فشلت الدعوة للإضراب والعصيان المدني في مصر أمس في تحقيق أهدافها في ظل عدم تجاوب العاملين والمواطنين معها بعد تحذيرات الحكومة وعدد من القوى السياسية من المخاطر الكبيرة التي ستلحق بالاقتصاد المصري. فقد شهدت أمس جميع المطارات المصرية انتظاماً في حركة العمل بها وتوجه العاملون بمختلف القطاعات إلى أعمالهم دون حالات غياب، واستمرت حالة الاستنفار الأمني في طريق ومنافذ مطار القاهرة الدولي من أجل منع أي محاولات لنشر الفوضى أو النيل من سلامة وأمن منشآت المطار. فيما أكدت هيئة قناة السويس انتظام حركة العمل بالهيئة، مشيرة إلى انتظام حركة قوافل السفن وعبورها في مواعيدها سواء من الجنوب من منطقة بور توفيق أو من الشمال من منطقة بورسعيد، وواصلت قوات لجيش الثالث الميداني تأمين المجري الملاحي لقناة السويس. وأكد وزير النقل المصري انتظام العمل بهيئة السكك الحديدية وانتظام حركة قطارات الوجهين البحري والقبلي، مشيراً إلى انتظام العمل أيضاً بمرفق مترو الأنفاق وهيئة النقل العام بالقاهرة الكبرى بعد رفض العاملين دعوات العصيان المدني.من جانبهم أرجع الداعون للإضراب والعصيان المدني السبب في قلة الاستجابة لدعوتهم إلى أن أمس السبت كان يوم إجازة رسمية في معظم المؤسسات الحكومية بعدد من المحافظات على رأسها القاهرة، وقالت حركة 6 أبريل إن دعوة 11 فبراير هي دعوة للإضراب العام وليست عصياناً مدنياً، معتبرة أن هذا الإضراب يأتي للتأكيد على مطلب التعجيل بالانتخابات الرئاسية وتنفيذ مطالب العدالة الاجتماعية، وقال الناشط السياسي علاء عبد الفتاح إنه تم الاتفاق بين القوى الثورية على استمرار حالة الإضراب العام لمدة 3 أيام، موضحاً أنه من المحتمل الاستمرار في العصيان المدني لفترة أكثر من المعلن عنها، وسيتم اتخاذ قرار بشأن ذلك بناءً على النتائج التي سيسفر عنها الإضراب في الأيام الأولى له. ويراهن الداعون للعصيان المدني على استجابة واسعة لطلاب الجامعات المصرية مع أول يوم للدراسة بالفصل الدراسي الثاني اليوم، حيث اتفق رؤساء اتحادات جامعات العاصمة الثلاثة «القاهرة وعين شمس وحلوان» على المشاركة في العصيان المدني بالإضراب الشامل داخل جامعاتهم ولمدة ثلاث أيام متتالية، مؤكدين أن هذا الإضراب سوف يتم تصعيده يوم الاثنين بشكل سيكون مفاجأة للمجلس العسكري. من ناحية أخرى عاد الهدوء إلى ميدان التحرير وأمام وزارة الدفاع أمس عقب انتهاء فعليات مظاهرات جمعة الرحيل والمسيرات التي نظمتها قوى سياسية لمقر وزارة الدفاع لمطالبة المجلس العسكري بتسليم السلطة.