بعد ساعات من بدء السنة الجديدة بدأت المؤسسات الدولية احصاء تكاليف الاستعداد لمشكلة الكومبيوتر في السنة 2000 التي تعرف باسم "بقة الالفية". وقدرت احصاءات اولية تناقلتها مصادراخبارية عالمية أمس كلفة تجاوز بقة الالفية في انحاء العالم كافة بنحو 600 بليون دولار. وبدأت اخيراً وبشكل خاص خلال اليومين الماضيين التساؤلات في ما اذا كانت المخاوف من بقة الالفية كانت مبالغ فيها وربما سوقتها شركات برامج الكومبيوتر للحصول على عقود مغرية من الشركات والمؤسسات العامة والخاصة في انحاء العالم كافة والتي لم تتردد في انفاق ملايين الدولارات استعداداً لمواجهة مشكلة الكومبيوتر في السنة 2000 والتي كان يتوقع ان تودي الى اعطال في التجهيزات والاعمال. ويبدأ اليوم التعامل في معظم الاسواق الدولية وللمرة الاولى في السنة الجديدة. وليس من المتوقع ان تواجه انظمة هذه الاسواق أي مشاكل فنية متصلة بالتحول الى السنة الجديدة في اجهزة الكومبيوتر، علماً ان المسؤولين في معظم الاسواق الدولية حذروا من ان تقويم سلامة عمل هذه الانظمة والتجهيزات يتطلب الاستخدام الفعلي خلال الايام المقبلة. وقال دون كيتل نائب رئيس رابطة صناعة السندات الاميركية اول من أمس: "نشعر بثقة كاملة ولكن لن نقول اننا انجزنا اي شيء الا بعد ان ننجزه 000 لا نريد ان نعطي الانطباع بان 31 كانون الاول ديسمبر جاء وانتهى وان كل شيء رائع، على رغم انه لدينا مثل هذه الانباء الطيبة في شأن البنية الاساسية الان فان مصالح تجارية كثيرة لم تتخذ وضعها الانتاجي بعد". واضاف كيتل في لقاء مع الصحافيين ان الاختبارات التي جرت مطلع الاسبوع كشفت النقاب عن مشاكل ثانوية في التواريخ ولكن هذه المشاكل حلت بسرعة. واشار كيتل الى ان اختبارات انظمة التعاملات في الاسهم والسندات في حي المال في نيويورك وول ستريت لن تنتهي اليوم، موضحاً ان مراقبة الصناعة لابد وان تستمر حتى يوم غد الثلاثاء لضمان ان التعاملات التي جرت يوم الاثنين تسير بسلاسة من خلال عملية التنفيذ وتتم في موعدها بعد ذلك بثلاثة ايام. وبدأت بورصة طوكيو في اليوم الاول من السنة الجديدة اختبار اجهزة الكومبيوتر استعداداً لبدء التعامل اليوم. وقال مسؤولون من بورصة طوكيو انه لم تظهر أي اعطال ومشاكل حتى الان، علماً ان الاسواق تنتظر بدء التعامل الفعلي لتقويم مدى تجاوز بقة الالفية. رئيس "مايكروسوفت" وقال رئيس مجلس ادارة شركة "مايكروسوفت" الاميركية بيل غيتس انه يتوقع ظهور المشاكل المرتبطة بالانتقال الى السنة الفين في الاشهر المقبلة، مشيراً الى انها لن تكون مأسوية. واضاف غيتس لدى استضافته في برنامج "لاري كينغ لايف" على شبكة "سي. ان. ان" التلفزيونية: "اننا سنسمع بظهور اعطال في اجهزة كومبيوتر خلال الاشهر المقبلة". واضاف "ان الامر لن يؤدي الى وقوع الكوارث الا ان الحوادث ستكون عديدة". تدفق النفط في الخليج طبيعي مع بدء الالفية الجديدة واصل النفط تدفقه بشكل طبيعي في دول الخليج الستة مع بدء الالفية الجديدة، بحسب ما اعلنت شركات حكومية وخبراء أمس. وتسيطر الدول الست على 45 في المئة من احتياط النفط في العالم وتؤمن 20 في المئة من الانتاج العالمي. والبحرين