بلادنا المباركة تعيش أفراحاً بمناسبة مرور سبع سنوات على مبايعة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز حفظه الله ملكاً للمملكة العربية السعودية، وهي فترة قصيرة، لكنها كانت زاخرة بالمنجزات وثرية بالعطاء، والتطور والبناء ومظاهر النهضة التي شهدتها أنحاء مملكتنا. الوطن يعيش حقبة من الرخاء والاستقرار الذي ينعم به المواطن والمقيم، وذلك كنتاج طبيعي للنماء والتطور الذي تم خلال الفترة الوجيزة الماضية، على الرغم من قصر المدة ، لكن حجم المنجزات كان مهولاً، وتظل هذه الإنجازات العملاقة حقائق على الأرض وجزءاً من الواقع الملموس ، وتحمل بصمة خادم الحرمين الشريفين، الذي استهل عهده الزاهر الميمون بمشروعه الإصلاحي الشامل، ورؤيته العميقة لنقل المملكة والوصول بها إلى مصاف الدول المتقدمة. لقد انطلق العهد المبارك لخادم الحرمين الشريفين من دراية كافية بواقع الناس، ومعرفة تامة باحتياجاتهم ، ومن ثم جاء المشروع الإصلاحي شاملاً ، حتى لا تكون الاستجابة لتلك المتطلّبات آنية أو وقتياً، بل أراد لها قائد الأمة أن تكون استجابة مستدامة ، لذا اشتمل برنامج الشامل على حلول متكاملة للارتقاء بالمملكة في مختلف القطاعات ، والملك حفظه الله يدرك بفكره الثاقب أنّ الرهان الحقيقي لكي يؤتي ذلك البرنامج أكله هو الإنسان المؤهل، وليس غريباً إذن أن يستهل مسيرته الإصلاحية الظافرة بتطوير التعليم من خلال برنامج وطني متميز وفريد ، ويعزز ذلك بتوسيع قاعدة العلم أفقياً ورأسياً ، وتتويج هذا العمل ببرنامج خادم الحرمين للابتعاث الخارجي ، حيث تهدف رؤية الملك إلى تأهيل أبناء الوطن في أشهر الجامعات العالمية العملاقة ، ليعودوا وفي معيّتهم تخصصات مهمة، تسهم في البناء الحقيقي ، ويحملون الخبرات المتقدمة التي تدفع بعملية التنمية بقوة إلى الأمام. وقد تجسّد ذلك الحب ، والحرص على راحة المواطن من خلال اهتمامه بالفئات الأكثر احتياجاً في المجتمع، ويتجلى ذلك الشعور، من خلال توجيهه ببناء آلاف الوحدات السكنية للأسر المحتاجة في كثير من مناطق المملكة ، بالإضافة إلى مواقفه الإنسانية النبيلة التي تجاوزت حدود المملكة الجغرافية ، وأطلت على العالمية وبموجبها استحقت أرض الحرمين شرف اللقب الرفيع «مملكة الإنسانية» نظير مواقفها الداعمة للأشقاء والأصدقاء في مختلف دول العالم بتوجيه من خادم الحرمين الشريفين حفظه الله -. نحمد الله على ما نحن فيه من نعم جليلة ، وهذا يجعلنا نفرح ونحتفل ونبتهج ليس بالمنجزات وحدها، بل أيضاً بالأمن والاستقرار والرخاء والوفرة، وأن رزقنا الله قيادة حكيمة رشيدة تستمد سلطانها من الشريعة الإسلامية، نسأل الله أن يحفظ لنا خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي العهد الأمين، وأن يحفظ بلادنا من كل سوء ومكروه ويديم على ربوع بلادنا نعمة الأمن والاستقرار إنه سميع قريب مجيب.