أجدبت أرض الأخضر، ما عادت مثل زمن مضى تنبت بطولات وإنجازات وتتلون بالذهب، لم يعد التفاؤل كافياً لأن يعود المنتخب الغائب بعد خمس سنوات من الغياب الحزين المر المؤلم، واختر ما شئت من العبارات التي تعبر عن الحال وتحكي حقيقة المآل!! أفلت شمس المنتخب، وذهبت ألقابه ومكانته بعيداً في رف قصي من رفوف تاريخ لا يرحم، لم يعد للمنتخب السعودي الذي ملك الدنيا وشغل الناس حيناً من الدهر، إلا بقايا الذكريات وبعض من صور تتذكر صالح النعيمة وفؤاد أنور ويوسف الثنيان وسامي الجابر وهم يرفعون الكؤوس التي تحققت في زمن طفرة الكرة السعودية الذي ولى، ولا ندري هل سيعود، أما سيبقى ماضياً عريقاً مسجلاً في الأوراق ونجتره في كل مناسبة!! ذهب الأخضر إلى البحرين تحفه الدعوات وتلاحقه الأماني ويحيط به سياج من التفاؤل فقط، أما من الناحية الفنية فقد كان الجميع يعلم أن الأخضر ما زال يتوكأ على عصاه بحثاً عن مجده التائه منذ خسارة من العراق في نهائي آسيا 2007م!! الأخضر -وهذه هي الحقيقة- لم يعد كما كان شاباً متألقاً متأنقاً يذهب وهيبته تلاحقه، يلعب وحاضره يدعمه، يواجه وكل الأدوات في يده، الأخضر الآن فقد كل شيء، فقد الحضور المتألق، والشكل الأنيق، خسر الهيبة والحاضر، ولم تعد الأدوات في يده كما كانت في السابق!! الأخضر الذي كان قادراً على الفوز بكل الألقاب، أصبح عاجزاً عن الفوز بأي لقب، خسر بطولة آسيا مرتين وخسر دورة الخليج مرتين، وخسر كأس العرب، ودورة غرب آسيا، ولم يفلح في بلوغ مونديالي جنوب أفريقيا والبرازيل تباعاً، وتراجع بشكل مهول في تصنيف الفيفا!! جرب المنتخب كل الحلول، تغيرت الإدارة العليا والإدارة المتوسطة، تغير المدربون، ذهب لاعبون وحضر آخرون، وما زال الشيخ الوقور يبحث عن ذاته، ويفتش في أوراقه القديمة بحثاً عن خارطة تدله على درب مجده... وما زال عاجزاً عن الوصول إلى حيث يريد!! لم يعد أمام المنتخب فرصة ليأخذ نفساً ويريح أعصاباً ويراجع ملفات، ما إن يخرج من منافسة حتى يدخل في أخرى، وهنا تزيد قيمة الخسائر ويتسع الشق على الراقع، ولم يعد أمام اتحاد الكرة الجديد إلا العمل بالتوازي على خطتين من أجل الخروج من الأزمة. خطة قصيرة المدى للتعامل مع متطلبات المرحلة القريبة المقبلة ومواجهات تصفيات بطولة أمم آسيا التي أصبحنا نخشى من الفشل في بلوغها وهي التي كنا في مرحلة ما أسيادها، وخطة طويلة المدى من أجل صناعة منتخب جديد يقوى على المنافسة وينجح في تحقيق الطموحات، ويعيد صورة الأخضر إلى بروازها الذهبي الذي كان يؤطرها في مرحلة الألق والحضور المميزين!! غاب الأخضر، وتبادل القوم الشتائم، ووزعوا الأدوار بحثاً عن الشهرة والظهور على حسابه، وأصبحت القنوات الفضائية تتبارز كل مساء في تقديم حفلة نقد وسب وشتم للمنتخب ولاعبيه والقائمين عليه دون أن يقول القوم ماذا قدموا للمنتخب وما هو تاريخهم وصنيعهم الذي يكفل لهم هذا الحضور ويمنحهم حق الحديث بشكل غير مسبوق!! غاب المنتخب وبدلاً من السعي إلى مصلحته، وجدها القوم فرصة للصعود على أكتافه، ومحاولة ملامسة النور عن طريقه، والمشكلة أن من ضمنهم من لعب للأخضر وعجز عن تحقيق شيء... أي شيء!! لكنها الغيرة والمرض والكثير الكثير من الحسد، عافانا الله وإياكم ومن كل شر وقاكم. الإعلام... والصورة القاتمة!! قدم الإعلام المرئي وبعض المقروء صورة قاتمة خلال منافسات خليجي21.. - عناوين (بايخة) تبحث عن إثارة رخيصة تجاوزها الزمن. - مقالات ركيكة متواضعة مليئة بكل ما هو سيئ دون أن تفحصها عين الرقيب. - أحاديث وحوارات مملة في ليل الشتاء الطويل تحاول أن تضع من الحبة قبة.... ومن (الفسيخ شربات). - ضيوف مكررون يحاولون أن يكونوا شيئاً مذكوراً وهم الذين عجزوا عن ذلك في أعمالهم الرسمية والمهام الموكلة لهم فعلياً. - لاعبون سابقون شبعوا فشلاً مع أنديتهم ومع المنتخبات يريدون من غيرهم أن يصنعوا ما عجزوا هم عن صناعة ربعه!! - مذيعون ومعدون دخلوا الإعلام من أبوابه الخلفية... وإعلاميون بدؤوا المهنة بعد الخمسين... وبعد أن دخلوا نادي الأجداد!! - برامج مكررة... ومداخلات ونقاشات لا يمكن لحصيف إلا أن يؤمن أنها مرتبة سلفاً بحثاً عن أكبر نسبة من المشاهدين!! - فهم خاطئ لسقف الحرية الإعلامية وتجاوز الخطوط الحمراء بشكل جعل البعض عندما اتضحت الصورة يظهر بشكل محرج و(يفشل) أمام المشاهدين!! للأسف هذا (سيف وووه وهذي خلاقينه)، وكلنا أمل أن يحمل المستقبل ما يغير هذه الصورة القاتمة وأن يعيد للإعلام الرياضي وهجه السابق الذي أطفأه من دخلوا الإعلام بالأعلام لا الأقلام!! ** يكفي مثلاً وأنت تشاهد البرامج التي امتلأت بها القنوات الرياضية في ليالي الخليج الباردة الطويلة أن تتساءل أين رموز الإعلام الرياضي... حتى تعرف إلى أين وصلنا... ** لست بحاجة لسرد الأسماء...ف(ليس يصح في الأذهان شيء.. إذا احتاج النهار إلى دليل)!! - من حسن الحظ أن غالب ما تقدمه القنوات من هرج ومرج ونقاش عقيم وخلافات مكررة لا يأتي إلا في وقت متأخر من الليل... وبعد أن يكون صغار السن قد خلدوا إلى النوم!!!! مراحل.. مراحل مع كل إخفاق للأخضر نتذكر جيل الذهب... سامي وأنور ومسعد وجميل والدعيع... سقى الله أياماً كانوا يسقون البساط الأخضر فيها بإخلاصهم وفنهم وإنجازاتهم. سامي تعرض لما هو أشد مما تعرض له ياسر.... وفي النهاية (أين سامي... وأين من هاجموه). الأخضر لا يحتاج إلى بديل لريكارد فقط... بل يحتاج إلى بدلاء لكل شيء!! حديث البعض... ليس رموزاً ولا ألغازاً ولا عكاً وشيء من ذلك.. بل خليط من هذا كله!! [email protected] aalsahan@ :تويتر