اطلعت على التحقيق المميز المنشور في جريدتكم الغراء بالعدد 1208 الصادر الأحد 3 مايو 2009 بعنوان (60 ألف غراب تحتل جدة). وفي هذا السياق، لا أبالغ إذا قلت إن مدينة جدة أهملت بشكل كبير جدا في السنوات الماضية، خصوصا من قبل البلدية، التي ذكر التحقيق أنها رصدت ملايين الريالات لمكافحة آفة الغربان إن صح التعبير ولكن يبدو أن الغربان كسبت الرهان؛ إذ لا تزال عروس البحر الأحمر تئن تحت وطأة أسراب هذا النوع من الطيور. والحقيقة أنني من محبي مدينة جدة، بل من محبي زيارتها وعدم الانقطاع عنها فترة طويلة، إلا أنني في زيارتي الأخيرة لها وتحديدا على كورنيش الحمراء، لاحظت التواجد الكثيف جدا للغربان، إلى درجة أن المقاعد والأماكن التي خصصت لجلوس من يرتادون الشاطئ متسخة بشكل غير طبيعي، والروائح تنبعث بشكل يدعو للنفور، ناهيك عن بقايا الطعام والعظام المتناثرة. وهنا نتساءل: أين البلدية؟ والمتابعة؟ وعمال النظافة؟ وأعتقد من وجهة نظري أن ظهور مكان مثل هذا وفي موقع مهم يعد متنفسا لجميع سكان عروس البحر الأحمر وما جاورها والقادمين إليها يدل دلالة واضحة على الإهمال غير المبرر من البلدية، ولا عذر لهم أيا كانت المبررات، في ظل ما توليه الدولة الرشيدة من اهتمام وعناية، بل رصدت الميزانية بالمليارات لتصرف في أوجهها السليمة التي من ضمنها تهيئة الأماكن العامة التي يرتادها الجميع لتكون صالحة ونظيفة. وما زاد استغرابي وأنا أقرأ بين أسطر التحقيق أن أمانة جدة خرجت بنتيجة واحدة ولا غيرها، وهي الفشل الذريع في مكافحة الغربان بل التخلص من ظاهرة الغربان التي أرقت سكان جدة وزوارها، بل إنه أصبح من الصعوبة بمكان التفكير في إنشاء حديقة منزلية أو حتى في المنتجعات السياحية؛ لأن أعين الغربان تتابع وستكون أول من يقص شريط الافتتاح فوق شجيرات هذه الحدائق. وأورد التحقيق في نهايته الأضرار الناجمة عن ازدياد وتكاثر هذا النوع من الطيور غير المرغوب فيها، حينها تذكرت وزارة الصحة وصحة البيئة وكذلك وزارة الزراعة إذا ما علمنا أن الغربان تسهم في تدمير وتلف المحاصيل، وأعتقد أنها كلها جهات كان من الأولى أن يكون لها دور في محاربة والقضاء على هذا النوع من الطيور قبل أن يستفحل الأمر.