"أرجو لكم سياحة ثقافية مميزة فلا أجمل من صحبة الكتب " بهذا الإيجاز لخص وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبد العزيز بن محي الدين خوجة رحلة عشاق الكلمة المنتظرة مع دورة هذا العام من معرض الرياض للكتاب، وهو يلقي كلمته في افتتاح المعرض أمس تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وبحضور نائب وزير الثقافة والإعلام للشؤون الإعلامية الأمير تركي بن سلطان بن عبدالعزيز ، ونائب وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالله بن صالح الجاسر، ووكلاء الوزارة، وذلك بمركز المعارض الدولية بالرياض. وقال خوجة نافيا وجود عزوف عن القراءة : ما نشاهده في معرض الرياض ومعارض أخرى يدحض هذا الرأي ويلغيه مضيفا: تجديد العهد بالكتاب والفرح بهذا المعرض الذي ننتظره سنة بعد سنة ونعد الأشهر والأيام انتظاراً لموعده، وحين يحل موسمه إذا بنا مستبشرون بلقاء الكتب و صحبتها، وإذا بنا نبدي شغفنا وحبورنا بالكتاب فلا أجمل ولا أعظم من صحبة الكتب. وأضاف خوجة " مهما يقال عن ضمور العناية بالكتاب والمعرفة فإن معارض الكتب تكشف زيف هذا القول، فالكتاب لا يزال له سطوته على العقول، ولا يزال يعبر عن فصوص الحكم و مجلى المعرفة التي اختمرت في ذاكرة التاريخ حتى انبرى على أقلام المؤلفين والأدباء والكتاب فتية جديدة تبعث في الحياة القوة والنماء والنشاط ". وأكد خوجة " أنه ما من أمة احتفت بالقراءة كما الأمتين العربية والإسلامية، وكأنما قدرها الجميل أن تكتب وتؤلف وتثري وتكشف عن قوم شغفوا بالكتب وأنزلوها منزلة عظيمة". ورحب خوجة بمملكة السويد كضيف شرف للمهرجان مشيدا بثقافة البلد الذي خرجت منه أول أمرأة تفوز بجائزة نوبل للأدب عام 1909 م، مطالبا المثقفين وزوار المعرض بأهمية التعرف على هذا البلد ذا الخصوصية الحضارية الذي رفد التراث الإنساني بالكثير. في حين ركز وكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية المشرف العام على المعرض الدكتور ناصر الحجيلان في كلمته على حتمية الاختلاف باعتباره مفتاحا للثراء، وقال في كلمته :"إن الاختلاف في الرأي أمر طبيعي ناتج على اختلاف البشر في الفهم والتصور وهو من حكمة الله سبحانه وتعالى، فلو شاء الله لجعل الناس أمة واحدة، لكن هذا الاختلاف هو مفتاح للثراء الفكري والمعرفي، ومكان رحب للتنوع الذي يبني الحضارات ويؤسس للتواصل الناجح والحوار الإيجابي بين الشعوب والمجتمعا "، مضيفاً أن القراءة الواعية والواسعة والحرة تساعدنا على فهم بعضنا من خلال معرفة المنطلقات التي نرى فيها الأشياء ومعرفة زوايا النظر التي ربما تكون غائبة عنا في لحظة من اللحظات، وإذا زادت معرفتنا فإننا سنقدر اختلافاتنا ونقف على أرض واحدة تسعنا جميعاً لكي نشارك كل فرد وفق طاقته وقدراته في خدمة الثقافة وبناء الحضارة الإنسانية. كما تطرق الحجيلان للبرامج الجديدة ومن ذلك تخصيص جائزة لعشرة كتب متميزة في مجالات مختلفة، وجوائز لأفضل تصاميم للكتب وأغلفتها، وفتح المجال للنشر الإلكتروني للكتب، وتدشين معرض الكتاب الافتراضي، وتوفير خدمة إلكترونية للزوار لمساعدة الباحثين في الوصول إلى دور النشر والعناوين المطلوبة. وتطلع الحجيلان إلى أن يقدم المعرض تجربة ثقافية إيجابية من خلال زيارته والتفاعل مع برامجه والاستفادة من التنوع المعرفي الذي يحويه، موضحا أن اللجنة الثقافية اختارت للمعرض عنوانا هذا العام هو "الحياة .. قراءة" من منطلق أن القراءة توصلنا إلى المعرفة، وتفتح الأفق لمعرفة م الم نعرفه، ورؤية ما لم نره، وهذا ما يعطي المرء فرصة أفضل لقراءة أكثر توازناً في فهم القضايا، وإدراك الأحداث، ومن ثم الوصول إلى قرار دقيق وحكم عاجل على الأمور. من جهتها عبرت مدير عام المعهد السويدي أنيكا ريمبي في كلمة ضيف شرف المعرض - مملكة السويد - عن شكرها للمملكة، واستضافتها السويد ضيف شرف لمعرض الرياض الدولي للكتاب. مشيرة إلى أن الترجمة وتبادل الأدب يعززان التواصل بين الشعوب في العالم أجمع وبين الشعب السعودي والسويدي بشكل خاص. وأوضحت أن الأدب مفتاح للابتكار، مبينة أن الحكومة السويدية خصصت أكبر جائزة لأدب الطفل متجاوزة الدور الاجتماعي والترفيهي. وأكدت ريمبي أن انتشار المكتبات في السويد أسهم في نشر البحوث والابتكار على مستوى البلاد، لافتة النظر إلى أن القراءة تعد أكبر محفز لظهور المبدعين في مختلف مجالات الحياة.