ما أروعك من ملك أنت عبد الله بن عبد العزيز خادم الحرمين الشريفين وملك الإنسانية، وأنت بأبوتك الحانية تلامس هموم ومعاناة إخوانك وأبنائك من المسلمين والأصدقاء في أي مكان من العالم، ممن تمر بهم ظروف صحية وسياسية واقتصادية فنراك وكما عهدكم الجميع سرعان ما تبادرون يحفظكم الله إلى إغاثة الملهوف ونصرة المظلوم، وتلامسون بقلبكم الطاهر والحنون الآلام والجراح. فكم لكم أيها الملك العادل الأمين ذو القلب الرحيم من الجهود المباركة والمساعي الحميدة من خلال سياستكم الحكيمة الرائدة التي تنتهجونها أيدكم الله في إرساء الرعاية الاجتماعية التي تستند إلى المنطلقات الإسلامية المتأصلة في المجتمع السعودي، وكان للمملكة العربية السعودية الحضور الدائم من خلال القمم والمؤتمرات العربية والإسلامية والدولية التي تأتي في إطار اهتمامكم أيدكم الله حيال نصرة الشعوب العربية والإسلامية وحرصكم الدائم على استقرار ورخاء بلدانهم، وهذا بلا شك نابع من صفاء قلبكم الطاهر وحسن نواياكم وفقكم الله وكما نراك وعلى الرغم من مشاغلكم الجسام بشؤون الوطن والمواطن وقضايا العرب والمسلمين أنكم أيدكم الله لم تغفلوا الجانب الإنساني، فكم لكم من الجهود المباركة والأعمال الإنسانية العظيمة على المستويين الداخلي والخارجي وبخاصة تلك المتعلقة بصحة الإنسان باعتبار رعاية الإنسان رسالة يضطلع بها المسلم لدعم كيان المجتمع وإقامة البناء الاجتماعي المتكافل.. فكم من مريض ومقعد ومصاب احتضنته مملكة الخير من خلالكم ولعل آخرها ما وجهتم وأمرتم به يحفظكم الله في هذه الأيام الفضيلة من شهر رمضان المبارك حيال استقبال الطفلة مريم براوح من الجنسية الإيرانية التي تعاني من سرطان الأمعاء شفاها الله في مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث، وتسهيل إجراءات دخولها وأسرتها إلى المملكة منذ أن علمتم أيدكم الله عن حالتها الصحية على الرغم من العلاقات التي تشوبها بعض الشوائب بين المملكة العربية السعودية وإيران، إلا أن إنسانية الملك عبد الله بن عبد العزيز المعهودة لم تمنعه ابداً من إصدار أمره الكريم حيال استقبال هذه الطفلة عافاها الله وعلاجها بالمملكة على حساب الدولة.. فهذا الأمر السامي الكريم من قائد عظيم يأتي في إطار الأعمال الإنسانية المباركة التي يبذلها ويوليها - أيده الله - للإنسانية جمعاء.. فالملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله - وهو السياسي المحنك الذي يتمتع دائماً بحكمه ورؤى ثاقبة عندما يحتضن بإنسانيته وأبوته الحانية الطفلة مريم فهو يرى أن الشعب السعودي والشعب الإيراني شعبان شقيقان تجمعهما أواصر العلاقات الطيبة.. فنأمل أن تتفهم إيران مواقف المملكة العربية السعودية المشرفة من خلال سياساتها المتزنة والحكيمة والحريصة دائماً على تقوية أواصر علاقاتها مع كل الأشقاء والأصدقاء. ونحن إذ ندعو الله أن يمن على الطفلة مريم وكل المرضى بالشفاء العاجل لنسأله جل وعلا أن يمد في عمر خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود وأن يسبغ على مقامه الكريم لباس الصحة والعافية، وأن يكتب كل ما قام ويقوم به - أيده الله - من جهود مباركة وأعمال إنسانية في موازين حسناته وأن يديم على بلادنا وقادتها وأهلها نعمة الأمن والرخاء. [email protected]