تستحق المرأة السعودية باقة ورد جوري - ليست كتلك الوردات التي يقدمها كتّاب الرومانسيات التافهة التي يخدعون بها المراهقات - مع أنهم أكثر جلافة من صعاليك العرب! إنها وردة تقدير وإجلال لصبرها وتحملها لهذه الممانعات المتتالية التي يبديها المجتمع الذكوري لأي خطوة جديدة في سبيل تقدمها في نيل حقوقها كمواطنة لها أهليتها الكاملة في أن يكون كل ما يحصل عليه شقيقها الرجل متاحاً لها ولها هي أن تقرر وتختار.!! لكنها وحفاظاً على السلم الاجتماعي ومجموعة القيم الذكورية التي خلع عليها الرجل بثقافته الخاصة عباءة الفضيلة فقد آثرت الهدوء والسلام والرضا بالمتوالية الاجتماعية البطيئة التي تهبها حقوقها وتعترف بها عبر خط بياني أدنى من الحد الطبيعي في تطور المجتمعات لكنه على العموم خط بياني متصاعد ترتفع وتيرة تصاعده حيناً وتهبط حيناً آخر تبعاً للمتغيرات الاجتماعية وحجم ردة الفعل ورغبة القرار السياسي! دخلت السعوديات الأولمبياد قبل أن تمارس الرياضة في الطابور الصباحي في مدرستها الحكومية، باعت المرأة في محال الملابس ووقفت خلف الكاشير قبل أن تقود الطبيبة سيارتها وهي ذاهبة للمستشفى تلبي حالة استدعاء طارئة في منتصف الليل؟؟ كل هذه الحكمة التي سارت عليها المرأة السعودية في التعامل مع ملف حقوقها وانشغالها بتطوير نفسها وبحثها الحثيث عن البدائل التي تخفف من غلواء ما تدفعه من ضريبة من وقتها ومالها ومشاعرها الإنسانية وحرمانها من التمتع من أهليتها الكاملة كمواطنة فرد غير معني بالآخرين له حقوقه في القروض العقارية والصناعية والزراعية والعمل وتولي المناصب وفق الجدارة والكفاءة وليس وفق الجنس واختيار نظام الحياة الملائم الذي يتسق مع الشريعة الإسلامية وما تتضمنه من قيم فاضلة تحض على العدل والمساواة بين البشر ولا تقبل بأن يستعبد بعض الرجال نفراً من النساء الضعيفات تحت مسميات مثل القوامة أو ولاية الأمر أو غيرها من الوصايات التي لا أسانيد تدعمها. ثمة نساء رزقهن الله برجال بنبل الفرسان أو أشد قليلاً ولا يحتجن للصراع والمطالبة لأنهن يتمتعن بحقوقهن وإنسانيتهن وأنا ولله الحمد والمنة واحدة منهن. لكننا لا نتحدث من أجل أنفسنا لأننا نرى ونشعر بآلاف المآسي من النساء التي جعلتهن الوصاية المريرة مستعبدات، حمايتهن هي من أهم حقوقهن على الدولة التي تعد المسؤولة عن التشريع وسن القوانين لحفظ كرامة المواطن والمواطنة على حد سواء المطلقات والأرامل بحاجة ماسة إلى منحهن منازل ورواتب تقيهن شر الحاجة والذل والمهانة. كل هذا الملف الشائك الذي تتحمل المرأة وتتصبر وتفضل معالجته بهدوء لأنها تثق برغبة صانع القرار في الإصلاح لكنها تُدرك وتُقدر أهمية السلام الاجتماعي والتدرج والتهيئة الذهنية والثقافية. كل هذا لم يمنع بعض المشغولين بالصراعات الفكرية من اتخاذ النساء السعوديات دروعاً بشرية يتمترسون خلفها من سهام مخالفيهم لتتلقى السعوديات السهام الحادة من كل حدبٍ وصوب فلم تسلم المثقفات ولم تسلم الفقيرات الجاهلات ومدافع الأمس يصبح مهاجم اليوم والمعارك تختلف من بهو الماريوت إلى فنادق دبي ولا عزاء للسعوديات. [email protected] Twitter @OFatemah