اللي بدو يكتب عن فلسطين.. واللي بدو يرسم عن فلسطين.. بدو يعرف حاله ميت.. أنا مش ممكن أتخلى عن مبادئي.. ولو على قطع رقبتي. بعد هذه الكلمات اغتيل الفنان ناجي العلي في 22يوليو 1987 بلندن بعد سنين من النضال الفني الذي أرهق ذهن كل خائن وعدو للقضية العربية والفلسطينية.. فهو مثال لصوت الفرشاة الصاخب الذي علا على صوت الرصاص وهو الرقي الفني والفكري الذي نفتقده بخضم واقع فني قبيح إلى حد المسخ والتجرد من القيم والمبادئ. أيقن ناجي من بداية عمره الفني انه سيكسر كل الخطوط الحمراء التي رسمت من دماء الشعوب العربية فامتزجت حالته الفنية بين ثلاث زويا حادة أشبه بمثلث برمودا من يقترب منه مفقود فكان يرتكز مثلث ناجي على ثلاث أسس الا وهي: حرية التعبير والقيمة الفنية وفكر المبدأ ما كان نتاجها الحقيقة المرة التي نحياها كل عام بذكرى اغتيال ناجي، وبقى حنظلة شاهدا كرمز شامخ لذلك لمثلث في ضمير كل مناضل يعشق أرضة حتى الموت، فهو الذي جعل الشعوب المقموعة تبتسم من شدة الألم في رسوماته ذات اللونين الأبيض والأسود تتنبأ بانفجار ثورة شعبية تجتاح البلاد العربية، وكأن حاله يقول أنا رجل الشتاء أتأمل ربيعكم العربي تارة يرسم لنا الأمل بوردة تطل علينا من ركام بلدة، وتارة أخرى يرسم لنا امرأة كأرض معطاء ليبث في نفوسنا التضحية في وقت النكسة. حنظلة الذي ينظر دائماً للحقيقة ويدير ظهره للجبناء يقول الشهيد ناجي العلي: سميته «حنظلة» كرمز للمرارة، في البداية قدمته كطفل فلسطيني لكنه مع تطور وعيه أصبح له أفق قومي ثم أفق كوني إنساني فالطفل يُمثل موقفاً رمزياً ليس بالنسبة لي فقط... بل بالنسبة لحالة جماعية تعيش مثلي وأعيش مثلها. ولد حنظلة في العاشرة من عمره، وسيظل دائماً في العاشرة، ففي تلك السن غادرتُ الوطن، وحين يعود، حنظلة سيكون بعد في العاشرة، ثم سيأخذ في الكبر بعد ذلك.. قوانين الطبيعة المعروفة لا تنطبق عليه، إنه استثناء لأن فقدان الوطن استثناء. أنا مش فلسطيني مش أردني مش كويتي مش لبناني مش سعودي مش مصري مش حدا.. باختصار معييش هوية ولا ناوي أتجنس.. محسوبك إنسان عربي وبس. [email protected] twitter@jalalAltaleb