سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
شكروا الملك عبدالله على استضافة القمة.. وولي العهد على إدارة أعمالها بكل نجاح القادة العرب: تحقيق التنمية الاقتصادية الشاملة رؤيتنا الجديدة للعمل المشترك
اتفق أصحاب الجلالة والفخامة والسمو قادة ورؤساء وفود الدول العربية المشاركة في القمة العربية الاقتصادية والتنموية والاجتماعية الثالثة، التي اختتمت أعمالها أمس في الرياض، على حشد الجهود من أجل إحداث قفزة تنموية اقتصادية واجتماعية شاملة ومستدامة في العالم العربي بما يواكب آمال الشعوب العربية، ويحقق بداية واعدة لمرحلة جديدة توحي بولادة رؤية عربية شاملة بشأن مستقبل هذه الأمة عبر الطريق الصحيح للتكامل والتضامن المثمرين نحو العمل العربي المشترك بما يوفر الضمان الأساس لنهضة الأمة وتعزيز أمنها مستقبلاً. واستأنفت اجتماعات اليوم الأخير للقمة العربية التنموية أمس، برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع رئيس القمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية في دورتها الثالثة، حيث طلب سمو ولي العهد في بداية الجلسة من رئيس جزر القمر إكليل ظنين إلقاء كلمة بلاده التي أعرب فيها عن شكره لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - على استضافة المملكة لأعمال القمة الثالثة، ولصاحب السمو الملكي ولي العهد على إدارته لأعمال القمة بكل نجاح، ولحكومة المملكة والشعب السعودي على كرم الضيافة وحسن الاستقبال. وأشار فخامته إلى أن اجتماعات القمة التنموية وما تضمنته من كلمات ركزت على حشد الجهود من أجل إحداث قفزة تنموية اقتصادية واجتماعية في العالم العربي بما يواكب آمال الشعوب العربية، مناشدا الدول العربية الشقيقة بمضاعفة الاستثمار ودعم التنمية في بلاده وإزالة الحاجز الأساسي الذي يعيق مسيرة التنمية عبر إعفاء جمهورية جزر القمر من الديون لدى الصناديق الدولية، مقدماً شكره للدول العربية على دعمها السخي لبلاده. وأعرب فخامة الرئيس إكليل ظنين في ختام كلمته عن شكره لخادم الحرمين الشريفين وحكومته الرشيدة على الدعم غير المحدود والمتواصل لجزر القمر ومنها تقديم 300 منحة جامعية في مختلف التخصصات العلمية للإسهام في دعم القدرات والكفاءات الفنية والإدارية في جزر القمر، راجياً أن تخرج القمة بنتائج تواكب تطلعات الشعوب العربية. القمة خطوة في الاتجاه الصحيح بعد ذلك، ألقى الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي كلمة عبر في مستهلها عن الشكر والتقدير لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، وشعب المملكة على دعوته الكريمة لعقد هذه القمة. وقال: إننا نعتقد أن هذه القمة تعد خطوة أخرى مهمة في الاتجاه الصحيح بعد قمتي الكويت وشرم الشيخ للوقوف أمام أوضاعنا الاقتصادية والتنموية والمعيشية خاصة وأن انعقادها قد تزامن مع تحولات سياسية واقتصادية جذرية وكبيرة شهدتها المنطقة. وأضاف: لم تكن الجمهورية اليمنية بعيدة عن المخاضات التي عاشتها أغلب دول المنطقة حيث كان لتلك الظروف أثر كبير على النشاط الاقتصادي الذي توقف تماماً في العام قبل الماضي ولكن اليمن استطاعت مواجهة تلك المرحلة الصعبة والدقيقة وتقديم تجربة فريدة تجلت فيها الحكمة اليمانية وسارت خيارات الشعب في اتجاه التغيير والإصلاح بصورة سلمية وحضارية حيث جرى الانتقال السلمي للسلطة لأول مرة في تاريخ اليمن وقد كان للأشقاء والأصدقاء الفضل في الدفع باتجاه طريق التسوية السياسية وتبني المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية التي كانت بمثابة طوق النجاة الذي أنقذ اليمن من شبح الحرب الأهلية الطاحنة التي كانت مقدماتها ونذرها تلوح في الأفق. وأكد الرئيس اليمني أن موقف الأشقاء في دول مجلس التعاون الخليجي سيظل على الدوام محل التقدير والاحترام لأنه أسهم بشكل كبير في إنقاذ اليمن والدفع به نحو الحل السياسي برعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين الذي عرف دائماً بمواقفه العربية والإسلامية الأصلية، وبقية الأشقاء في مجلس التعاون الخليجي وأمينها العام والأصدقاء من الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن والاتحاد الأوروبي. وأشار الرئيس عبدربه هادي إلى أن المنطقة لا تزال تعاني من مشاكل خطيرة ومنها القضية الفلسطينية، ووضح حد لإراقة الدم السوري والحفاظ على وحدته الوطنية، وتنفيذ مقترحات الجامعة العربية، والأخذ بتوصيات ممثل الأمين العام للأمم المتحدة الأخضر الإبراهيمي. وقال: إن أمتنا العربية تمتلك إمكانات وموارد مادية وبشرية هائلة وتستطيع تجاوز الأزمات التي تواجهها إذا ما تناغمت