تتوجه أنظار العالم إلى مدينة جنيف خلال الساعات المقبلة، حيث تشهد جولة مشاورات ماراثونية، بين وزير خارجية الولاياتالمتحدة، جون كيري، ونظيره الروسي، سيرغي لافروف، حول إمكانية التوصل لحل سياسي، يجنب سوريا وبعد يوم من الكلمة التي وجهها الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، واصل خلالها التلويح بالخيار العسكري، إلى جانب منح فرصة للحل السياسي، بدت القوى الكبرى، سواء التي تؤيد توجيه ضربة عسكرية إلى نظام الرئيس السوري، بشار الأسد، أو المعارضة لذلك التوجه، عازمة على تسوية ملف الأسلحة الكيميائية لسوريا بطريقة سلمية. وتبدل موقف الولاياتالمتحدة إزاء "معاقبة" نظام الأسد، الذي تتهمه واشنطن وحلفاؤها بالمسؤولية عن هجوم كيماوي أودى بحياة مئات المدنيين الشهر الماضي، بعد إعلان روسيا، الحليف القوي لدمشق، عن اقتراح بإخضاع الأسلحة الكيميائية السورية للرقابة الدولية، وهو الاقتراح الذي سارعت حكومة دمشق بإعلان موافقتها عليه. ومن المقرر أن يبدأ وزيرا خارجية الولاياتالمتحدةوروسيا مناقشة تفاصيل هذا الاقتراح في المدينة السويسرية الخميس، في خطوة تنظر إليها واشنطن على أنها "اختبار" لمدى جدية العرض الروسي، والتزام نظام الأسد به، دفع الرئيس أوباما إلى طلب تأجيل تصويت الكونغرس، لمنحه الإذن باستخدام القوة العسكرية ضد سوريا. محاور خطاب أوباما و5 حجج تفندها وذكرت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية، جين بساكي، إن المحادثات بين كيري ولافروف سوف تستغرق يومين على الأقل، الخميس والجمعة، وقد تمتد ليوم ثالث السبت، حيث يأمل الوزير الأمريكي في أن يلتقي أيضاً المبعوث الخاص للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية إلى سوريا، الأخضر الإبراهيمي، أثناء تواجده في حنيف. وفي وقت سابق الأربعاء، أعلنت روسيا أنها سلمت الولاياتالمتحدة خطة تتضمن الخطوات التنفيذية للاقتراح الذي عرضته موسكو بإخضاع ترسانة سوريا من الأسلحة الكيميائية للرقابة الدولية، وذكرت مصادر دبلوماسية في موسكو أن الخطة سيتم بحثها خلال محادثات لافروف وكيري في جنيف، والتي تبدأ الخميس. إلا أن البيت الأبيض سرعان ما أعلن، على لسان المتحدث باسمه، جاي كارني، أن هناك مشاورات تجري بالفعل حالياً مع الجانب الروسي، الذي قدم أوراقاً دبلوماسية، نافياً قيام روسيا بتسليم الولاياتالمتحدة "خطة رسمية متكاملة"، وتابع بقوله: "أعتقد أننا لسنا في مرحلة يمكن معها أن نطرح أوراق عامة على طاولة النقاش." إلى ذلك، أكد متحدث باسم الأممالمتحدة أن الأعضاء الدائمين بمجلس الأمن سيعقدون اجتماعاً في وقت لاحق بعد ظهر الأربعاء، بتوقيت نيويورك، للبحث في كيفية تنفيذ الاقتراح الروسي بشأن التخلص من ترسانة نظام الرئيس السوري، بشار الأسد، من الأسلحة الكيميائية.