بالأمس وبالتحديد مساء الثلاثاء 16 صفر 1433ه الموافق 10-1-2012م وفي قاعة الاحتفالات الكبرى في فندق الإنتركونتننتال بالرياض تجمع مئات الأشخاص وقد اختلفت مشاربهم واختلفت مناصبهم فمنهم الأمير ومنهم الوزير ومنهم العضو في مجلس الشورى ومنهم المهندس والدكتور ومنهم الموظف المرموق والناجح في عمله ومنهم التاجر ومنهم من عمل مع الأستاذ عبدالعزيز المنقور في الملحقية الثقافية بأمريكا. تجمعوا على موعد سبق الترتيب له منذ مدة ليست بالقصيرة من قبل أكثر من خمسين وفياً مبتعثاً للدراسة في أمريكا إبان تواجد الأستاذ عبدالعزيز المنقور هناك، وقد تم ترتيب هذا الحفل بإتقان شديد، اشتمل على فقرات مهمة ومرتبة ورغبات الحاضرين والمدعوين، وقد تفادى منظمو الحفل كل تقصير يمكن لأي ناقد أن يتحدث عنه أو أن يبدي أي ملاحظة عليه. تجمعوا بعيون تذرف دموع الفرح وقلوب مليئة بالابتهاج والترحيب والتقدير والاحترام للتعبير عن شكرهم وتقديرهم وتكريماً منهم لهذا الأستاذ الأسطورة الذي ضرب أروع الأمثلة خدمة لدينه وبلده وطلبته؛ حيث كان تواجده في ساحة الحدث وكان المحتاج لمساعدته يمتلك مصباح علاء الدين. لقد تعودنا في مثل هذه المناسبات أن يعتبرها بعض المدعوين فرض كفاية، ولكننا شاهدنا كل شخص مدعو اعتبر هذه الدعوة فرض عين وحضر لرد جزء مما قدمه لهم هذا الأستاذ الجليل في وقت لا وجود فيه للإنترنت ولا الجوالات، وحتى التلفونات العادية كانت تعترضها بعض الصعوبات. لم يكتف المدعوون بالحضور بمفردهم ولكنهم مشكورين أحضروا أبناءهم معهم ليشهدوا كيف يكون تكريم الطالب للمدرس. نعم، لقد كان الأستاذ عبدالعزيز المنقور أستاذاً بمعنى الكلمة لقد كان أستاذاً كما يجب على كل مدرس أن يكون، بل لقد تربع على عرش لم يصل إليه إلا القلائل من الرجال العظماء من أمثاله. لقد تحدث الكثير من الكتاب والزملاء في الصحف والمقابلات التلفزيونية عن تصرفاتهم واختصاره للروتين وقراراته السريعة الصائبة والتي كانت تصب دائماً في مصلحة الطالب. لقد ضحى براحته واستمتاعه بوقته حتى إجازته الأسبوعية كان يخصص جزءاً كبيراً منها لتفقد بعض الطلبة هنا وهناك، نعم، لقد كان يتقاضى راتباً مثل غيره من المدرسين والعاملين بالدولة، ولكنه لم يكن يفكر بالمال ولا بالشهرة ولا بالأجرة، فلقد وضع نصب عينيه خدمة الطلبة المبتعثين في أي وقت وفي أي مكان، وكان يعتبر نفسه مسؤولاً أمام الله والدولة عن أي إخفاق قد يتعرض له أحد طلبته.