ضمن فعاليات مشاركة المملكة في معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته 43 أقام الجناح السعودي معرضا للفنون التشكيلية شارك فيه الفنانة نجلاء السليم والفنان فهد الربيق، وقد كان ضمن تلك المشاركة تقديم محاضرة للفنانة حول تجربة والدها رائد الفن السعودي وكيفية تأثرها بمدرسته الافاقية التي تعد من أبرز التجارب العربية، وقد تضمنت المحاضرة عددا من المحاور؛ منها تأثير البيئة المنزلية على تجربتها كون والدها أحد رواد الفن التشكيلي في السعودية، حيث اختصرت تلك العلاقة كثيرا من سبل البحث والمعرفة الفنية فكانت -كما تقول- تستقيها بلا وعي من والدها الذي درس الفنون الجميلة في فلورنسا عام 1973م وبعدها تفرغ للفن وخدمة الساحة الفنية ودعم الفنانين بإنشاء مؤسسة دار الفنون السعودية، وهي مؤسسة توفر متطلبات الفن للفنانين وكذلك صالة العرض العالمية وكان اول معرض فيها في ديسمبر1980م. ثم انتقلت للحديث عن تأثير أسلوب الوالد المدرسة الصحراوية.. حيث تشير الى تعايشها مع والدها فترة استكشاف أسلوبه الفني الآفاقية وشهدت مولدها وتأملت ذلك تدريجيا فاستوعبتها واقتنعت بها فكرا وأسلوبا. وهي باختصار حصر موضوع اللوحة بين خطوط أفقية تمثل الكثبان الصحراوية وتتدرج هذه الخطوط من أسفل إلى الأعلى بتدريجات لونية ترابية ليظهر لنا الموضوع في الأفق وهو التقاء السماء بالأرض. وتكمل الفنانة نجلاء السليم محاضرتها تأثير الدراسة والبحث.. بالقول إنها انتهزت فرصة التحاقها ببعثة دراسية الى الولاياتالمتحدةالأمريكية برفقة زوجها لدراسة وصقل الموهبة بالبحث والتجربة والخروج تلقائيا إلى العالم الآخر والفنون المختلة الأخرى فحصلت على بكالوريوس فنون جميلة من جامعة ايسترن ميتشيجن يونيفورسيتي. تعرفت خلالها على تاريخ الفن في العالم ومارست العديد من الأساليب وزارت أهم المكتبات العالمية فتعلمت لغات فنية أخرى بعد أن انفردت بشخصيتها، ولكن مازالت فرشاتها كما تقول تعمل كفرشة والدها، رحمة الله عليه. وتحمل نفس التدريجات اللونية الصحراوية الدافئة. وتختم الفنانة نجلاء معلقة على تأثيرها بالآفاقية وامتداد أسلوبها الخاص بها.. بالقول إنها ومن خلال الممارسات والتجارب العديدة التي كانت تأمل منها الوصول إلى شخصيتها والبحث عن أسلوب يكون امتدادا للآفاقية وليس تقليدا أو نقلا لها، فالحياة المدنية التي غزت تلك الصحراء وتلك المباني الزجاجية الناطحة للسحاب أخفت عنا كثبانها الرملية وتدريجاتها الرملية الدافئة عن أبصارنا فلم نعد نرى الأفق كما كنا في السابق، فلابد أن يكون لهذه الحضارة أكبر الأثر علي وعلى ذلك الأسلوب « الآفاقية « والتي لابد أن تبرز هذه الاختلافات. فتحولت خطوطي رأسية وهي رأسية المباني في أفق المدينة، واختصرت عدد الخطوط ومساحتها زادت. أما بالنسبة للألوان فهي مازالت صحراوية وستبقى ببقاء صحرائنا كهوية للفن السعودي المتأثر بالبيئة الصحراوية. نشير الى ان هناك تفاصيل كاملة عن هذه المحاضرة وعن مدرسة السليم الافاقية التشكيلية في صفحات الفن التشكيلية بعدد المجلة الثقافية القادم.