سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
ثمَّن دور المسابقات القرآنية في تحصين النشء وحفظ كتاب الله د. صالح ابن حميد ل(الجزيرة): واجب المسلمين جميعاً العمل بكتاب الله وسنة رسوله والحذر من سبل الغواية
دعا معالي المستشار بالديوان الملكي عضو هيئة كبار العلماء، إمام وخطيب المسجد الحرام الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد المسلمين إلى الالتزام بهدي القرآن الكريم، وتطبيق أحكامه لأنه الحجة على جميع عباده، والالتزام بالهدي النبوي، وسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم القولية والعملية، قال تعالى: {كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ}، وقال تعالى: {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا}، وقال تعالى: {قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ}، وقال تعالى: {وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِين َنَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِين َبِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ}،وقال تعالى: {كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ}، وقال - عز وجل -: {وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ}. وقال: إن الواجب العمل بهذا الكتاب والسير على هديه وما بين الله فيه سبحانه من الحق والهدى, وما حذر فيه من سبل الغواية والردى, كما يجب العمل بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم كما قال تعالى: {قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ}، وقال سبحانه وتعالى: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا} وأخبر سبحانه أنه أرسله إلى جميع الناس جنهم وإنسهم، عربهم وعجمهم. قال تعالى: {قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ}، فالهداية باتباعه صلى الله عليه وسلم وإتباع ما جاء في كتاب الله عز وجل, فقد قال سبحانه: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا} وقال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ} وقال النبي الكريم عليه الصلاة والسلام، كما في صحيح البخاري:» بعثت إلى الناس عامة «. فعلى جميع المكلفين التمسك بكتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام والعناية بهما. ففي صحيح مسلم ومسند أحمد: «وإني تارك فيكم ثقلين أولهما كتاب الله عز وجل فيه الهدى والنور فخذوا بكتاب الله تعالى واستمسكوا به». جاء ذلك في حديث لمعاليه عن القرآن الكريم وفضله، وأثر تعلمه وتعليمه، ودور المسابقات القرآنية في خدمة كتاب الله والحث على تعاهده بالتلاوة والحفظ والتجويد والتفسير، وأهاب بجميع الدارسين والمدرسين المشاركين وغيرهم في هذه المسابقة إلى أن يعنوا بكتاب الله, تلاوة وتدبراً وفهماً وعملاً وحفظاً. ففي كتاب الله الهدى والنور كما قال سبحانه: {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ}، وقال سبحانه: {قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ}، وقال سبحانه: {وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ}، فهذا الكتاب العظيم فيه الهدى والنور، وكل حرف بحسنة, وكل من تعلم حرفاً فله حسنة والحسنة بعشر أمثالها. كما أوصي معالي الدكتور صالح بن حميد الجميع بالعناية بكتاب الله عز وجل دراسة وتلاوة وتدبراً وحرصاً على معرفة المعنى وعملاً بذلك، مع الحفظ لما تيسر من كتاب الله، وهو أعظم كتاب وأصدق كتاب، فقد أنزله الله رحمة للناس وشفاء لما في الصدور، وجعل الرسول أيضاً رحمة للعالمين وهداية للبشر كما قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ}، وقال تعالى: {وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ}. وقال: فالواجب تعليم هذا الكتاب والتفقه فيه حتى يعلم العبد ما خلق من أجله وهو إفراد الله بتوحيده وطاعته كما قال سبحانه: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} (56) سورة الذاريات، وينبغي للطالب أن يسأل عما أشكل عليه من كتاب الله وسنة رسوله، قال تعالى: {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} فتعلم كتاب الله من أعظم نعم الله، فهنيئاً لكل طالب يوفقه مولاه للعناية بكتابه تلاوة وتدبراً وتعقلاً وعملاً. كما أوصي بالاستقامة على هذا الخير العظيم، وسؤال الله التوفيق والإخلاص في ذلك لله عز وجل مع العمل بأداء فرائض الله وترك محارم الله والمسارعة إلى كل خير والحذر من كل شر والإكثار من تلاوة كتاب الله ومدارسته والتفقه فيه، ومراجعة كتب التفسير الصحيحة المفيدة كتفسير ابن جرير، وابن كثير، والبغوي، وغيرهم لمعرفة الحق ولمعرفة ما أشكل عليكم. وفي إشارة إلى مسابقة الملك عبدالعزيز الدولية لحفظ القرآن الكريم وتجويده وتفسيره التي اختتمت دورتها الرابعة والثلاثين في نهاية شهر محرم المضي في أروقة المسجد الحرام أزجى معاليه الشكر والثناء لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - حفظه الله ورعاه - على رعايته لهذه المسابقة ولعنايته بكتاب الله علماً وعملاً تعليماً وتطبيقاً, وهذا هو طريق السعادة والاستقامة، وأسأل الله العون لولاة أمرنا على ما فيه رضاه وعلى ما فيه سعادة البلاد والعباد، والاجتماع على دين الله، كما شكر وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد وعلى رأسها معالي الوزير الشيخ صالح بن عبد العزيز بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ وأصحاب الفضيلة من أعضاء اللجان وأصحاب السعادة من الإداريين والفنيين، على ما يبذلونه من جهود وبرامج لإنجاح هذه المسابقة، سائلاً المولى للجميع التوفيق والسداد، وأن يحفظ ولاة أمورنا ويعينهم على كل ما فيه خير للإسلام و المسلمين.