منذ سنوات.. سنوات بعيدة، عاش قرب ضفة النهر صياد سمك، وكل يوم؛ كان يصطاد السمك من النهر، ويذهب ليبيعه في السوق. وذات يوم؛ هطلت الأمطار؛ برغم أن الشمس كانت مشرقة وعندما توقف هطول المطر؛ شاهد الصياد ألواناً تضيء السماء.. إنها ألوان قوس قزح.. لكنه لم يرَ طوال حياته مثل هذه الألوان الجميلة، وقرر أن يذهب ليشاهد عن قرب جزءاً من هذه الألوان المخططة، فمشى ومشى، لكنه لم يستطع الوصول إلى تلك الألوان، وفجأة؛ وجد أمامه سلالم ترتفع إلى السماء؛ فصعدها، وعندما وصل أعلاها؛ اكتشف أنه أصبح في بلاد أخرى. لم يجرؤ الصياد على النظر إلى أسفل؛ فالمسافة كانت بعيدة جداً، تلفت حوله. كان كل شيء يبدو جميل الألوان، ثم رأى رجلاً قادماً نحوه؛ وهو يرحب به قائلاً: (تفضل؛ أهلاً بك. هذه بلاد قوس قزح، وأنا أسمي قزح، تفضل معي لتناول العشاء). وعندما وصل الصياد إلى منزل السيد قزح؛ شاهد وليمة فاخرة قد أعدت له, ورأى أنواعاً متعددة من الطعام لم يشاهدها من قبل. وكان نوع منها يتكون من بذور ناصعة البياض. سأل الصياد: (ما هذا الشيء الأبيض؟). فرد السيد قزح: (إنه الأرز؛ ألا تعرفه، نحن نأكل منه كل يوم تفضل؛ تذوق طعمه). مد الصياد يده، وتناول لقمة منه مع السمك والخضراوات، وقال: (إنه لذيذ الطعم)، ثم تساءل: (من أين يأتي هذا الأرز؟). أجاب السيد قزح: (نحن نزرعه في حقول السماء الزرقاء). قال الصياد: (هل تعرفني طريقة زراعته؟). (بالطبع) رد السيد قزح. وبعد تلك الوجبة اللذيذة؛ قاده السيد قزح إلى زيارة الحقول؛ حيث شاهدا نباتات الأرز تتمايل مع الريح. قال الصياد معلقا: (ما أجملها). فرد السيد قزح: (نعم؛ إنها ليست للزينة فقط؛ إذ لو زرعت الأرز، فلن تعاني الجوع أبداً). ثم شرح السيد قزح للصياد؛ كيف يتم تحضير التربة لزراعة شتلات الأرز، وظل الصياد يعمل في حقوق السيد قزح فترة طويلة، وفي نهاية الأمر، وعندما شعر الصياد بالوحدة؛ قرر العودة ثانية إلى الأرض. فسأل السيد قزح: (كيف أعود مرة أخرى إلا الأرض). أجاب السيد قزح: (قبل عودتك؛ أريد أن أهديك هذه الأنواع الثلاثة من الأرز؛ لكي تأخذها معك إلى الأرض). وواصل السيد قزح حديثه: (النوع الأول؛ يجب عليك زراعته في بداية السنة، أما النوع الثاني؛ فيجب زراعته وقت الطقس الممطر، وأما النوع الثالث؛ فيجب أن تزرعه وقت الطقس الجاف). أحس الصياد بالحزن؛ وهو يغادر حقول السماء، ثم شكر السيد قزح على مساعدته، وقال له: (سوف نلتقي ثانية). رد السيد قزح: (رجاء تذكرني؛ عندما تشاهد قوس قزح في السماء، ولو أحسست بالتعب من وجودك على الأرض، وأحببت العودة ثانية إلى بلاد قوس قزح؛ فسوف أكون دائماً مسروراً برؤيتك). جلس الصياد على طرف أحد ألوان قوس قزح، وهوب.. هوب.. تزحلق على القوس الملون؛ فوصل - بسرعة هائلة - إلى الأرض. فرح والد الصياد كثيراً بعودة ابنه الذي أخبره بما جرى له، ثم رزعا معاً الأرز الذي أعطاه إياه السيد قزح، وبعد مدة قصيرة؛ حصلا على أرز كثير. وأخذا يوزعان الأرز على كل من يريده. **** رسوم 1. آية خليل بديري 10 سنوات 2. رحمة هيثم البسط 9 سنوات 3. منار راضي الخطيب 9 سنوات 4. علياء مروان قنس 9 سنوات 5. آلاء عبدالعليم أبورحمة 9 سنوات 6. فلسطين محمد سليم 9 سنوات 7. يارا موفق رفيق 9 سنوات