ها هو العام الميلادي (2011م) قد انقضى ورحل بما فيه من أحداث ومتغيرات، ذلكم العام الذي قد شهد عدداً من الأحداث غير عادية في عدد من البلدان العربية والمتمثلة بما تسمى بالثورات العربية التي نشأت في تونس وليبيا ومصر واليمن وسوريا.. هذه الثورات التي أُريد بها التغيير مما كانت عليه تلك الدول من فساد أداري وانهيار في الاقتصاد أديا إلى تفاقم الفقر بين شعوب تلك الدول وتأخر في التنمية في ظل قيادات تحاملت على شعوبها، متجاهلة بذلك ما تعانيه تلك الشعوب من فقر وويلات وقمع وإعدامات غير معلنة في ظل إعلام كاذب ومسيس من قبل تلك الأنظمة.. هذا الإعلام المحترف في قلب الحقائق والأوضاع التي تعاني وتشتكي منها شعوب تلك الدول ممن لا حول لهم ولا قوة.. وكما قيل إن الضغط يولد الانفجار.. ومن هنا جاءت تلك الثورات العربية لكي تقوم بدورها حيال القيام بانتفاضتها الشعبية، وهو ما حدث وجرى فعلاً على أرض الواقع، وقد نجحت تلك الانتفاضة بقلب النظم في بعض من تلك الدول التي ذكرتها آنفاً، فيما هناك دول أخرى تشهد حالياً تلك الانتفاضة والدور آتٍ عليها لا محالة في ظل تسلط أنظمتها مع وجود الإصرار والعزيمة لدى شعوب تلك الدول حيال تحقيق الهدف المرجو والمنشود.. أيضاً العام 2011م شهد أحداثاً أخرى ومنها محاولة اغتيال سفير المملكة العربية السعودية لدى الولاياتالمتحدةالأمريكية من قبل عناصر تنتمي إلى الحرس الجمهوري الإيراني وبإيعاز مباشر ودعم من قبل حكام إيران، وأحداث أخرى تتعلق بشؤون السودان والاعتداء على كنيسة القديسين في الإسكندرية المصرية، بالإضافة إلى كارثة زلزال اليابان المدمر وأحداث هنا وهناك من العالم.. ونحن إذ كنا قد ودعنا العام الميلادي 2011م بكل ما فيه من مآسٍ وأحداث ومتغيرات إقليمية ودولية فأملنا أن يأتي العام الميلادي 2012م أفضل من سابقه، وأن يكون عاماً يسوده الرخاء والوئام وعام أمن -بإذن الله- على بلادنا والأمتين العربية والإسلامية وقد تحقق لشعوبها ما تنشده من الرفعة والسؤدد، إنه ولي ذلك والقادر عليه. [email protected]