أكد المدير الإقليمي لبرنامج المياه بمركز البيئة والتنمية للمنطقة العربية وأوروبا الدكتور خالد أبو زيد أن مياه الصرف الصحي المعالجة ستكون هي المورد المائي المتجدد وخاصة لأغراض الزراعة في المستقبل القريب في الدول العربية، إذ بينت إحدى الدراسات أن مياه الصرف الصحي المعالجة في الدول العربية يمكن أن تكفي لإنتاج قمح يؤمن الاكتفاء الذاتي ل 180 مليون عربي. جاء ذلك خلال منتدى البيئة الخليجي أمس في جلسة عمل التاسعة بعنوان «إستراتيجيات متطورة للمياه وإعادة الاستخدام في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا» برئاسة وزير البيئة والتنمية العمرانية في جمهورية السودان الدكتور حسن عبدالقادر هلال بحضور خبراء وباحثين ومهتمين من مختلف دول العالم. وبين هلال أن المنتدى حافل بالموضوعات المهمة ذات العلاقة بالإنسان والبيئة والتنمية المستدامة والتجارة والبيئة والصحة ومشاكل الاحتباس الحراري، بالإضافة إلى الموضوعات الخاصة بالتصحر والتنوع البيولوجي والوضع البيئي العربي, داعيا إلى وضع رؤية مشتركة حول الإدارة المتكاملة للموارد المائية وخاصة الموارد المائية العربية المشتركة وتقديم المشورة الفنية بشأن النظم والتشريعات الخاصة باستخدام المياه واقتراح وصياغة السياسات الخاصة بحماية الموارد المائية. وشدد الوزير السوداني على أهمية تسخير جميع القدرات العربية لتحقيق أفضل الممارسات البيئية الواعية والمسؤولة لتحقيق التنمية المستدامة الشاملة مع ضمان فرص التمويل، مشدداً على أهمية الاستفادة من الجهد العالمي الكبير الذي بدأ في قمة الأرض بريودي جانيرو - البرازيل وكيوتو - اليابان - ثم ديربان في جنوب إفريقيا لتلافي ازدياد حرارة الأرض التي بلغت أقصى درجات حرارتها في العام 1998م وشهدت ذوبان جبال الجليد. فيما تحدث رئيس شركة «أسمى الحلول البيئية السعودية» الدكتور فاضل بسيوني عن تقييم جودة مياه الشرب في خزانات المياه في المباني، مشيراً إلى أن سلامة المياه موضوع يمس جميع أفراد المجتمع وليس بحالة فردية. وحمل الجميع مسؤولية المحافظة على سلامة هذه المياه بدءاً من محطات التحلية أو الآبار الجوفية أو خطوط النقل إلى خزانات المباني السكنية إلى حنفية المستهلك، وقال: «انطلاقاً من هذه الأهمية التي تحظى بها مياه الشرب للبشر من سكان المدن والأرياف فقد أولى هذا المنتدى أهمية كبرى لمياه الشرب ولكي تصل آمنة ونظيفة إلى كافة أفراد المجتمع بدن استثناء وبكميات وافرة». عقب ذلك تحدث عضو اللجنة الاستشارية للمؤسسة الألمانية لتحلية مياه البحر روبرت فلايشسيج عن استراتيجيات تحلية المياه وتقنيات مياه الشرب في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وتحدث كل من المدير التنفيذي لمؤسسة ديستريك الألمانية الدكتور تيمو جروب عن الاستفادة من الابتكارات في مجالات التقنية الشمسية والمتجددة لإنتاج المياه في منطقة الخليج، مشيراً إلى أن قطاع الطاقة في الخليج يحتاج إلى 50 مليار دولار من الاستثمارات ومن بينها استخدام الطاقة وبالتالي الاستفادة من الابتكارات التقنية في الطاقة المائية. واختتمت الجلسة بورقة عمل قدمها الرئيس التنفيذي لشركة سويدو كيكو الشرق الأوسط نزار كاموري عن الاعتبارات الخاصة بالاستدامة والمتعلقة بمعالجة وإنتاج المياه في المملكة «دراسة حالة تجفيف بحيرة النظيم في الرياض» قبل الموعد المحدد ب(5) أشهر ومعالجة ما نسبته (100%) من الحمأة الموجودة في قاع البحيرة، مشيراً إلى أن نجاح شركة المياه الوطنية في تحقيق رقم قياسي جديد والخاص بتجفيف بحيرة الصرف الصحي شرق النظيم بمدينة الرياض في شهرين فقط وقبل الموعد المحدد بخمسة أشهر، وتبلغ مساحتها خمسة ملايين متر مربع بتكلفة مالية بلغت 25 مليون ريال يعد إنجازاً حيث تم معالجة قاع البحيرة من الحمأة والرواسب البيئية وبنسبة إنجاز 85 %. بعد ذلك كرمت نائبة الرئيس التنفيذي لمنتدى البيئة الخليجي الثالث الدكتورة ماجدة أبو رأس الوزير السوداني والمتحدثين.