الجزيرة: سعيد الزهراني - فيصل العواضي - أحلام الزعيم - عبدالرحمن العضيبي: تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله - افتتح معالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبد العزيز بن محيي الدين خوجة مساء أمس معرض الرياض الدولي للكتاب في دورته الحالية 1433/ 2012م، بحضور صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن سلطان بن عبد العزيز نائب وزير الثقافة والإعلام للشؤون الإعلامية، ومعالي نائب وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبد الله بن صالح الجاسر، ووكلاء الوزارة وذلك بمركز المعارض الدولية بالرياض. وقد أقيم حفل خطابي بهذه المناسبة بدئ بتلاوة آيات من القرآن الكريم، ثم ألقى وكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية المشرف العام على المعرض الدكتور ناصر بن صالح الحجيلان كلمة بين فيها أن وكالة الوزارة للشؤون الثقافية قامت بالإعداد لهذا المعرض وما يصاحبه من فعاليات وبرامج ثقافية بمشاركة عدد من اللجان الثقافية والإدارية والفنية من أصحاب الفكر والرأي والمعرفة، وتطلع الدكتور الحجيلان الى أن يقدم المعرض تجربة ثقافية إيجابية من خلال زيارته والتفاعل مع برامجه والاستفادة من التنوع المعرفي الذي يحويه، مفيداً بأن اللجنة الثقافية اختارت للمعرض عنوانا هذا العام هو «الحياة.. قراءة» من منطلق أن القراءة توصلنا إلى المعرفة، وتفتح لنا الأفق لمعرفة ما لم نعرفه، ورؤية ما لم نره، وهذا ما يعطي المرء فرصة أفضل لقراءة أكثر توازناً في فهم القضايا، وإدراك الأحداث، ومن ثم الوصول إلى قرار دقيق وحكم عاجل على الأمور. بعد ذلك ألقت مدير عام المعهد السويدي أنيكا ريمبي كلمة ضيف شرف المعرض - مملكة السويد - أعربت خلالها عن شكرها للمملكة العربية السعودية قيادة وشعباً على كرم الضيافة، واستضافتها للسويد كضيف شرف لمعرض الرياض الدولي للكتاب هذا العام. وعبرت عن سعادتها بالاطلاع على الثقافة السعودية من خلال هذا المعرض الدولي الذي نشارك فيه بصفة ضيف شرف، مشيرة إلى أن الترجمة وتبادل الأدب يعزز التواصل بين الشعوب في العالم أجمع وبين الشعب السعودي والسويدي بشكل خاص. وأوضحت أن الأدب مفتاح الابتكار، مبينة أن الحكومة السويدية خصصت أكبر جائزة لأدب الطفل متجاوزة الدور الاجتماعي والترفيهي. وأكدت ريمبي أن انتشار المكتبات في السويد أسهم في نشر البحوث والابتكار على مستوى البلاد، لافتة النظر إلى أن القراءة تعد أكبر محفز لظهور المبدعين في مختلف مجالات الحياة. عقب ذلك ألقى وزير الثقافة والإعلام الدكتور محيي الدين خوجة كلمة رحب فيها بالحضور وقال «أرحب بكم أجمل ترحيب في معرض الرياض الدولي للكتاب، في موسمه الجديد لعام 1433ه/ 2012م، وأرجو لكم سياحة ثقافية ممتعة، وأنتم تجددون عهدكم بالكتاب.. وأتشرف بأن أرفع أسمى آيات الشكر إلى مقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - حفظه الله - على الرعاية الملكية الكريمة للثقافة والمثقفين، وعلى رعايته لمعرض الرياض الدولي للكتاب امتداداً لاهتمامه - حفظه الله - بالثقافة العلوم والأدب، كما يشرفني أن انقل إليكم جميعاً تحياته وتمنياته لكم بالتوفيق والسداد». وأضاف معاليه «كما أتشرف بأن أنقل إليكم تحيات صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز - حفظه الله - ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية وتمنياته