وحدها من الدول الست لا تصدر النفط الخام. واعلنت شركة "ارامكو السعودية" في بيان انه لم يسجل وقوع اي حادث على صعيد انتاج او تصدير النفط في السعودية. وفي قطر اعلنت المؤسسة العامة القطرية للبترول الحكومية انها "انتقلت بنجاح الى الالفية الجديدة" بعد استعداد "تام لمواجهة مشكلة الصفرين". وفي الكويت، اعلن مسؤول في "مؤسسة البترول الكويتية" ان "كل التجهيزات النفطية ووحدات الانتاج والتكرير والمعالجة الكيميائية بالاضافة الى التصدير تتم بشكل طبيعي". من جهتها، اكدت "شركة نفط ابو ظبي" التي تسيطر على غالبية انتاج النفط الخام في البلاد ان "الانتقال تم بشكل طبيعي ولم نتأثر حتى الان بمشكلة الصفرين". وفي سلطنة عمان، اعلن محمد عبدالجبار المحلل في شركة "بتروليوم فاينانس" في واشنطن انه لم يعلم بوقوع اي حادث أثر على تدفق النفط في البلاد. "ساما" والمصارف السعودية تجاوزت مؤسسة النقد العربي السعودي ساما والمصارف السعودية العشرة مشكلة الكومبيوتر في السنة 2000 تماماً وبسلام تام ومن دون أي اضرار أو تأثيرات تذكر. وقدر مصرفي سعودي الكلفة الاجمالية لتوفيق الأنظمة المالية والمصرفية في المؤسسة والمصارف بما يزيد على 135 مليون دولار. وقال ل"الحياة" ان المصارف شملت ادخال التعديلات على الانظمة الحالية لبعض المصاريف، وتغيير الانظمة بالكامل لمصارف اخرى "خصوصاً تلك التي تقادمت اجهزتها وكانت تحتاج الى انظمة واجهزة جديدة بالكامل"، اضافة الى حملات التوعية والاتصال بالعملاء طيلة العام الماضي. وكشف عن ان المؤسسة بالتعاون مع المصارف السعودية وضعت خططاً واستعدادات للطوارئ التي قد تنشأ عن قطاعات الخدمات الاخرى في السعودية، ساهمت في رفع الكلفة العامة للانتقال، مشيراً الى ان فريق العمل لمشكلة 2000 المشكل من المؤسسة والمصارف عمل لمدة زادت على عامين لتنفيذ جميع مراحل الخطة الموضوعة سلفاً، والتي اثمرت الانتقال "بأقل قدر من الخسائر". من جهته اكد محافظ مؤسسة النقد العربي السعودي حمد السياري ان الانظمة المالية والمصرفية لكل المصارف والشبكة السعودية والتعاملات المحلية والدولية واصلت عملها كالمعتاد دون أي تأثر يذكر بعد نجاح العاملين في البنوك في توفيق انظمتهم مع الألفية الجديدة. وأوضح المحافظ الذي كان يتحدث للصحافيين فجر أول من أمس ان هذه النتائج المتوقعة جاءت نتيجة الاستعداد المبكر والتخطيط المرحلي والتنفيذ الدقيق، مشيراً الى ان فريق العمل لحل المشكلة في البنوك وضع ايضاً خططاً للطوارئ الخارجة عن الإرادة "لم تتم الاستعانة بها". واثنى السياري على الجهود المبذولة والمنظمة والتي تمت في اطار التعاون المشترك بين المؤسسة والمصارف من جهة، وبينها وبين اللجنة الوطنية لحل مشكلة سنة 2000، وبقية الجهات المعنية محلياً ودولياً. واعتبر المحافظ هذه الجهود بمثابة ترجمة للاهتمام الوطني المبكر على اعلى المستويات ولحرص ومتابعة فريق العمل أولاً بأول. وكانت الانظمة المصرفية السعودية حصلت وفي وقت مبكر من العام الماضي على أعلى تصنيف دولي في الجاهزية للسنة 2000. وأعلنت المؤسسة جاهزية المصارف السعودية مع نهاية شهر آذار مارس من عام 1999 لتكون مع الدول