إمكاناتها وطاقاتها خاصة أن لديها الكثير من أسباب التكامل والتوحد أكثر مما لديها من عوامل الفرقة والتشتت، وتستطيع أمتنا أن تفرض نفسها على الساحة الدولية وأن تواجه جميع التحديات من حولها في ضوء التكتلات الاقتصادية وعصر العولمة إذا ما وحدت طاقاته ومواقفها في المحافل الدولية، خصوصاً فيما يتعلق بمشاريع ربط الطرق البرية وسكك الحديد وتفعيل الاتحاد الجمركي المقرر استكماله في عام 2015، بجانب الخطط التي تهدف إلى سد الفجوة الغذائية وتحقيق الأمن الغذائي العربي. وأبدى تطلعه إلى بحث إمكانية زيادة حجم التجارة البينية وتدفق الاستثمارات في المنطقة العربية، كذلك مشاريع الطاقة المتجددة وتفعيل مشاريع شبكة الاتصالات العالمية والانترنت وتعريبها ومناقشة ومتابعة مشروع الربط الكهربائي العربي ومشروع صندوق دعم الصناعات الصغيرة والمتوسطة، ومشروع مد خطوط الغاز العربي وإقرار لوائح النقل البحري بين الدول الأعضاء في الجامعة العربية. وأكد الرئيس اليمني أن التشخيص الدقيق والصادق والصريح لمشاكلنا الاقتصادية والاجتماعية هو المدخل الصحيح لوضع الحلول لهذه المشاكل، معرباً عن أمله في أن تكون هذه القمة فرصة لتحقيق تنمية اقتصادية شاملة ومستدامة في منطقتنا العربية. النمو السكاني ومحدودية الموارد من جهته، أعرب دولة نائب رئيس الجمهورية العراقية الدكتور خضير بن موسى الخزاعي في كلمة بلاده عن شكره لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله- وحكومته على استضافة القمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية الثالثة، مشيداً بالجهود المميزة التي بذلت لإنجاحها. وعد مؤتمرات القمة العربية المخصصة للجوانب التنموية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية بداية واعدة لمرحلة جديدة توحي بولادة رؤية عربية شاملة بشأن مستقبل هذه الأمة عبر الطريق الصحيح للتكامل والتضامن المثمرين نحو العمل العربي المشترك بما يوفر الضمان الأساس لنهضة الأمة وتعزيز أمنها مستقبلاً. وقال: إنه من الضروري تقييم ودراسة الآثار التي حققتها القمتان السابقتان اقتصادياً واجتماعياً لصالح الدول العربية وأن يتم تحويل الأفكار والقرارات الصادرة عنهما وعن هذا المؤتمر إلى نتائج ملموسة وتجسيدات عملية تعود بالفائدة فعلاً على المنطقة وشعوبها. وأكد دولة الخزاعي أن أهمية المؤتمر تكمن في مقاربته لهموم الإنسان العربي وتلمس معاناته والتفكير في كيفية مساعدته في تجاوز هذه المعاناة والانتقال بوضعه المعيشي إلى مستوى كريم يليق بإنسانيته من حيث الرفاه والأمن الاقتصادي والاجتماعي، مشيراً إلى وجود عاملين مؤثرين في الوطن العربي ينبغي التوقف عندهما الأول يتعلق بزيادة نمو عدد السكان بمعدلات عالية قياساً بمتوسط معدلاتها العالمية، والثاني يرتبط بمحدودية الموارد الاقتصادية في بعض البلدان العربية حيث أنها تنمو بمعدلات أقل من معدلات النمو السكاني، مما ينجم عنه ترد في المستويات المعيشية ويجعلها واقعاً صعباً يحتاج إلى جهود عربية مشتركة لتجاوزها. الطاقات البشرية وتجاوز الأزمات من جانبه، نقل النائب الأول لرئيس الوزراء في جمهورية ليبيا الدكتور صديق عبدالكريم عبدالرحمن كريم في كلمة خلالها تحيات الشعب الليبي للقادة العرب وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين حفظه الله لاستضافته القمة العربية التنموية الثالثة، وعلى حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة، مثمناً لمعالي الأمين لعام لجامعة الدول العربية وفرق العمل بالجامعة حسن التنظيم ودقة الإعداد لهذه القمة. وأوضح أن التجربة التاريخية تؤكد أن الطاقات البشرية قادرة على تجاوز الأزمات الاقتصادية، عاداً الاستثمار في العقل البشري السبيل الأسرع والأنجع للتطوير والارتقاء بالقوة البشرية التي تستطيع المنافسة في كل المجالات. وقال إن ليبيا تسعى لتكوين علاقات سياسية اقتصادية جديدة ومتميزة مع محيطها العربي، مؤكداً دعم بلاده للجميع بما لديها من إمكانات. وتمنى في ختام كلمته للقمة الثالثة التوفيق والنجاح بما يحقق آمال الشعوب العربية. القمة المقبلة في تونس من جهته، شكر الرئيس التونسي محمد المنصف المرزوقي في كلمته خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - على دعوته لهذه القمة، وما رافق هذه الدعوة من حفاوةٍ في الاستقبال وكرم الضيافة، وحسن تنظيم. وثمن للقادة العرب ثقتهم في تونس لاستضافتها القمة العربية التنموية: الاقتصادية والاجتماعية في دورتها الرابعة، واعداً أن تكون تونس على قدر الثقة، منطلقةً من إيمانها بأهمية الوحدة العربية في قراراتها ونهضتها وطموحات شعوبها.