لكم بالتوفيق والنجاح». واضاف الوزير خوجة يقول «ها نحن هؤلاء نجدد عهدنا بالكتاب ونعلن فرحنا بهذا المعرض الذي ننتظره سنة بعد سنة نعد الأشهر والأيام انتظاراً لموعده، وحين يحل موسمه إذا بنا مستبشرون بلقاء الكتب وصحبتها وإذا بنا نبدي شغفنا وحبورنا بالكتاب فلا أجمل ولا أعظم من صحبة الكتب، ومهما يقال عن ضمور العناية بالكتاب والمعرفة فإن معارض الكتب تكشف زيف هذا القول فالكتاب لا يزال له سطوته على العقول والكتاب لا يزال يعبر عن فصوص الحكم ومجلى المعرفة التي اختمرت في ذاكرة التاريخ وطباقته حتى انبرت على أقلام المؤلفين والأدباء والكتاب فتية جديدة تبعث في الحياة القوى والنماء والنشاط»، وطالب معالي الوزير بتعليم أبنائنا وبناتنا أننا من أمة أحبت الكتاب وتفننت في حبه وليعرفوا ذلك الحب ظهر في أشكال مختلفة في القراءة والتأليف وإنشاء المكتبات ووقفها وإهداء الكتب وتذهيبها والتفنن في رسمه وخطها وتجليدها. وجدد وزير الثقافة والإعلام ترحيبه باسم الثقافة والمثقفين السعوديين في المملكة العربية السعودية وباسمه شخصيا بضيف شرف معرض الرياض الدولي للكتاب لهذا الموسم، مملكة السويد داعياً رواد المعرض إلى زيارة جناح السويد والتعرف على ألون الثقافة الإسكندنافية ذات الخصوصية الحضارية التي تنتمي لها السويد، وتمنى خوجة من المثقفين السعوديين والمترجمين خاصة فتح نافذة جديدة على الأدب السويدي فهو أدب إنساني عظيم ومهم أن يعرف القارئ العربي مدارسه وأساليبه وأعلامه، فالسويد تشرئب إليها أعناق العلماء والأدباء والساسة والدول، يخمنون من سيفوز بجائزة نوبل العالمية وهي جائزة أهدتها السويد إلى العالم كله وتشتد الأمنيات وتتعهد الترشيحات خاصة في مجال الأدب وما ان يعلن عن هذه الجائزة العظيمة التي تنطلق من السويد حتى تنقل وكالات الأنباء خبر الفائز السعيد إلى كل أصقاع الأرض وبذلك أسهمت السويد بجائزة نوبل العالمية في صياغة معالم أدب عالمي تزهو به الدول والأفراد معا. وبيّن خوجة أن معرض الرياض الدولي للكتاب دأب في كل موسم من مواسمه على تكريم المبدعين والمتميزين في مختلف الحقول والمجالات الثقافية، حيث يكرم في هذا الموسم كوكبة مباركة من علماء المملكة العربية السعودية وقفوا أنفسهم على الكشف عن الآثار في بلادنا، وحيا معاليه العلماء في هذا السياق ومنهم الأستاذ الدكتور عبد الرحمن الطيب الأنصاري والاستاذ الدكتور عبد الله بن حسن مصري والاستاذ الدكتور سعد بن عبد العزيز الراشد والاستاذ الدكتور أحمد بن عمر الزيلعي والاستاذ الدكتور علي بن إبراهيم الغبان والاستاذ الدكتور عبد الله بن محمد نصيف والاستاذ الدكتور سعيد بن فايز السعيد والاستاذ الدكتور عبد العزيز بن سعود الغزي.. قائلاً « إننا فخورون بكم وبإنجازاتكم العلمية المشرفة وإن تكريمكم اليوم هو تذكير للأجيال الجديدة بقيمة تراثنا القديم وحضارتنا القديمة التي نزهو بها جميعا»، وفيما يتعلق بتكريم الكتب الفائزة بجائزة وزارة الثقافية والإعلام في دورتها الأولى التي تستهل في معرض الكتاب 2012م.. قال معالي الوزير «في هذا الموسم ستكرم وزارة الثقافة عددا من الكتب الفائزة بجوائز خصصتها وزارة الثقافة والإعلام تشجيعا لحركة التأليف والإبداع في المملكة.. وأرجو أن تكون حافزا على تقدير الإبداع وأهله وأن تعتبر إضافة إلى تراثنا الثقافي الحديث» وشكر وزير الثقافة والإعلام الجهات والقطاعات الحكومية والأهلية التي تساند هذا معرض