تباينت ردود الأفعال في مصر، في أول أيام العصيان المدني الذي دعت إليه حركات ثورية وسياسية خلال الأيام الماضية، في الذكرى الأولى لتنحي الرئيس السابق حسني مبارك. وبينما يستأنف مجلس الشعب جلساته اليوم بجدول أعمال ساخن، لمناقشة 15 استجوابا مقدمة من عدد من الأعضاء للوزراء المعنيين، حول عدد من الموضوعات، منها تعرض هيئة قناة السويس لمخالفات جسيمة وتجريد القناة من كل عوامل الاستثمار على ضفافها ما أثر على مدن القناة الثلاث، كذلك الاستجواب المقدم حول قيام وزارة المالية بتبديد أموال التأمينات الاجتماعية بصرفها في غير المجالات المخصصة لها، إضافة لملف الخلل الأمني، وفشلت دعوات العصيان المدني والإضراب في جميع المطارات المصرية أمس السبت، حيث توجه جميع العاملين بمختلف القطاعات إلى أعمالهم دون حالات غياب وسط حرص من مختلف النقابات على استمرار العمل بدون تعطيل . كما انتظم العمل بقناة السويس ووسائل النقل العامة، خاصة القطارات والمترو، وإن لوحظت حالة من الهدوء التام في الشارع المصري، عدا مسيرات ومظاهرات متفرقة تندد بالمجلس العسكري، وتدعو للتعجيل بتسليم السلطة. وأرجع مراقبون حالة الهدوء العام تلك، إلى أن يوم السبت هو اجازة رسمية بمختلف المصالح الحكومية، معتبرين ذلك ليس مقياساً، فيما بدا بعض المحلات في القاهرةوالإسكندرية، مغلقة ربما تضامنا مع الإضراب، وهو ما لم يتم التأكد منه. اجتماع أزمة وترأس رئيس الوزراء الدكتور كمال الجنزوري، بالمقر المؤقت بمدينة نصر صباح أمس أول اجتماع مع لجنة إدارة الأزمة بحضور 10 وزراء؛ لمتابعة تطورات الأحداث أمس السبت في ظل دعوات للعصيان المدني العام، دعت اليه حركات وقوى سياسية ونقابية . كما عقد الجنزوري اجتماعاً عاجلا، حول الجمعيات الأهلية الممولة من الخارج بالمخالفة للقانون. هدوء بالتحرير ميدانياً، شهدت الساعات الأولى من صباح أمس السبت، سيولة مرروية كبيرة بميدان التحرير الذى يخلو تماما من المتظاهرين إلا من بعض المعتصمين داخل الحديقة الوسطى للميدان «الصينية». كما انتظم العمل داخل مجمع التحرير، حيث حضر الموظفون الى مكاتبهم فى المواعيد المقررة، متجاهلين دعوات العصيان المدنى، الذي دعت إليه بعض القوى السياسية، وأكد أحد أفراد الأمن أن حركة المجمع أقل، حيث يعتبر يوم السبت عطلة رسمية لبعض الإدارات بالمجمع. إضراب جامعي وعلى صعيد الإضراب الجامعي، أعلن اتحاد طلاب جامعة الاسكندرية بدء العصيان المدني العام، فيما بدأ طلاب جامعة القاهرة كبرى الجامعات المصرية، إضرابهم عن الدراسة صباح السبت، وظهرت الجامعة خاوية من الطلاب، فيما حضر عشرات الطلاب لتنظيم الفعاليات، التي تبدأ باعتصام أمام «قبة الجامعة» منذ الساعة العاشرة صباحاً. من جانبهم رفض بعض الأساتذة والمعيدين الإضراب مهددين الطلاب المنضمين للعصيان والممتنعين عن حضور المحاضرات. في المقابل، قام المشاركون في العصيان بعمل «جرافيتي» على جدران الجامعة شملت شعارات مناهضة لحكم المجلس العسكري وداعية للإضراب عن الدراسة ك «يسقط حكم العسكر»، «إضراب عام 11 فبراير». وفي سياق موازٍ، يستعد اتحاد الطلاب بالجامعة والممثلين في الهيئة العليا للإضراب الجامعات، لتنظيم فعاليات متعددة تبدأ من اليوم الأحد، تشمل تظاهرات داخل الكليات والخروج في مسيرات إلى قبة الجامعة، ويلتقي جميع المسيرات أمام القبة لإقامة صلاة الغائب على أرواح شهداء بورسعيد، والخروج في مسيرة من الجامعة تجوب الشوارع للمطالبة بإسقاط حكم العسكر. هدوء بالإسكندرية أما في مدينة الإسكندرية الساحلية العاصمة الثانية للبلاد فتحدى المواطنون دعاوى العصيان المدني أو الإضراب العام، فيما خلت الشوارع من الزحام المعتاد، وقال محافظ الإسكندرية اسامة الفولي: إن العمل يسير بصورة طبيعية في مختلف احياء المحافظة، والمناطق الصناعية ببرج العرب. كما انتظمت حركة النقل والمواصلات داخل المدينة دون معوقات، كذلك في الميناء ومحيطه.