ما دام الله معطياً شبابنا الصحة والعافية والفراغ، فلماذا ينتظرون (حافز) وغيره من البرامج الجميلة التي وضعتها الدولة لإعانة الشباب العاطلين عن العمل، فذلك الصحابي الجليل عبدالرحمن بن عوف - رضي الله عنه - عندما هاجر إلى المدينةالمنورة قادماً من مكة أخاه الرسول - صلى الله عليه وسلم - بأحد الأنصار وأراد أن يقتسم معه ماله وزوجاته فقال له لا.. بل دلني على سوق المدينة. فذهب وعمل حتى أصبح من أغنى الأغنياء في زمانه، وكان يسيّر الجيوش والقوافل على نفقته لنشر الإسلام والدعوة. وأنت أخي وابني الحبيب، قل: لا، لحافز، وشمّر عن ساعديك واذهب إلى السوق؛ فقد ذكر لي من أثق في كلامه أن شاباً عانى كثيراً وهو يبحث عن وظيفة، وذات يوم خطرت له خاطرة وهو يرى العمالة تجمع الكراتين الفارغة وقال: لماذا لا أفعل مثلهم فتسلف سبعة آلاف ريال واشترى (ونيت) (مشى حالك) وبلغ المحلات الكبرى القريبة من الحي أن يجمعوا الكراتين وهو سيأتي لأخذها مرتين في اليوم مرة في الصباح الباكر ومرة في المساء وكان دخله في اليوم 400 ريال أي راتب 12.000 ريال لا تأخذ من وقته أكثر من ثلاث ساعات ثم توسع حتى أصبح من أكبر مصدري الكرتون والورق لإعادة تدويرها في الخارج، ومنها بني بيته وتزوج ويركب سيارة فارهة بدلاً من الونيت موديل 76م الذي احتفظ به كذكرى جميلة لأيام التعب. أنا لا أقول افعل مثله، فهناك فرص كثيرة في السوق، المهم أن تذهب، فالأفكار كما قيل في قارعة الطريق فمن يلتقطها؟ والحمد لله الأعمال كثيرة جداً متى ما تخلصنا من ثقافة العيب. أذكر أن أحد الوافدين كان يسكن في حينا كان يختفي دائماً في موسم الحج ثم يعود مرة أخرى (تلقفت) ذات مرة وسألته أين تختفي أيام الحج؟ فقال: أروح مكة عشرة أيام وأعود معي40 ألف ريال.. قلت له: كيف؟ قال: أعمل بسطة أبيع فيها بليلة وبيض مسلوق. أيضاً لا أريدك أن تكون مثله، أريدك أن تكون أحسن منه. لا تقول لي ماذا أفعل؟ فالأفكار كما ذكرت في قارعة الطريق. ابحث والتقط فكرة. المهم أنك تذهب إلى السوق ولن يخيبك الله. [email protected]