الأوائل التي أعلنت استعدادها مبكراً. وتمت عمليات الانتقال الالكترونية في المصارف بسلاسة واضحة وتم انتقال جميع هذه الانظمة بأمان الى التاريخ الجديد في كل فروع البنوك السعودية والشبكة السعودية لانظمة المدفوعات. ولم يلحظ المتعاملون مع المصارف أي تغير يذكر خلال الفترة الانتقالية. قطاعات اليمن الرئيسية أعلن اليمن ان القطاعات الرئيسية التي تعتمد على الكومبيوتر لم تتأثر بمشكلة "بقة" الألفية. وقال وزير التخطيط والتنمية رئيس اللجنة الفنية لمواجهة مشكلة الكومبيوتر سنة 2000 احمد محمد صوفان ان اليمن لن يواجه أي أضرار بسبب القصور الناتج في بعض الأجهزة غير المتوافقة. وأوضح صوفان ان القطاعات المهمة مثل الاتصالات والمصارف نجحت في تجاوز المشكلة في وقت مبكر. واعترف صوفان بأن مشاكل ستواجه بعض الأجهزة المصنعة بين عامي 1984 و1995 نتيجة لبعض الاختلالات أثناء التعامل مع التاريخ في اليوم الأول من السنة، إذ من المحتمل قراءتها 1/1/1900. وقال صوفان ان قطاع التوليد الكهربائي في اليمن كان الوحيد الذي يملك مثل هذه الأجهزة ولكن تم تحديث الشبكة بعد الاتصال مع الشركات المصنعة. ونقلت وكالة سبأ الرسمية عن مصدر في غرفة عمليات اللجنة الفنية ان شبكات الاتصالات المحلية والخارجية لم تتأثر بمشكلة الألفية وتعمل بصورة طبيعية. وأكد المصدر أن أجهزة السلامة والمراقبة في مطارات اليمن كافة تعمل بشكل طبيعي. وأفاد فريق الطوارئ في "الخطوط الجوية اليمنية" ان أسطول الشركة من الطائرات يعمل بشكل طبيعي بما في ذلك اجهزة الاتصالات والصيانة والسلامة وأن "اليمنية" بدأت تستأنف رحلاتها الداخلية والخارجية بعد توقف ساعات عدة تحسباً لأي ظروف استثنائية. البنوك المصرية فتحت البنوك المصرية ابوابها للجمهور امس بعد اجازتها الاسبوعية وبدأت في التعامل مع عملائها من دون مشاكل بقة الالفية بعد ان نجحت في توفيق اوضاع انظمة حساباتها الالكترونية وإدخال التاريخ الجديد لسنة 2000 من دون سلبيات. وقال وكيل محافظ البنك المركزي رئيس لجنة الطوارئ في البنك علي عوض السعيد إن البنك المركزي تلقى أمس تقارير من 50 مصرفاً تعمل في مصر تؤكد ان التعامل مع الجمهور والعملاء في مختلف الانشطة تمت بصورة طبيعية من دون اي مشاكل. كما تلقى البنك المركزي تقارير اخرى قبل موعد انتهاء العمل في شأن الموقف النهائي للنشاط الذي جرى طوال أمس وهو الاول في التعامل مع الجمهور بعد الدخول في التاريخ الجديد لسنة 2000. مشكلة الالفية لم تؤثر على بنوك وبورصة عمّان قال مسؤولون ووسطاء ان بورصة عمّان ومصارفها لم تتأثر بمشكلة الالفية في اول يوم عمل في السنة الجديدة أمس. واوضح وسطاء ان التعاملات في البورصة الرسمية التي تعمل اساسا بشكل يدوي بدأت كالمعتاد الساعة العاشرة صباحا الساعة الثامنة بتوقيت غرينيتش دون اي عقبات. كما فتح 22 بنكا خاصا ًفي المملكة الاردنية اجهزة الكومبيوتر من دون مشاكل. وقال جمال قاسم المسؤول الكبير في البنك المركزي ان العمل يسير بشكل طبيعي في القطاع المصرفي. وما زالت التعاملات وعمليات التسوية تدار بشكل يدوي في بورصة عمان التي من المقرر ان تتحول الى التعاملات الالكترونية هذه السنة.