أكد مدير شعبة التخطيط والطوارئ بالمديرية العامة للدفاع المدني الرائد دكتور يحي القحطاني الإزدياد المستمر للكوارث والمخاطر بأنواعها الطبيعية والصناعية في كثير من أنحاء العالم والتي أدت بالتالي لإزدياد حجم الدمار في الأرواح والممتلكات. وتعتبر الشبكات المعلوماتية من الوسائل الحديثة والفعالة التي بلا شك تساعد على التعامل الفعال مع مثل تلك الأخطار. وقال تعد المعلومات الدقيقة واللحظية عن هذه الكوارث ضرورية للقيام بأعمال الطوارئ (الاستعداد، الاستجابة، المواجهة، إعادة الأوضاع) والتعامل الصحيح مع هذه الكوارث للتخفيف من آثارها. كما أن فرق الطوارئ وأصحاب القرار يحتاجون إلى معلومات صحيحة عن الكوارث (نوعها، حجمها، وقتها وغيرها) لإتخاذ القرارات المناسبة لعمليات المواجهة. وكما أننا في عصر يطلق عليه عصر المعلوماتية فتعتبر التقنية المعلوماتية وتطبيقاتها مثل الاستشعار عن بعد، نظم معالجة البيانات، نظم المعلومات الجغرافية، الأنترنت من الوسائل التي تساعد في التحكم والتخفيف من آثار الكوارث والأخطار وستساعد مسئولي الطوارئ في التعامل بشكل فعال مع الكوارث المحتملة. وأكد القحطاني أن وجود شبكة معلومات معنية بالكوارث ستساعد القائمين بأعمال مواجهة الحالات الطارئة للحصول على معلومات متكاملة عن الكارثة أو الخطر وفي نفس الوقت تعمل على تنسيق الاتصال بين خدمات الطوارئ المختلفة. وهذه الشبكة من الممكن ربطها بشبكات معلوماتية دولية معنية بالكوارث للاستفادة والتنسيق في عملية تبادل المعلومات عن طرق الاستعداد والمواجهة للكوارث وتقديم المعلومات اللازمة لدعم عمليات المواجهة حيث أن وجود شبكة وطنية لمعلومات الكوارث أصبح أمراً لابد منه. وأوضح أن هذه الشبكة الوطنية لمعلومات الكوارث هي عبارة عن شبكة معلوماتية هدفها توفير المعلومة الصحيحة بالشكل الصحيح في الوقت المناسب للشخص المسئول لمساعدته على اتخاذ القرار الصحيح وتحسين أعمال الطوارئ وزيادة فعالية التنسيق بين خدمات الطوارئ المختلفة لرفع كفاءة مواجهة المخاطر والكوارث، وهذه الشبكة تحتاج إلى تقنية معلوماتية متطورة من أجل تقديم المعلومات المطلوبة عند عمليات إدارة الكوارث ولإنشاء هذه الشبكة عدة أهداف هي: زيادة الوعي لأهمية وقيمة المعلومات المرتبطة بالكوارث والأخطار بأنواعها وأفضل الطرق للتعامل معها، واستخدام تقنية المعلومات المختلفة مثل الاستشعار عن بعد، الحاسب الآلي، الاتصالات، وشبكات المعلومات لاكتساب وإنتاج ونشر المعلومات عن الكوارث والمخاطر للجهات المستفيدة وللعامة لزيادة الوعي المعلوماتي عن تلك الكوارث وسبل الوقاية منها، وتحسين وتطوير البنية التحتية المعلوماتية عن الكوارث من أجل معالجة البيانات وتحويلها إلى معلومات رقمية، وإنشاء بوابة معلوماتية تعمل على تسهيل تبادل المعلومات عن الكوارث وطرق الوقاية منها وكيفية التعامل معها ويمكن من خلالها الاتصال بالشبكات العالمية المشابهة، وتطوير مقاييس