عقدت سفارة خادم الحرمين الشريفين ببولندا لقاءً جمع الوفد الإعلامي السعودي ومجموعة من الطلاب والطالبات المبتعثين بحضور سعادة الأستاذ وليد بن طاهر رضوان سفير خادم الحرمين الشريفين ببولندا ومستشار سفير بولندا لدى المملكة. اهتمام القيادة وأثنى السفير رضوان خلال لقائه على الدعم الذي حظي به المبتعثون والمبتعثات من قائد المسيرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز، والدعم المباشر من وزارة التعليم العالي، مستعرضاً أهم إنجازات السفارة وما يعترض المبتعثين من مشكلات في الجامعات البولندية وطرق حل العقبات التي واجهتهم، مشيداً بما وصل إليه الابتعاث اليوم في ظل هذا الدعم المتواصل. صورة إيجابية وعبَّر السفير رضوان خلال اللقاء عن اعتزاز المملكة وقيادتها بالمبتعثين السعوديين، مؤكداً أهمية دورهم في تعزيز الصورة الإيجابية لوطنهم، حاثاً إياهم على بذل المزيد من الجد والاجتهاد. وأوضح أن سفارة المملكة في بولندا تعمل على تنفيذ توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- بتقديم كل ما يدعم مسيرة المبتعث التعليمي. سفراء الوطن ودعا السفير رضوان أبناءه الطلاب إلى الاستفادة من هذه الفرصة لبناء جسور التواصل مع محيطهم، مؤكداً أنهم ليسوا طلاباً فقط بل سفراء لدينهم وطنهم. وأوضح أن السفارة في خدمتهم لتذليل كل العقبات أمامهم في حدود القوانين البولندية، وهنأ رضوان الطلبة على تجاوز بعض العقبات التي قد واجهت بعضهم سواء من ناحية الحياة الاجتماعية أو اللغة أو قطع شوط كبير في المرحلة الدراسية. صدمة ثقافية كما أكد السفير رضوان على أهمية تأهيل الطلاب في المملكة وتكثيف الدورات التمهيدية للمبتعثين قبل ذهابهم للبعثة حتى لا يتعرضوا للصدمة الثقافية والاجتماعية في فترة الابتعاث، وأن نجاحاهم هو نجاح للوطن لذا عليهم اكتساب السلوك الإيجابي، كما أكد وجوب اكتساب الخبرة الحياتية والعملية إلى جانب العلوم المعرفية والأكاديمية. أمر مؤسف وتحدث خلال معرض حديثه للطلاب أن هناك ممن يسيئ لنفسه ووطنه ببعض التصرفات التي لم نعهدها من أبناء الوطن، وهذا أمر مؤسف، وأشار أنه عند مناقشة سبب إخفاق بعض الطلاب السعوديين في بعض المعاهد وجد أن السبب الأول يعود إلى عدم تأهيلهم في جامعات متخصصة خلال فترة التحضير أو عدم اهتمامهم بالحضور والتحصيل الكافي وعندها تم تغيير المعاهد إلى جامعات متخصصة. نقد بناء وشدد السفير رضوان على ضرورة الالتزام الدائم بقوانين الابتعاث لتجنب كل ما من شأنه أن يعطل مسيرة الطالب الأكاديمية، مضيفاً أن أبواب المسؤولين بالسفارة والملحقية مفتوحة، وبإمكان المبتعثين الحضور إليهم شخصياً أو مراسلتهم، وأنه لا يمانع في تقديم شكوى أو ملاحظات، ويسعد بالنقد البناء، مهيباً في الوقت نفسه بجميع الطلاب بالتواصل مع السفارة عند حدوث أي مكروه -لا سمح الله- وذلك من خلال وسائل التواصل المعلنة والمعروفة، وذلك على مدار الساعة. 835 طالب وطالبة يمثلون السعودية وأوضح أنه يوجد في بولندا 835 طالب وطالبة موزعين في عدد من الجامعات ونطمح أن يكون هناك نمو وزيادة في عدد المبتعثين السعوديين في الجامعات البولندية والتي لديها طاقة استيعابية قليلة، إذ إن أغلب الطلاب يدرسون الطب والعلوم الطبية في الجامعات البولندية وقليل منهم يدرس طب الأسنان والعلاج الطبيعي، واللغة البولندية مهمة لمن يدرس الطب لأنهم سيتعاملون إثناء التدريب مع مرضى من البولنديين ولابد أن يكون لديهم إلمام باللغة وكيفية التواصل معهم في الدولة المضيفة، وتمنى للطلاب التوفيق والنجاح ليكونوا خير سند لبلادهم وسد احتياجات مهمة في الوطن. نقاش مفتوح ثم فتح باب النقاش مع الإعلاميين والمبتعثين والمبتعثات والذين استفسروا عن مدى دراسة افتتاح ملحقية ببولندا، إذ أفاد السفير بأن السفارة قد أوصت مؤخراً بضرورة فتح ملحقية ثقافية وكانت التوصية والتوجه من وزارة التعليم العالي بعدم افتتاحه ملحقية ويكتفي بممثل عن الملحقية ببولندا. الملحقية السعودية كما كانت أبرز مطالبات الطلاب المبتعثين تتركز في ضرورة تكثيف جولات موظفي الملحقية على الطلاب في الجامعات البولندية، كما أجمع عدد من المبتعثين السعوديين إلى بولندا خلال اللقاء على أن اختيارهم لبولندا للدراسة الجامعية جاء لاعتبارات عدة تتعلق بعراقة