فاصلة: ((ليس ثمة طريقة واحدة لدراسة الأمور)) - حكمة يونانية - على مدى أيام، وأنا أقرأ انتقاد بعض الوزارات لتغطيات الصحافيين، ولا يخفى على أحد التّأزم الحاصل بين المؤسسات الحكومية والصحافيين والذي يطفو على السطح أحياناً. والحقيقة أن كليهما لا يعرف عن طبيعة عمل الطرف الآخر إلا ما يريد معرفته!! بعض الوزارات والمؤسسات الحكومية لديها حساسية مفرطة في تقبل نقد الصحف، وبالمقابل فإن بعض الصحف لها شهية مفتوحة لنشر أخطاء المؤسسات الحكومية في قالب مثير. بعض الصحافييين لا يعرفون أخلاقيات المهنة، وأنه ليس كل معلومة يكتشفها الصحفي يمكن نشرها، إذ لا بد من سؤال الضمير عن هدف النشر «التفكير الأخلاقي». في بعض دول الخليج والدول العربية أدخلوا منهاج الثقافة الإعلامية في مدارسهم لتطوير الذائقة النقدية لدى الطلاب، بينما نحن لا نستطيع إلزام الصحافيين بالتقيد بأخلاقيات المهنة في النشر فضلاً عن معرفتهم بها. أما الجانب الآخر فهو تفاعل المصادر مع الصحافيين، فالمؤسسات الحكومية لا تتفهم دور الصحافة أو دور الصحافيين في تغطية الأحداث أو نقل الحقائق. الفجوة ما بين المؤسسات الحكومية والصحافيين خلقت بُعداً سلبياً انعكس على سياسة النشر في صحفنا، وهذه نقطة خطيرة إذ لا بد من التوعية للطرفين بمعنى الثقافة الإعلامية، وكيفية تأثير المضامين الإعلامية التي تبثها وسائل الإعلام وتؤثر في سلوك الجمهور. نحن نردد كثيراً أهمية الإعلام خصوصاً في عالمنا اليوم، لكن ما الذي فعلناه بناءً على إيماننا بأهمية الإعلام أو أننا لم نؤمن بعد بالقدر الكافي لصنع شيء!! [email protected]