القاهرة - مكتب الجزيرة - علي فراج - نهى سلطان: مرة أخرى عاد المصريون أمس الأربعاء إلى»ميدان التحرير» فرادى وجماعات من كل حدب وصوب ليشاركوا الذكرى الأولى لثورة 25 يناير التى أطاحت بالنظام السابق ورئيسه حسني مبارك وسط انقسام حاد بين القوى الإسلامية والائتلافات الثورية. وشهد الميدان وميادين أخرى ببقية المحافظات أمس مليونية حاشدة شارك فيها ملايين من كافة القوى السياسية والشبابية والثورية، والمثقفين والفنانين والمواطنين العاديين الذين حرصوا على اصطحاب أطفالهم للميدان «رمز الثورة» ،لكن الميدان الذى تجمع المصريون فيه ،فشل أن يؤلف بينهم فمنهم من حضر للاحتفال ويرى أن الثورة قد «آتت أكلها» ويدعو للاحتفال ويؤيد الإصلاح وفق للجدول الزمني الذي وضعه المجلس العسكري الحاكم وهذا الفريق يضم الفائزين بالأغلبية في الانتخابات البرلمانية وهم الإخوان المسلمين والسلفيين وبعض الأحزاب الأخرى التي تشارك مع الإسلاميين في التحالفات الانتخابية، فيما يرى آخرون أنه لا وقت للاحتفال فالثورة لا تزال مستمرة وأن النظام لايزال قائمًا والمحاكمات لم تشفِ غليل أسر الشهداء وهو فريق يضم القوى الثورية والشبابية والأحزاب اليسارية والليبرالية، وقد أقامت العديد من القوى السياسية منصات خاصة بها وصل عددها أكثر من عشرة منصات رئيسية. وبدا واضحا سيطرة التيارات الإسلامية على كافة أرجاء الميدان باحتشاد آلاف من الإخوان والسلفيين أمام المنصة الخاصة بالإخوان والقريبة من مسجد عمر مكرم، وهناك المنصات الخاصة بالمستقلين أمام مجمع التحرير الدعوة إلى ضرورة استكمال الثورة، ودعت أهالي الشهداء للتحدث من أعلى المنصة عن شهداء الثورة. وشكلت القوى الثورية المتواجدة بالميدان لجانًا شعبية على كافة مداخل ومخارج الميدان الذي تم إغلاقه منذ الساعات الأولى من صباح أمس، حيث يقومون بالاطلاع على هوية المتوافدين على الميدان وتفتيشهم ذاتيًا. فيما أعلن المتظاهرون بالتحرير أنهم سينظمون مليونية تتجه إلى المركز الطبي العالمي بطريق الإسماعيلية الصحراوي، للقصاص من الرئيس السابق مبارك الذي أمر بقتل المتظاهرين بالرصاص الحي، وكشف المتظاهرون من علي المنصة الرئيسية عن الطرف الثالث «اللهو الخفي» الذي يتهمه المجلس العسكري بقتل الثوار في أحداث مجلس الوزراء وشارع محمد محمود، وقالوا: إن الطرف الثالث يضم 3 تيارات وهم الفلول وعلى رأسهم سوزان مبارك، والمجلس العسكري، وضموا إليهم النائب العام واتهموه بعدم إحالةالمتورطين في هذه الأحداث للمحاكمة الجنائية. وطالب المتظاهرون بتطهير الإعلام المصري من فلول النظام، واتهموه بتشويه صورتهم، وأنه أدعى أن الثوار سيخربون ويحرقون المنشآت العامة في ذكرى الثورة، في حين أن المشهد الآن في الميدان يدلل علي كذب ادعائهم. وطالب عدد من أسر الشهداء والمصابين المتواجدين بميدان التحرير بالقصاص لذويهم وإعدام مبارك ورموز نظامه، مرددين من فوق منصة الإخوان المسلمين ووسط دموعهم «حسبنا الله ونعم الوكيل»، «يسقط يسقط حكم العسكر»، فردد المتظاهرون «سامع أم شهيد بتنادي عاوز قصاص وحق ولادي».