لا أدري كيف سيتمكن الفضوليون من المتطوعين أو الرسميين من أفراد هيئة الأمر بالمعروف من اقتناص حالات التعدي أو الاختلاء بعد انتشار زواج المسيار في البلاد. وهو النوع الثاني من الزواج الذي ظهرت بوادره الأولى في وسط البلاد ثم شاع وتعاظم أمره ودخل في النسيج الاجتماعي وتقبله الذكور قبولا حسنا. وأكثر من يقدم عليه في مضاربنا رجال الفئتين شديدة اليمين وشديدة اليسار، بينما بقي رجال الفئة الوسطى يزجون الوقت بتبادل النوادر والحكايات عن أبطال المسيار في البلاد، إذ لا حيلة لهم إلا الترويح والتسرية عن أنفسهم بتلاوة القص والنكات، فهم الفئة الوسطى غير المرغوبة في لعبة المسيار، فقد فاز بها أصحاب الملايين، إذ هم المطلوبون في قوائم النساء اللاتي تزداد كل يوم ويعظم أمرها، فإذا كانت المرأة الألمانية تعزف عن الزواج لأنها لا تريد الإنجاب فإن بعض نساء السعودية اليوم يعزفن عن الزواج المعلن والتقليدي رغبة وتطلعا لخوض مغامرة المسيار الذي لا التزامات ولا قيود مفروضة عليها من خلاله. اليوم لا تندهش من أن سيارة غريبة تقف بجوار منزل وبعد شهور تنقطع وتعود أخرى، اليوم لم يعد الجيران وأهل الحي يميّزون الغريب ويسألون عن هذا الذي يتردد في جنح الليل أو في شمس الضحى، اليوم يعرف السعوديون مصطلحا توفيقيا جديدا يلقي بظله بكل جرأة على البيوت التي ظلت لنحو قرن سامتة وحيية تعرف سحنات أهلها وتميزهم عن غيرهم. اليوم لا شيء من هذا يحدث وتقبّل الناس الزائر المريب لأن الطارئ الجديد بات يطرد كل ريبة أو ظن سيئ والعياذ بالله، (المسيار لأن الذكور يقدرونه خير تقدير ولأنه فتح لهم نافذة جديدة كي يخوضوا مغامرات مثيرة مع نساء جندن أنفسهن للهو الحلال!). تفرغ بعض رجال الحسبة لمتابعة الفقيرات اللاتي أعوزتهن ظروفهن المادية للعمل في المحال النسائية عملاً شريفاً واضحاً أمام الملأ أجمعين، ولم يعد لهم قدرة على تتبع زائري الليل فكلهم يدعون بالخير لطيب الذكر مسيار.. حقا هل نعيش في بلاد العجائب؟! [email protected] Twitter @OFatemah