على مدى 3 أيام مضت تبادل أهالي وسكان جدة التهاني والمباركة بفتح الواجهة البحرية للكورنيش الشمالي أمامهم بعد تسلم أمانة جدة له يوم الأحد الماضي من الشركة المنفذة للمشروع وذلك بتبادلهم صورا لكافة أنحاء الكورنيش الجديد على أجهزتهم النقالة من خلال خدمة "الواتس أب" ومن خلال مواقع التواصل الاجتماعية المختلفة على الشبكة العنكبوتية معلنين خلالها سرورهم وابتهاجهم بهذا المتنفس الجديد وداعين بعضهم البعض للحفاظ عليه والعمل على إبقائه برونقه وجماله الحالي وعدم العبث بمقدراته والتي كلفت الدولة قرابة 180 مليون ريال. وقد شهدت الواجهة البحرية خلال الثلاثة أيام الماضية إقبالا كبيرا من كافة شرائح المجتمع الجداوي من مواطنين ومقيمين للاستمتاع بالأجواء المعتدلة التي تشهدها مدينة جدة هذه الأيام لتسجيل أولى زياراتهم له بعد مضي عام وسبعة أشهر هي مدة تنفيذ المشروع الفريد من نوعه والذي شهده الكورنيش الشمالي منذ أكثر من 35 عاما مضت على أول تطوير له حيث شكلت العائلات أكبر الشرائح زيارة خلال هذه الأيام القليلة. وفي جولة "الوطن" أمس على الواجهة البحرية للكورنيش الشمالي أكد المواطن حمود الحربي أن زيارته للكورنيش الجديد أوحت له ولأسرته مدى التطوير الهائل الذي طال هذا الجزء من الكورنيش وأنه لم يكن يتوقع أن يكون بهذا التصميم والجمال في التنسيق واحتوائه على كل ما يخدم مرتاديه من خدمات كان أهمها وجود دورات مياه عامة وهي الخدمة التي لم تكن متوفرة طيلة عقود مضت بحسب الحربي إضافة إلى مناطق ألعاب الأطفال والتي لم تكن بدائية ومحصورة في ثلاثة نماذج فقط بل متنوعة وأعدادها كبيرة ومحمية بخيام تظلل الأطفال مشيرا إلى أن خدمة دورات المياه وألعاب الأطفال هي من أهم الأشياء التي لفتت نظره. وفي موقع آخر أكد الشاب علي الغامدي أنه قرر اصطحاب عائلته لتناول وجبة الغداء على الكورنيش الجديد مؤكدا انبهاره وانبهار أسرته بما شاهدوه على الطبيعة خلافا لما شاهدوه على المواقع الإلكترونية من جمال الكورنيش، مشيرا إلى أن مشكلة دورات المياه التي كانت تؤرق مرتادي الكورنيش لم ولن يعود لها أثر على مرتاديه بعد اليوم ولن يضطر إلى دفع قيمة لدخولها بعد اليوم كما كان سابقا في أحد المواقع الاستثمارية والتي تطلب دفع رسوم دخول لدورة مياه واحدة في الكورنيش كاملا وأضاف الغامدي أن ما سره وأسعده هو أن الكورنيش الجديد يحتوي على ممشى رياضي طويل معزول عن مناطق الجلوس بطريقة فنية رائعة تجعل مرتاديه يستمتعون برياضة المشي والتمتع بجمال الكورنيش دون مضايقة الجلوس حيث إن توزيع الجلسات جاء مدروسا ومراعيا للخصوصية. كما أبدى الشاب خالد العتيبي سروره من وجود مسطحات خضراء في الكورنيش الجديد وقال الكورنيش الحالي لا يحتوي على مسطحات خضراء بشكل كاف ولكن المشروع الجديد وفرها وتم توزيعها توزيعا فنيا وجماليا لم يكن يتخيله على حد قوله وأضاف العتيبي أن أجمل ما شاهده في التطوير هو عدم ترك فراغات بين الأحجار المرصوفة على الشاطئ والمواجهة لماء البحر مباشرة وأنه تم سد هذه الثغرات بمادة الأسمنت وهو ما يحول دون تكاثر القوارض والحشرات والتي كانت وما زالت تؤرق مرتادي الكورنيش حاليا وإن هذا العمل كفيل بالقضاء عليها حيث إن الماء يغطي هذه الأحجار في الأسفل ومن الأعلى ولا وجود لأي فتحة يمكن أن تكون بؤرة لتواجد مثل هذه القوارض والحشرات وهذا يعطي الكورنيش الجديد مزيدا من النظافة والأمان من تلك القوارض والحشرات. هذا وقد دعا كل من التقتهم "الوطن" أمس إلى ضرورة المحافظة على الكورنيش الجديد وأن يعتبر كل شخص نفسه مسؤولا عن التطوير وأن يعد هذا المكان حديقة منزله الخاصة وعدم العبث بمقدرات الكورنيش الجديد والحفاظ عليه قدر الإمكان ليكون متنفسا لكل سكان جدة والأجيال القادمة مؤيدين فكرة مراقبة الكورنيش من قبل فرق أمانة جدة الميدانية أو عن طريق حراسات أمنية خاصة أو بأي طريقة كانت مع فرض غرامات مالية إذا تطلب الأمر ذلك حتى يتم الحفاظ على الكورنيش وبقاؤه على هذا القدر من الجمال والمتعة.