اعلن وزير الخارجية الاميركي جون كيري، في ختام محادثاته امس مع الرئيس فرنسوا هولاند ووزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس في باريس، ان الولاياتالمتحدة وفرنسا تدرسان «وسائل تسريع العملية الانتقالية السياسية» في سورية، وقال ان المعارضة السورية بحاجة «الى مزيد من المساعدة». واكد كيري ان واشنطن ستبحث مع «اصدقاء الشعب السوري» في الاجتماع الذي سيعقد في روما الوسائل المناسبة لتحقيق الحل السياسي من خلال «تغيير حسابات الرئيس الاسد». وفي واشنطن اكد الناطق الصحافي باسم البيت الابيض جاي كارني ان ادارة الرئيس اوباما «ستزيد مساعداتها للشعب السوري والمعارضة السورية على شكل مساعدات غير قاتلة». واكد ان واشنطن ستستمر في ذلك في اطار جهودها للوصول الى «مرحلة ما بعد الاسد». ولم يوضح كيري إذا كانت واشنطن تخطط لتقديم مساعدات إضافية للمعارضة السورية. وقال: «نحن ندرس ونطور سبلا لتسريع التحول الذي يسعى اليه الشعب السوري ويستحقه». واضاف ان الادارة الاميركية تركز في موقفها من الازمة السورية على امرين: كيفية امكان تسريع حل سياسي في سورية لانه افضل الطرق للسلام ولحماية مصالح الشعب السوري ووضع حد للقتال والعنف في سورية، لافتاً الى ان ذلك «يتطلب منا تغيير حسابات الرئيس الاسد الحالية... وينبغي أن يعرف أنه لا يستطيع حل الازمة عسكريا ومن ثم علينا ان نقنعه بذلك وأعتقد ان المعارضة في حاجة لمزيد من المساعدة حتى تستطيع القيام بهذا الامر. ونحن نعمل معا كي يكون لنا موقف موحد بهذا الشأن.» والامر الثاني الذي عرضه كيري هو «مساعدة الائتلاف السوري لاستجابة افضل لحاجات الشعب السوري، خصوصا ان بعض المجموعات على الارض التي لا نؤيدها والتي تمثل مصالح متناقضة مع مصالحنا تستجيب لحاجات الشعب السوري». واضاف ان الائتلاف المعارض بحاجة الى «مزيد من المساعدة. ومن الاهمية بمكان ان يصل مزيد من المساعدات الى المناطق المحررة». وقال فابيوس ان «معاذ الخطيب قدم حلا جديا ومهما، والان علينا ان نساعد على تحرك الوضع»، ونوه باجتماعات كيري في باريس عشية اجتماع «اصدقاء الشعب السوري» في روما التي سيشارك فيها الخطيب وكبار المسؤولين في «الائتلاف» و»المجلس الوطني». من جهة اخرى، قالت مصادر ديبلوماسية غربية ل»الحياة» في لندن ان «تغييرا» حصل في الموقف الروسي نحو العمل مع واشنطن للوصول الى «مبادئ الحل السياسي» في سورية، مشيرة الى ان موسكو ابلغت دمشق بوسائل عدة ب»ضرورة الاستعداد للمرحلة المقبلة القائمة على اساس التفاوض مع المعارضة نحو اطلاق عملية سياسية حقيقية تتضمن تعديلات في الدستور واجراء انتخابات حرة وشفافة». واوضحت ان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اطلع نظيره السوري وليد المعلم على مضمون اتصاله الهاتفي مع وزير الخارجية الاميركي جون كيري. واعتبرت المصادر ان دفعات الدعم العسكري والمالي التي حصلت عليها المعارضة ترمي الى الضغط على النظام للقبول بتسوية سياسية ليس هدفها الوصول الى «نصر مدو» لاي طرف من الطرفين، مشيرة الى ان دولا عدة طلبت من «الائتلاف الوطني» تأجيل الاعلان عن تشكيل حكومة موقتة في اجتماعه المقرر اسطنبول في الثاني من الشهر المقبل. ونقلت المصادر عن السفير الاميركي الى سورية روبرت فورد قوله في القاهرة في اليومين الماضيين ان «الوحيد المطروح حاليا» هو الحل السياسي وتقديم المساعدات الانسانية الى السوريين، وان كيري سيعبر في «مؤتمر اصدقاء سورية» في روما عن «توجه اميركي فعال» في هذا المجال. وفي فيينا، قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان ان من المستحيل دعم النظام «الغاشم» لبشار الاسد بحجة افتقار المعارضة السورية الى زعيم يجمعها. وكان اردوغان يشارك في اعمال المنتدى الخامس الذي تعقده الاممالمتحدة لتشجيع الحوار بين الاديان والشعوب، وتحدث في مؤتمر صحافي عن الاسف «لتقاعس المجموعة الدولية حتى الان عن اتخاذ الموقف الذي ننتظره». واضاف ان «بعض البلدان يتساءل من سيخلف الاسد عندما يتنحى عن السلطة. دائما اقول ان الاحداث الجليلة والثورات الكبرى تأتي بقادتها». واكد ان «المقاومة التي تخوضها المعارضة مهمة ومن الضروري تقدير جهودها لعملية ديموقراطية من اجل الشعب السوري». وكرر اردوغان ان «ايام النظام السوري باتت معدودة.» وفي دمشق قالت «هيئة التنسيق الوطني للتغيير الديموقراطي» ان الحوار الذي دعا اليه النظام «لا يعدو كونه نوعا من العلاقات العامة ولن يفضي الى حل الازمة».