ، في المحادثات بينه وبين نظيره الأمريكي. ونقلت وكالة الأنباء الروسية "إنترفاكس" عن لافروف قوله إنه اتفق مع كيري على التحدث خلال الاجتماع عن خطط عقد مؤتمر سلام بشأن سورية. وأشار تقرير "كومرسانت" إلى أنه سيتعين على لافروف وكيري الاتفاق على كيفية تنفيذ خطط تدمير الأسلحة الكيميائية لسورية. وذكرت الصحيفة أنه من المحتمل تجديد ما يعرف باسم برنامج "نان-لوغار" لنزع أسلحة الدمار الشامل ، والذي سيمكن واشنطنوموسكو من التعاون في تدمير الأسلحة الكيميائية السورية. وأشارت الصحيفة إلى أن تمويل عمل هذه الخطة لا يمثل مشكلة. يذكر أن سورية أعلنت استعدادها التخلص من ترسانتها الكيميائية. من جانبه اعلن الجيش السوري الحر امس رفضه الاقتراح الروسي المتعلق بوضع ترسانة الاسلحة الكيميائية التابعة للنظام السوري تحت رقابة دولية وذلك في بيان تلاه رئيس هيئة اركانه سليم ادريس. وقال ادريس في البيان المصور في شريط فيديو بث على يوتيوب "تعلن رئاسة الاركان رفضها القاطع للمبادرة الروسية لوضع السلاح الكيميائي تحت الوصاية الدولية". واضاف ان رئاسة اركان الجيش السوري الحر المعارض "تطلب من المجتمع الدولي عدم الاكتفاء بسحب السلاح الكيميائي ... وتعدي ذلك الى محاسبة مرتكب الجريمة ومحاكمته". وهدف الخطة الروسية تفادي ضربة عسكرية هددت الولاياتالمتحدة بتوجيهها الى سورية. وكان الائتلاف الوطني السوري المعارض اعلن ايضا رفضه المبادرة الروسية معتبرا اياها "مناورة سياسية". ومن جانب اخر، دعا ادريس الدول "الداعمة والصديقة الى زيادة كمية السلاح النوعي والذخائر" التي ترسل الى مقاتلي المعارضة السورية. وحث المقاتلين على "المتابعة في تحرير البلاد من عصابة الحقد والطغيان". وفي هذا الاطار، افادت صحيفة واشنطن بوست الاربعاء ان الولاياتالمتحدة بدأت تزويد مسلحي المعارضة السورية باسلحة ومعدات تقنية. ونقلت الصحيفة عن مصادر اميركية وسورية ان وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية "سي آي ايه" بدأت تسليم شحنات من الاسلحة في الايام ال15 الماضية. واوردت الصحيفة على موقعها الالكتروني ان وزارة الخارجية ارسلت آليات ومعدات اخرى بما يشمل تجهيزات اتصالات متطورة وتجهيزات طبية لميدان القتال. مسؤول سوري يطالب بضمانات بعدم تعرض دمشق لاعتداء في حال تجريدها من السلاح الكيميائي الى ذلك دعا نائب رئيس الوزراء السوري للشؤون الاقتصادية قدري جميل الى توفير ضمانات بعدم تعرض دمشق لاعتداء في حال تجريدها من السلاح الكيميائي. وقال جميل لقناة "روسيا اليوم" امس إنه على "الرغم من موافقة دمشق المبدئية على المبادرة الروسية الخاصة بالسلاح الكيميائي، إلا أنها يجب أن تحصل على ضمانات بعدم تعرضها لاعتداء خارجي في حال تجريدها من هذا النوع من السلاح". وأضاف "عليهم أن يتقدموا بتعهد علني بعدم الاعتداء على سورية.. السلاح الكيميائي إذا كان موجوداً في سورية فهو موجود من أجل الدفاع عن الذات ضد أي عدوان خارجي. وإذا كان هذا السلاح ستجرد منه سورية أو سيجمّد فيجب إعطاؤها ضمانات بأن أي اعتداء خارجي عليها لن يقع على الأقل من الجهة الأخيرة التي هددتها". وذكر أن دمشق أعلنت رسميا على لسان وزير خارجيتها وليد المعلم خلال زيارته الى موسكو، عن موافقتها على المبادرة الروسية من حيث المبدأ. وتابع أن القيادة السورية أبدت حسن نيتها تجاه الموافقة على تفاصيل هذه المبادرة بعد الكشف عنها. واعتبر المسؤول السوري أن هذا الموقف يظهر أن دمشق تسعى إلى نزع فتيل النزاع في المنطقة، وهو الأمر الذي يجب أن يفهمه الأميركيون.