يتابع خبراء الحميات بقلق التطوُّرات المُتَّصلة بانتشار فيروس كورونا مع اقتراب موسم الحجِّ وبعد تسجيل العدد الأكبر من الإصابات والوفيات في السعوديَّة. ورحب الخبراء خلال المؤتمر السنوي لمنظمة الصحة العالميَّة وبحضور العديد من وزراء الصحة في جنيف بتشديد السلطات السعوديَّة خلال السنوات الأخيرة لإجراءات الرقابة على الأمراض المعدية. كما أشاروا إلى أن موسم الحجِّ تجاوز اختبار وباءين خلال السنوات العشر الماضية أولهما «سارز» في 2003 والإنفلونزا «اتش1 ان1» في 2009، ولكن الفرق هذه المرة أن السعوديَّة هي البؤرة الرئيسة لانتشار فيروس كورونا. وسجَّلت أولى الوفيات بتناذر «ميرز» في السعوديَّة في يونيو 2012. وقال وكيل وزارة الصحة السعوديَّة د.زياد ميميش المشارك في المؤتمر: إن المسألة الحساسة المطروحة تتعلّق بالحجاج القادمين من دول تفتقر إلى أنظمة الرقابة الصحيَّة المتقدمة، وقال «لا نعرف إن لم يكن المرض قد انتشر فيها أصلاً، فهم ليست لديهم معلومات بشأن انتشار المرض». وأشار ميميش إلى أن العمرة هذه السنة مرَّت بسلام. وأضاف: «من المريح أن يمرُّ موسم العمرة بمشاركة 4.5 ملايين معتمر من دون أيّ حادث يذكر. نحن بالطبع نقوم بِكلِّ التحضيرات ونتخذ كل الاحتياطات لكي نتمكن من مراقبة الوضع بصورة مستمرة والتَّدخُّل عند الحاجة». ولا يملك العلماء سوى قلّة من المعلومات حول الفيروس التاجي الذي يسبّب «التناذر التنفسي الشرق أوسطي» (ميرز) وفق تسمية منظمة الصحة العالميَّة التي عقدت هذا الأسبوع اجتماعًا للخبراء على أعلى مستوى في جنيف في إطار مؤتمر حول الوقاية والسيطرة على الأمراض المعدية. ويُؤدِّي الفيروس إلى الإصابة بمشكلات تنفسية والتهاب رئوي ويتطوّر بسرعة إلى إصابة المريض بالفشل الكلوي وهو ينتقل بين البشر. لكن لا يبدو أنَّه شديد العدوى خلافًا لفيروس «سارز» (التناذر الرئوي الحاد) القريب منه الذي تسبب بأكثر من 800 وفاة قبل نحو عشر سنوات بعد أن انطلق من الصين. ومنذ مايو المنصرم، شدَّدت المديرة العامَّة لمنظمة الصحة العالميَّة مارغريت تشان على ضرورة التحرُّك العاجل. وقالت: «علينا أن نجمع معلومات واضحة وأن نقدم النصائح المناسبة لِكُلِّ الدول التي سترسل حجاجًا إلى مكة. الأمر عاجل». وقال كيجي فوكودا، المدير العام المساعد لمنظمة الصحة العالميَّة الأربعاء خلال المؤتمر «هذه ظاهرة جديدة. نحن لا نعرف بعد قدرته على الانتشار بين البشر بناء على المعلومات التي بحوزتنا. لا نعرف حتَّى اليوم ما المدى الجغرافي لانتشار الفيروس». وقال عالم الحميات لوران كيسر من المستشفيات الجامعية في جنيف «علينا أن نقيم توازنًا ما بين إجراءات الوقاية المشدّدة وانعدام الوقاية. علينا أن نقلق الآن، علينا أن نكون حذّرين». وتَمَّ حتَّى الآن تسجيل 77 إصابة في عدد من دول الشرق الأوسط ولدى مسافرين عائدين منها إلى أوروبا، معظمها في السعوديَّة. وخلف المرض 40 وفاة، ما يجعل نسبة الوفيات 52 في المئة وهي نسبة مرتفعة جدًا مقارنة مع 9 في المئة من بين 8273 إصابة بسارز، وخصوصًا في آسيا. وفي 2012، بلغ عدد الحُجَّاج 3.1 ملايين، وهو ينظِّم هذه السنة في تشرين الأول -أكتوبر. ويدير زياد ميميش وهو أستاذ في الطبِّ مركزًا للأبحاث ترعاه منظمة الصحة العالميَّة حول طب التجمعات والحشود.