الأحداث المؤسفة التي تدور رحاها في هذه الأيام على أرض الشقيقة مصر تأتي في ظل المتغيرات والأحداث غير العادية التي تسمى بالثورات العربية، والتي أريد بها التغيير مما كانت عليه تلك الدول من فساد إداري وانهيار في الاقتصاد؛ ما أدى إلى تفاقم الفقر بين شعوب تلك الدول وتأخر التنمية في ظل قيادات تحاملت على شعوبها متجاهلة بذلك ما تعانيه تلك الشعوب من فقر وويلات وقمع وإعدامات غير معلنة، في ظل إعلام كاذب ومسيَّس من قِبل تلك الأنظمة.. هذا الإعلام محترف في قلب الحقائق والأوضاع التي تعاني وتشتكي منها شعوب تلك الدول ممن لا حول لهم ولا قوة.. ومن هنا جاءت تلك الثورات العربية؛ لكي تقوم بدورها حيال القيام بانتفاضتها الشعبية، وهو ما حدث وجرى فعلاً على أرض الواقع، وقد نجحت تلك الانتفاضة في قلب النظم في بعض تلك الدول، مع وجود الإصرار والعزيمة لدى الشعوب حيال تحقيق مساعيها وأهدافها المرجوة.. وأعود لما يجري على أرض مصر الشقيقة، مصر العروبة، اليوم من انشقاقات واختلافات، فما ذاك إلا من تدبير أعداء مصر، سواء في الداخل أو في الخارج. هؤلاء - وأعني بهم أعداء الأمة - يحاولون زعزعة الأمن، ولا يريدون أمناً ولا استقراراً لمصر العزيزة وشعبها الكريم.. فما نراه اليوم عبر شاشات التلفزة من اضطرابات وقتل وهدم وخراب للمؤسسات والممتلكات على أرض مصر العزيزة أمر مؤسف، ويحز في النفس، فكل ما نأمله ونرجوه من الأشقاء في مصر أن يحكموا العقل، ويوحدوا الصفوف، ويعملوا بكل ما فيه رفعتهم وعزتهم وأمن بلدهم، بغض النظر عمن يحكم مصر اليوم أو غداً، وليعوا - وأعني بهم الأشقاء في مصر - ما يحاك ضدهم من قِبل أعداء الأمة، ممن يسعون في الأرض خراباً قبل أن تتفاقم الأمور، وتزداد سوءاً، فهذا أملنا، وذاك مطلبنا، فكل روح تزهق وقطرة دم تراق على أرض مصر الحبيبة تؤلمنا وتؤرقنا نحن السعوديين قادة وشعباً.. نسأل الله أن يؤلف بين قلوب الأشقاء في مصر، ويجمع كلمتهم على الحق، وأن يحفظ مصر وأهلها من كل مكروه. [email protected]