فاصلة: (الضجة لا تصنع خيراً والخير لا يصنع ضجة) - حكمة فرنسية - لماذا يركز الناس على صغائر الأمور وينشغلون بالتفاصيل الدقيقة في روايتهم للأخبار؟ ليس الناس وحدهم يفعلون ذلك بل حتى وسائل الإعلام التي تعطي بعض الأخبار أكبر من حجمها وينشغل الناس بها وبروايتها والتعليق عليها، بينما هي في الأصل أخبار لا تستحق كل هذا الاهتمام. هل لدى هؤلاء الناس وقت من الفراغ يحاولون القضاء عليه في تركيزهم على كل شيء وأي شيء؟ أم أنها أصبحت عادة أن نفقد تركيزنا فيظل مبعثرا لأننا لم نوجهه الوجهة الصحيحة؟ عند اهتمامنا بالجدال أكثر من النقاش وتركيزنا على التعليق على الأخبار أكثر من أهمية الأخبار ذاتها على حياتنا ندخل في دوامة لا تنتهي من الانشغال بلا شيء. فأين العقل الذي يعي ويدرك أن الوقت لم يكن يوما للإسراف إنما هو لنفع الإنسان لنفسه ومن حوله؟ لماذا لا نتوقف عن الانشغال بالأخبار ونوجه هذا الاهتمام إلى ذواتنا فنطورها وحياتنا فنصنعها؟ هل فكرنا في نهاية اليوم كيف انقضى اليوم؟ بماذا انشغلنا فيه وماذا حققنا فيه؟ هذا اللهاث الذي نعيشه لمتابعة الأخبار على مستوى حياتنا أو على مستوى وسائل الإعلام هو في تقديري هروب منا للبحث عما لا نعرف، بينما تحتاج منا حياتنا أن نعرف أكثر ما يخصنا فيها . قليلا من الاهتمام بحياتنا يجعلنا أكثر استقرارا من الاهتمام بحياوات أخرى في مكان آخر أو حتى زمن آخر. [email protected]