فاصلة: «أولئك الذين يستحقون، أكثر من سواهم، الإشادة بهم، يتحملون النقد أكثر من سواهم» - حكمة عالمية - لا أحد يحب النقد الجارح، ومع ذلك تنتشر طاقات النقد السلبي من حولنا في كل مكان!! تجلس في مجموعة الأهل أو الأصدقاء أو العمل لتجد الجميع ينتقدون كل شيء ويقيّمون كل شيء حولهم تقييماً سلبياً إلا أنفسهم!! التعامل مع الشخصيات الناقدة لكل ما حولها ومن حولها صعب فهي تصدر الأحكام ولا ترى إيجابية في أي حدث أو أي إنسان، وعلى القريب منها أن يجيد تحصين ذاته تجاه طاقاتها السلبية، وألا يستجيب لاستفزازها حتى وإن لم يكن بشكل مباشر. النقد الموجه للشخصية يبدو أكثر إيلاما من النقد الموجه للعمل ولكن في الحالتين إذا انشغل المنقود بالناقد أضاع طاقته للإنتاج والعمل. ولكن كيف نتخلص من حساسيتنا للنقد ونجعل منه طاقة دافعة للعمل وليست محبطة له؟ ببساطة نغير أفكارنا تجاه الناقد لأننا متعبون بسبب أفكارنا وليس بسبب النقد. تفسيرنا لأسباب النقد هي التي جعلتنا نشعر بمشاعر سلبية كالإحباط أو الحزن أو ربما الغضب. في البدء من المهم عدم تفسير النقد بأنه موجه لشخصنا تحديداً أو أن هناك تعمّداً لإيذائنا شخصيا. الفكرة المتصالحة مع ذواتنا بأن النقد يصدر بشكل غير مقصود يساعدنا أكثر على التسامح بينما اهتمامنا بالنقد وتركيزنا عليه يجعل دائرته تتسع. وتركيزنا في إصلاح أنفسنا وتوجيه طاقتنا للعمل يجعلنا أكثر مقاومة لآثار النقد السلبية في حال اهتممنا وانشغلنا به. حينما تكون فكرتنا عن النقد بأنه سيقدم لنا اقتراحات أو أفكار تساعدنا فإننا نستطيع بهدوء تجاوزه إلى ما هو مهم في حياتنا وعملنا. [email protected]