اشتركت دول العالم في إعلان أكبر حالة طوارئ عرفها الإنسان ورابط جميع رجال التحكم الآلي ورجال تقنية المعلومات في مواقعهم تحسباً لأي إرباك او مشاكل محتملة تصل الي حد الكارثة يمكن حدوثها بسبب مشكلة عام 2000 .وكانت عقارب الساعة تقترب من الثانية عشرة ليلاً في آخر ساعة من العام 99م عندما حبس العالم أنفاسه خوفا من ان تفقد بعض أجهزة الحاسب الآلي صوابها وبالتالي أنظمة التحكم الآلي وأنظمة المعلومات ... وما هي إلا دقائق قليلة حتى تنفس بعدها العالم الصعداء ... عندها بدا للعالم بأنه تجاوز 90% من الأضرار المحتملة لمشكلة الصفرين ... وهي الأضرار المرتبطة بفقدان التحكم الآلي بالبنية التحتية للدول مثل الكهرباء والهاتف وأنظمة الدفاع الآلية... وبقيت10% من الأضرار المحتملة للمشكلة وهي المرتبطة برجال تقنية المعلومات التي تتعلق بالأضرار المرتبطة بدقة المعلومات الصادرة من الأنظمة الفاقدة لصوابها .فمثلا عندما تحتوي فاتورة فندق ما على مكالمة هاتفية مدتها قرن! أو يفشل نظام الرواتب في شركة ما من احتساب الرواتب ولربما حسم من مرتبك إجازة مدتها قرن! إلا أن هذه المشاكل وشبيهاتها المحتملة لن تظهر حالاً وعلى الرغم من خطورتها فلن تتسبب بالأضرار الجسيمة المرتبطة بالتحكم الآلي بالبنية التحتية للدول. ويتفق الكثيرون على أن حقيقة أمر عدم ظهور المشاكل كبيرة المرتبطة بالتحكم بالبنية التحتية تعود الى أن معظم رجال التحكم الآلي لم يثقوا تلك الليلة في الحاسب الآلي فحولوا أنظمة التحكم والمراقبة في الكثير من المحطات الحيوية إلى أنظمة التحكم اليدوية معتمدين على التواجد المكثف لمهندسي وفنيي التحكم في مواقع العمل لتفادي فداحة المشكلة! ومن المفترض ألا يتم تحويل التحكم اليدوي للتحكم الآلي إلا بعد إجراء التجارب الكافية. وهنا يتبادر إلى أذهاننا السؤل المطروح حالياً في وسائل الإعلام هل مشكلة الصفرين كانت حيلة من الشركات المنتجة للتقنية انطلت على العالم بأسره؟! وحقيقة الأمر انها فعلا مشكلة حقيقية بالغ البعض في استغلالها لتحقيق مكاسب فاحشة وساهم الإعلام نفسه في التسويق لمشكلة الصفرين مساعداً بذلك الكثير من الشركات على تحقيق مكاسب خيالية إلا ان الإعلام جنب العالم كارثة كادت أن تقع لو تقاعست الدول عن متابعة إيجاد الحلول لها . وأعود للتساؤل مرة أخرى هل تجاوز العالم مشكلة الصفرين فعلاً في تلك الليلة أم أن هناك مزيجا محتملا من مشاكل التحكم الآلي وتقنية المعلومات ستظهر لاحقاً ؟ والحقيقة التي لا يستطيع أحد تجاهلها ان الأعلام لعب دورا مهما في تجنيب العالم كارثة كادت تقع لو تقاعسنا في إيجاد الحلول لها لكنه زرع الخوف والفزع في قلوب الكثيرين بالحديث عن خرافات مثل قرب نهاية العالم التي ستقع بحلول الألفية الثالثة والعديد من السخافات والخرافات التي تجاوزتها دخول الألفية دون وقوع اي شئ منها. * العضو المنتدب والمدير العام لشركة حاسب