تعليقاً على ما ينشر عن السياحة الداخلية أقول: جدة عروس البحر الأحمر التي يتوافد إليها قاصدو السياحة الدينية من كل أصقاع الأرض عن طريق الجو والبحر، لكونها قريبة من الديار المقدسة مكةالمكرمة والمدينة المنورة. كما أن المواطنين في معظم محافظات المملكة يتوافدون إلى جدة بغرض أعمال تجارية على مدار العام، وما من شك بأن جو جدة يعتبر دافئاً في الشتاء وحاراً نسبياً في الصيف، إلا أن حرارته تكون أقل من حرارة المناطق الصحراوية في المملكة من المنطقة الوسطى والشرقية والشمالية. ومما سبق ذكره يكتفي سكان جدة والقرى المحيطة بها بالسياحة الداخلية. فعندما يخيم الليل يبدأ الساكنون في أحياء جنوبجدة وما حولها بالانتقال إلى شمالها، خاصة الشمال الغربي بمحاذاة البحر، وذلك بغية التمتع بالسواحل وأماكن التنزه وأماكن الإيواء، بيد أن الزائرين يكثرون في العطل الرسمية وفي عطلة نهاية كل اسبوع، إلا أن هؤلاء الزوار يقف دونهم عدة عوائق التي منها غلاء أسعار المتاح من الأماكن السياحية، فلو أن شخصاً من ذوي الدخل المحدود أراد أن يصطحب عائلته ست مرات في الشهر فإنه يحتاج أن يدفع ما لا يقل عن 4000 ريال أو أكثر ثمناً للجلوس في مختلف المواقع السياحية، كما أن الأطعمة ستضاف إلى هذا المصروف خلاف المصروفات الأخرى، ما عدا ذلك فسيكون السائح مضطراً للجلوس على الأرصفة خلف أسوار المنتجعات ويكتفي فقط بشم رائحة البحر، حتى إذا احتاج هو وعائلته لاستخدام دورات المياه فإنه مضطر أن يدفع أجرة استخدامها، كما أن الموسرين القادرين على استئجار الشاليهات والتمتع بخدماتها لا تخلو رحلتهم من المنغصات التي منها كثرة القوارض (الجرذان) التي تعيش بين تجاويف الصخور التي بني بها الساحل ويعزى تكاثر تلك الحيوانات المؤذية إلى أن معظمها قدم من الميناء عن طريق البضائع التي تصل عن طريق ميناء جدة الإسلامي وتتكاثر بسبب الاهمال وتعمد المتنزهين رمي بقايا الأطعمة في البحر، فيا ليت الهيئة العامة للسياحة تسلط الضوء على تلك المواقع بالتنسيق مع أمانة جدة لاتخاذ الاجراءات التالية: أولاً: مكافحة القوارض وطيور الغربان التي قاربت أن تكون ظاهرة في محيط مدينة جدة مع اتخاذ التدابير النظامية في تحديد الأسعار بما يتناسب مع دخل ذوي الدخل المحدود. وكذلك مراقبة المقدم من الأطعمة بواسطة شركات الأطعمة والباعة المتجولين بتأسيس مراكز للمراقبة الميدانية (اختصاصها مواقع السياحة). إنني على يقين بأن صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبد العزيز الذي أبدع وأجاد في أبها وابتكر الحلول الناجحة في تطوير المنطقة الغربية لن يرضى بمستوى المواقع السياحية سواء في جدة أو الطائف وهو حفظه الله حريص على أدق التفاصيل، يتوج ذلك اهتمام ومتابعة سموه لمشاريع تصريف مياه السيول، والتي رافقها مشاريع تطويرية غطت وستغطي مساحات ومواقع عديدة في نواحي جدة، حيث أعطاها الكثير من وقته بمتابعة ميدانية موفقة أدت إلى بروز المشاريع ومستوى انجازها الجيد ربط ذلك بإصرار سموه في سرعة انجاز تلك المشاريع حسب المدد المحددة لها. أملي أن أرى في القريب العاجل ما كان يتطلع له أمير مكة وسكان المنطقة الغربية بأن ينتهي العمل في تطوير التقاطعات وتجديد طبقات الاسفلت والانتهاء من أعمال التحويلات والحفريات. أسأل الله جلت قدرته أن يكون النجاح حليفا لكل مشاريع التطوير لكافة مدن مملكتنا الغالية. وأن يدوم الرخاء والأمان في ربوع الوطن ويحفظ لنا قيادتنا الرشيدة. إبراهيم محمد السياري - الرياض