التقى المتنافسون في مسابقة الملك عبدالعزيز الدولية لحفظ القرآن الكريم وتجويده وتفسيره (31) بفضيلة الشيخ صالح بن محمد آل طالب إمام وخطيب المسجد الحرام ، وذلك بمقر المسابقة في قاعة الاستماع الكبرى بفندق جراند كورال بمكة المكرمة . وقد بدأ فضيلته اللقاء المفتوح بالمتنافسين بتوجيه كلمة وعظية بدأها بالحمد الله والصلاة والسلام على رسول الله ، وقال : إن من أسعد الأمسيات وأطيب الأوقات أن نلتقي على مائدة القرآن ، وأن نجتمع بأهل القرآن ، وأن نتلاقى على محبة الله عز وجل وعلى تدارس كتاب الله سبحانه وتعالى ، وإنه لشرف عظيم أن تكون من أهل القرآن وشرف في الدنيا والآخرة ، فأنت المقدم في إمامة الناس في الصلاة ، يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله ، وأنت المقدم في العلم ، وأنت المقدم حتى في القبر ، أما في الآخرة ، فيقال لصاحب القرآن اقرأ وأرق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها . وأوضح فضيلته أن منزلة حافظ القرآن عظيمة في الدنيا والآخرة ، فكتاب الله عز وجل هو كتاب هداية وشفاء ورحمة ونور وهدى وأن أوصافاً عظيمة جاءت في كتاب ربنا إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم للتي هي أحسن وأكمل وأجمل وأرقى ، وأفضل في تعامل الإنسان مع نفسه ومع ربه ومع أسرته وتعامله مع الآخرين. ووجه فضيلته نداء في كلمته إلى صاحب القرآن ، قائلاً : يا صاحب القرآن أنت لست كعامة الناس ، بل صدرك حوى القرآن ، وقلبك عقل كلام الرحمن ، وبين فضيلته أن هناك مسألتين يدور حولهما الحديث ، الأول تلاوة وتدبر وحفظ كتاب الله عز وجل ، وأن هذا كنز يجب أن لا نفرط فيه ، وأن لا يضيع منا ، وأما التلاوة فهي عبادة وقربى وفيها أجر عظيم ، فعلى حافظ القرآن أن يكثر من تلاوة القرآن ليس لأجل تثبيت الحفظ وإنما أيضا لأجل القربى والتقرب إلى الله عز وجل ، فيجب على حافظ القرآن أن يتعهد القرآن كثيراً ويقرأه كثيراً . واستطرد فضيلته قائلاً : أما المسألة الثانية والتي يخاطب بها عموم المسلمين ويخاطب بها صاحب القرآن بالدرجة الأولى هي الاتعاظ والاعتبار والتدبر لكتاب لله عز وجل : (كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولوا الألباب) . وأن مما يعين على التفهم والتدبر لكتاب الله عز وجل هو تعقل المعاني والتأني في التلاوة واستحضار المعاني والتفكر فيها ، والاستعانة بعد الله بكتب التفسير، وإن في القرآن أحكاماً وحكما وأخلاقاً وسلوكاً وعقيدة وتوجيهاً وقصصاً وأخباراً وأمراً ونهياً ، وكل ذلك يتطلب فهماً وفقهاً . وطالب فضيلته صاحب القرآن بالحرص على الهمة ، والطموح ، والجد ، والمثابرة فأنتم موضع الريادة والقيادة ، الأمة تنظر إليكم ، الأمة محتاجة إليكم ، فأنتم حملة ميراث الأنبياء ، أنتم حملة هذه الرسالة إن الأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهماً ، وإنما ورثوا هذا العلم فمن أخذه أخذ بحظ وافر ، كما أن أمتكم في حاجة إليكم ، فالله الله في الجد والهمة والمثابرة والطموح ، فإن التخلف والقعود والكسل من صفات المنافقين ، ليس في دين الإسلام كسل أو تواني ولا عبث ولا استرخاء إنه الجد قال عز وجل : ( فإذا فرغت فانصب وإلى ربك فارغب). وفي ختام لقائه سأل الله عز وجل أن يجمعنا وإياكم من أهل القرآن الذين هم أهل الله وأن يعلمنا ما ينفعنا وأن ينفعنا بما علمنا ، وشكر حسن الاستماع والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.