ومواصفات البيانات وأنظمة المعلومات الخاصة بالكوارث والأخطار لتتناسب مع الشبكات الدولية لتسهيل تبادل المعلومات، وتقديم المعلومات عن نوعية الدعم المطلوب من خدمات الطوارئ المختلفة عند وقوع الكارثة وهذا بالتالي يساعد المسئولين على اتخاذ القرارات الصحيحة عند التعامل مع الحالات الطارئة. وأشار إلى أن الشبكة ستعمل على إعطاء معلومات حول كيفية التحكم في الكوارث والأخطار قبل وقوعها وذلك عن طريق تحذير وإنذار المستخدمين وتزويدهم بالمعلومات اللازمة فور وقوع الكارثة، كما أن الشبكة المعلوماتية سوف تساعد مقدمي خدمات الطوارئ بمعلومات عن الكيفية المناسبة لإدارة الطوارئ علاوة على أنها سوف توفر لهم المعلومات اللازمة عن حجم الكارثة. وأضاف الدكتور القحطاني أن الشبكة المعلوماتية المقترحة تتكون من عدة عناصر رئيسة لكي تخرج بالإطار المأمول منها وهي كالتالي: ٭ تبني تطوير المعلومات لمناسبة الحاجات الماسة ولتوصيل تلك المعلومات إلى أولئك الذين يحتاجونها بغض النظر عن القيود التقنية. ٭ مساعدة المستخدمين على إيجاد المعلومات المناسبة والموثوقة أفضل من الاعتماد على النظام اليدوي. ٭ تجنب التكرارية بالمعلومات والتداخل بين الأنظمة، حيث كل نظام يتفاعل مع الأنظمة الأخرى في حدود المقاييس المحددة له. ٭ تتيح فرصة التواصل مع الخبراء والمختصين في إدارة الكوارث من خلال المنتديات المتخصصة. ٭ تعمل هذه الشبكة على تحسين تبادل واستخدام المعلومات بين مزوديها ومستخدميها حول كل وظائف إدارة الكارثة. ٭ الاستفادة من تقنية وتطبيقات المعلومات مثل الاستشعار عن بعد ونظم المعلومات الجغرافية للتحكم ومراقبة الكوارث والأخطار. ٭ تساهم بالنشاطات التي تساعد على تحسين وتطوير عملية التبادل المعلوماتي بين أجهزة الطوارئ المختلفة مما يزيد كفاءة وسرعة التعامل مع الكوارث والأخطار. ٭ تعرف إمكانات الجهات المشاركة واحتياجات خدمات الطوارئ وتساهم مستقبلاً في إقامة الحلقات الدراسية والتدريب عن بعد باستخدام الحاسب الآلي. واختتم القحطاني حديثه قائلاً أنه من المناسب التطرق إلى النظام الصادر من مجلس الشورى والخاص بحصر ومراقبة ما يستورد من مواد كيميائية إلى أن الشبكة الوطنية المقترحة سوف تساعد على تنظيم ومراقبة المواد الخطرة من ساعة دخولها على المملكة إلى أن يتم إتلافها وذلك عن طريق ربط جميع الجهات ذات العلاقة مع بعضها البعض. وهذه الشبكة ستتمكن من الوصول والترابط مع وكالات الطوارئ الدولية وشبكات إدارة الكوارث عن طريق الشبكة العالمية الأنترنت، وستعمل على تطوير قواعد بيانات مرتبطة بالانترنت تعمل على تفاعل المستخدم مع قواعد البيانات والإستفادة من محتواها. كما أن خدمات الطوارئ بمختلف قطاعاتها سوف تتصل ببعضها من خلال هذه الشبكة إضافة إلى أن المعلومات ستكون محدثة على مدار الساعة من أجل زيادة فاعلية التنسيق والتعاون بين تلك الجهات للتقليل من آثار تلك الكوارث والأخطار على الأرواح والممتلكات.