الكتاب وعلى رأسها وزارة الداخلية بجميع قطاعاتها وإمارة منطقة الرياض والهلال الأحمر السعودي، كما شكر كل من أسهم في الجهد الإشرافي والتنفيذي على إدارة هذا المعرض وعلى رأسهم معالي الدكتور عبد الله الجاسر نائب وزير الثقافة والإعلام وسعادة الدكتور ناصر الحجيلان وكيل الوزارة للشؤون الثقافية وزملائه. اثر ذلك دشن معالي وزير الثقافة والإعلام بوابة المكتبات السعودية والمعرض الافتراضي ثم قدم فيلم عن المكرمين والأعمال الفائزة في دورة الكتاب هذا العام. بعد ذلك كرم معالي الوزير عدداً من علماء الآثار الذين لهم جهود بارزة في هذا المجال ثم كرم المؤلفين الذين فازت كتبهم هذا العام في مختلف فروع المعرفة بالدروع التذكارية والشهادة التقديرية. كما كرم الدكتور خوجة معالي نائب وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبد الله الجاسر نظير جهوده في وكالة الوزارة للشؤون الثقافية. عقب ذلك قص معالي وزير الثقافة والإعلام شريط افتتاح المعرض وتجول معاليه على أجنحة المعارض المشاركة وشاهد ما يحتويه من محتويات من كتب ودور نشر وجهات مشاركة. حضر الحفل وكلاء وزارة الثقافة والإعلام وعدد من المسؤولين وجمع كبير من المثقفين والمهتمين بالشأن الثقافي والمعرفي. عقب ذلك أدلى معالي وزير الثقافة والإعلام بتصريح صحفي قال فيه «إنني لا أعلم بسحب أي كتب من أي دار نشر وقد يكون ذلك مجرد إجراء روتيني، إننا لا نسحب أي كتاب إلا أن يكون قد تعرض للعقيدة الإسلامية أو الذات الإلهية أو الرسول الكريم أو مس مباشر بالقيادة لدينا». ومضى وزير الثقافة «أنا شخصياً لن أسمح بأي كتاب يمس الذات الإلهية أو العقيدة أو الرسول - صلى الله عليه وسلم -.. هذه تظاهرة بحد ذاتها وهناك إقبال شديد من الجمهور على الكتاب يدل على وعي في الحقيقة وأي نوع من أنواع المعرفة هي إضافة إلى القارئ وهذا ما يحتاج إليه كل مواطن». واستطرد معاليه يقول «الثقافة وفلسفة الثقافة نفسها تتحاور مع الثقافات الأخرى وهذه السنة لدينا ضيفة الشرف السويد ونعتقد السويد معروفة بتاريخها الثقافي الكبير وهي تستضيف جائزة نوبل للآداب والفنون والأطفال ومختلف أنواع الجوائز التي تشجع على الكتاب والتأليف والإبداع وهي فرصة من أجل أن تتواصل الثقافة السعودية مع الثقافات الموجودة في العالم هذه السنة كانت السويد والعام الماضي دولة أخرى والعام القادم سوف تكون دولة أخرى وهكذا نبني الجسور بين ثقافتنا وثقافات العالم وهذا هو الطريق الوحيد لمعرفة الشعوب ومعرفة بعضنا البعض على هذه الكرة الأرضية». وأضاف معاليه «إننا نشجع الجميع والأشخاص الذين يقومون بنشر والطباعة على حسابهم الشخصي وفاز في المسابقة نرحب بهم وليس لدينا أي تفريق بين الأشخاص، ولدينا جناح كبير وخاص بكتب الأطفال وكل ما يختص بهم وهذا في الواقع من واجبنا ونعتبر الطفل هو الغرس الحقيقي للمستقبل وأمل المستقبل وقناة أجيال ومعارض الأطفال سوف تسهم في ربط الطفل بقيمه وتقاليده ووطنه وحبه لهذا البلد الطاهر الذي يعيش فيه». وأكد معاليه بقوله « نحن علينا أن نبذل كل جهدنا ونحاول نشر هذه الثقافة في البيت والمدرسة وكل الأماكن وإذا دربنا على هذه الثقافة والقراءة والمعرفة بحد ذاتها تعطيه القوة والشخصية». وبيّن معاليه أن من الأشياء الجميلة هذا العام التي تدل على أننا نواكب هذا العصر هو الكتاب الإلكتروني مهم جداً والمعرض الافتراضي مهم جداً وهذا هو العصر الذي نعيش فيه.