فشل مؤتمر أصدقاء سورية الذي عقد في روما في إعادة الثقة بالأسرة الدولية وبالغرب خاصة من قبل الثوار السوريين الذين كانوا قد أعلنوا مقاطعتهم لمثل هذه المؤتمرات التي أشبعتهم وعوداً دون أن يتحقق شيء جدي، بل على العكس من ذلك يشعر السوريون أن هناك عملاً وتوافقاً ما بين الغرب والشرق وبالتحديد بين واشنطنوموسكو لفرض توازن بالقوى بين قوات نظام بشار الأسد وبين الثوار السوريين حتى يمكن جمع الطرفين على طاولة المفاوضات. الثوار السوريون أعلنوا أنهم لن يشاركوا في مؤتمر روما، فعلاً تشبث المجلس الوطني السوري بموقفه إلا أن الائتلاف السوري الذي تعرض لضغوط غربية، وبالذات من أمريكا شارك في المؤتمر بعد أن وعد جون كيري وزير الخارجية الأمريكية باستعداد واشنطن لتقديم دعم نوعي للثوار، فعلاً (غامر) أحمد الخطيب رئيس الائتلاف السوري وشارك في المؤتمر، إلا أن أجواء المؤتمر لم تكن مشجعة مما دفعه إلى المطالبة من المشاركين في المؤتمر بفتح ممرات آمنة في الأراضي السورية في الشمال والشرق تحت حماية الأممالمتحدة وفق البند السابع من ميثاقها، وإعادته التأكيد على فتح حوار مع النظام السوري وفق محددات من أهمها رحيل بشار الأسد والقيادات الأمنية والعسكرية. أقوال السيد الخطيب عقب اختتام المؤتمر تظهر أن الائتلاف السوري لم يكن راضياً عن النتائج التي تمخضت عنه والتي كانت أقل بكثير من التوقعات، وبدلاً من أن يحصل الجيش السوري الحر على أسلحة ومعدات نوعية، إلا أن كل الذي حصلوا عليه مساعدة مالية بقيمة 60 مليون دولار لتقديم أغذية وأدوية وسيارات نقل مدرعة غير حربية، وهي مساعدات لا يمكن أن تحقق توازناً مع الطرف الآخر، إذ لا يزال النظام السوري يحصل على أسلحة متقدمة تشمل الصواريخ والراجمات والطيران الحربي وهو ما يزيد من إخلال التوازن بين الثوار ونظام بشار الأسد. رغم هذه المساعدات الزهيدة إلا أن الائتلاف الوطني السوري رضخ للضغوط الغربية التي تقودها واشنطن لتأجيل إعلان الحكومة السورية المؤقتة ويرى المراقبون أن موافقة الائتلاف الوطني على تأجيل عقد الاجتماع المقرر للأمانة العامة للائتلاف الذي كان من المقرر اليوم السبت، إذ ترى واشنطن وتشاركها في هذا الرأي لندن وباريس بأن تشكيل حكومة سورية مؤقتة من المعارضة يتعارض مع التفاهمات الأمريكية الروسية وتقطع الطريق على المفاوضات القادمة بين النظام وحكومته، إذ كيف يكون هناك تفاوض والبلاد تمتلك حكومتين...! وينصح الغربيون الثوار السوريين بالدخول في مفاوضات مع النظام السوري دون مشاركة بشار الأسد للتوصل إلى إدارة المرحلة الانتقالية وتشكيل حكومة ائتلافية لا يتواجد فيها أشخاص ارتكبوا جرائم بحق الشعب السوري ويبعد عنها الأشخاص المتشددين وأن هذا السيناريو تقوده واشنطنوموسكو معاً فالأمريكيون يضغطون على الثوار للانخراط في المفاوضات فيما تضغط موسكو على بشار الأسد والقادة العسكريين والأمنيين المتورطين في جرائم القتل ضد الشعب السوري بالتنحي حتى يمكن التوصل إلى تفاهم يرضي كلا الطرفين ويحقق التوافق بين واشنطنوموسكو اللتين تعملان على تحقيق مصالحهما وتحرصان عليهما أكثر من رغبتهما في إنهاء مأساة الشعب السوري. [email protected]