اشتعلت وسائل التواصل الاجتماعي على مدى أيام، متحدثة عن أمر جلل يحاك لهذه البلاد وأهلها، وكان التركيز منصبا على وزارة التعليم العالي، وتحديدا موضوع الاختلاط، ولولا أننا نعرف توجهات الذين تسنموا زمام بث الفتنة وماضيهم لاعتقدنا أنهم يتحدثون عن بلد غير البلد الذي نعيش على ترابه، ونعرف أهله ومسؤوليه جيدا، فمن يتابع ما يكتبون يلحظ التعميم، والمبالغة، والكذب البواح، ورمي الإتهامات جزافا على أناس أبرياء، وقد وصل الأمر ذروته عندما زيفوا خطابا على أوراق رسمية باسم إحدى موظفات جامعة نورة، يفيد بأنها تقدمت باستقالتها من العمل اعتراضا على المخالفات الشرعية في بيئة العمل!، كما زعم الخطاب أنها قابلت عميدة الكلية، والتي طردتها من مكتبها بحجة أنها «متخلفة»!، ثم اتضح أن الخطاب «مزور» ولا أصل له، فماذا فعلت تلك الموظفة التي أقحمها مثيرو الفتن في قضية لا علاقة لها بها، وكذبوا عليها، وشوهوا سمعتها؟ في البداية، نفت الموظفة الموضوع برمته، وأكدت أنها لا تزال تعمل في الجامعة، ثم دافعت عن عميدة الكلية التي حاول أهل الفتنة تشويه صورتها، وقالت: إنها تتحلى بمكارم الاخلاق، وتتجلى فيها معاني الأخوة والاحترام، كما أشادت بمديرة الجامعة ومنسوبيها، وأكدت على أن الجميع يعملون في أجواء تسودها الراحة، ولا يعكرها إلا بلبلة من لا يخافون الله!، ثم تعهدت بمقاضاة كل من أساء لها، وبهذه المناسبة فإنني أتمنى أن تتولى الجهة القانونية بوزارة التعليم العالي هذا الأمر نيابة عن الموظفة، لخطورته أولا، ولضمان عدم تكراره، وهذا أقل ما يمكن فعله لهذه الموظفة التي انتهكت حقوقها بشكل سافر. لا أحد ينكر أن الأخطاء واردة، كما اتضح أن الوزارة لا علاقة لها بما اتهمت به، ومع ذلك تم تضخيم الحدث وتجييش الناس بالشكل الذي رأيناه، لأن الهدف إثارة البلبلة لا الإصلاح، وما يؤكد هذا الظن أن أبرز من قادوا حملة التشويه ضد التعليم العالي برمته هو أستاذ سبق له أن اثار البلبلة في إحدى الجامعات، وتم كف يده عن العمل بسبب ذلك، وأغلب الظن أنه يصفي حساباته، وكانت النقطة التي اعتقد مثيروا البلبلة أنها ستدعم موقفهم هي التي أفقدتهم مصداقيتهم، فقد قالوا إن المسؤول الأول عن التعليم العالي يدعم «التغريب»!، ولسوء حظهم أن القاصي والداني يعلم أن معالي الأخ الدكتور خالد العنقري شخصية وطنية محافظة ومخلصة بشهادة الجميع. وقبل الختام، نتساءل: إن كان لليل مثيري الفتن من آخر، فلا يكادون ينتهون من اختلاق مشكلة، حتى يشرعوا في صناعة أخرى، في مسلسل مل الناس من تكراره بذات الأدوات وعن طريق ذات الأشخاص، فهل من حل جذري يكفينا شرورهم؟ فاصلة: «بإمكان عشرة أشخاص يتحدثون أن يكونوا أكثر صخبا من ألف شخص صامتين».. نابليون بونابرت. [email protected] تويتر @alfarraj2