الجامعات البولندية واحتلالها تصنيفاً متقدماً في سلم ترتيب الجامعات الأوروبية وحرص كثير من طلاب الدول الأخرى على الالتحاق بهذه الجامعات. التعامل مع العنصرية واتفق الجميع على أن العنصرية موجودة في كل زمان ومكان ولكن الاختلاف في طريقة التعامل معها، ففي بولندا هناك عدد من المواقف حدثت مع الطلاب السعوديين وقد وجدنا الدعم والتعاون التام والفعال لحلها وتم تجاوزها، كما طالب الطلاب بضرورة افتتاح خط جوي مباشر من الخطوط السعودية إلى بولندا، مذكرين أنفسهم وزملاءهم المبتعثين بضرورة تطوير قدراتهم على الحوار وتعويد الطلاب على التعبير عن آرائهم والمناضلة في إثباتها بالبرهان والدليل المنطقي والتعود على أسلوب البحث والتقصي، وقبول الرأي المخالف وعدم تسفيه أو إقصاء رأيه بل التعامل معه بموضوعية، وتعلم أدب الحوار والاستماع. مطالب المبتعثين والمبتعثات واعتبر الطلاب المبتعثون في بولندا وجود ملحقية مستقلة في بولندا أمر ملح ومهم جداً وذلك لما تتطلع به الملحقيات الثقافية في دول العالم من أدوار أساسية وهي: الإشراف التعليمي والتربوي على المبتعثين أبان فترة ابتعاثهم؛ السعي من أجل تدعيم أواصر الألفة والتلاحم بين أبناء الوطن خلال فترة الابتعاث؛ كما يتطلعون إلى افتتاح زيادة الأندية الطلابية التي تعد نافذة للوطن يتحقق من خلالها تقديم حضارة وتاريخ المملكة العربية السعودية لزملاء المبتعثين من الطلاب الأجانب بجامعاتهم، وكذلك تتيح للمبتعثين المشاركة في أنشطة وبرامج الجامعات الثقافية والاجتماعية والرياضية والإعلامية، وكذلك المشاركة في أنشطة المجتمع المدني البولندي. أجواء مريحة وأفاد الطلاب المبتعثون في بولندا للوفد الإعلامي السعودي أنهم ينعمون بأجواء دراسية مريحة، كما أن دراستهم في الجامعات البولندية تتم عن طريق اللغة الإنجليزية التي كانت لغة مغيبة في بولندا والتحدث بها أيام النظام الشيوعي اعتبر نوعاً من التبعية إلى الإمبريالية العالمية. ولعل الصعوبة الوحيدة التي تواجه المبتعثين السعوديين هناك تكمن في تعلم اللغة البولندية التي تعد لغة سلافية تتميز بصعوبتها، ووضع تعلمها كشرط أساسي لولوج الجامعات البولندية في حين لك الاختيار في تحديد لغة الدراسة في السنة التحضيرية ما بين اللغة البولندية واللغة الإنجليزية وذلك حسب اللغة التي تنوي الدراسة بها في الجامعة أو المعهد بعد السنة التحضيرية. شعب منفتح وبين الطلاب أن الحياة لا تختلف في بولندا عن الحياة في بقية الدول الأوروبية، إذ إن الشعب البولندي يعد شعباً منفتحاً، فجمهورية بولندا مليئة بالأماكن السياحية الجميلة جداً والمدن العريقة مثل مدينة (كراكوف) وقلاع وقصور النبلاء وجبال مثل (كارباتي) (سوديتي) وبحيرات (مازوري) وسواحل شبه جزيرة (هيل) والتي يمكن الوصول إليها بسهولة عن طريق شبكة القطارات أو الحافلات أو شركات الطيران المحلية. كما يوجد بها الكثير من المتاحف وصالات الفنون الحديثة والعروض الموسيقية والنوادي الرياضية وميادين الفروسية ومصحات الينابيع الحارة في مختلف أنحاء البلاد. كما أن هناك حوالي 90% من البولنديين هم كاثوليك، منهم حوالي الثلثين من الممارسين للدين والباقي فقط اسمياً. هناك أيضاً أقليات أورثوذكسية، بروتستانتينية، مسلمة ويهودية، كما أن اللغة الرسمية هي اللغة البولندية، التي تتبع اللغات السلافية. مشاهدات من اللقاء - تميز حديث السفير وليد رضوان تجاه أبنائه وبناته المبتعثين بالعفوية الصادقة والحرص الشديد على مستقبلهم الدراسي ووجودهم في بولندا بعكس صورة إيجابية. - استمر الحديث ما يقارب الساعتين تحدث فيها الطلاب والطالبات بشكل شفافية ووضوح وتقبل السفير كل مطالبهم بالسعي نحو تحقيقها. - حرص السفير وليد رضوان بعد انتهاء اللقاء على نقل الطالبات إلى مساكنهن عن طريق سيارة السفارة والتأكيد على السائق بالمكوث معهم إن وجب الأمر. - أقام سعادة السفير وجبة غداء للوفد الإعلامي وتنقل معهم بسيارتهم الخاصة وتبادل الحديث معهم بكل أريحية ومحبة صادقة وتمنى أن تتكرر الزيارات الإعلامية لبولندا لأنها تستحق ذلك. - حضر اللقاء من الطلاب المبتعثين كل من: ماهر الحارثي وعلي آل عمر ومحمد الغامدي ومحمد الصقر ونادر آل يحيى ومن الطالبات المبتعثات كل من: سارة البسام وظاهرة حمود وزينب الرميح.