وجه صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور منصور بن متعب بن عبد العزيز وزير الشؤون البلدية والقروية أمناء البلديات في المناطق ورؤساء البلديات بالمدن بإطلاق اسم «عبد العزيز المنقور» على احد الشوارع الرئيسية فيها. كما وجه سموه أمانة مدينة الرياض بتسمية شارع يختاره المنقور بنفسه إما بالشوارع المحيطة بمنزله أو بأحد الشوارع الرئيسية بالمخطط الجديد الذي سيقام على ارض مطار الرياض القديم بأحد الشوارع الرئيسية ايضاً. جاء ذلك خلال الحفل التكريمي الذي نظمه أمس الأول مجموعة من المبتعثين والمبتعثات القدماء لأستاذهم عبد العزيز محمد المنقور الملحق الثقافي في الولاياتالمتحدةالأمريكية خلال الأعوام من 1961م حتى 1977م تقديرا ووفاء لخدماته الجليلة تجاه وطنه ومواطنيه ، وحضره حشد من أصحاب السمو الملكي الأمراء والمعالي الوزراء والأكاديميين وأقيم بقاعة الاحتفالات الكبرى بفندق الانتركونتيننتال بالرياض. وقدم سمو وزير التربية والتعليم الأمير فيصل بن عبد الله خلال الحفل درع وزارة التربية والتعليم للمكرم المنقور تكريما من منسوبي الوزارة لما قدمه لقطاع التعليم. وقال سمو الأمير فيصل في تصريح ل «الرياض» : « بساطة عبد العزيز المنقور رفعت مكانته في قلوبنا جميعاً ، حيث كان الأخ القريب والأب الموجه ، والأهم من ذلك كان الصديق الصدوق مع كل طالب وطالبة». وزاد : « المنقور ساعدني عندما أقفلت الجامعة ، فاتأخذ القرار بنقلي لجامعة أخرى، وكان موقف اثر بحياتي كثيرا». وزير التربية ل «الرياض » : بساطة عبد العزيز المنقور رفعت مكانته في قلوبنا جميعاً وأعلنت اللجنة المنظمة للحفل عن تأسيس صندوق لجمع المساهمات والتبرعات من قبل المحبين للمنقور ليكون نواة لعمل يحدده المنقور بنفسه، وذلك في خطوة من اللجنة تهدف إلى عدم إغلاق باب التكريم لهذا العلم البارز ولتخليد اسم «المنقور» كأحد المواطنين الذين قدموا لهدا البلد الشيء الكثير. وكشفت اللجنة المنظمة للحفل عن عزمها لطبع كتاب يتحدث عن الحياة الحافلة للمنقور ، ودعت الجميع إلى المشاركة بإرسال القصص المتعلق به وتجربة الدراسة بأمريكا، وإنشاء موقع الكتروني يتم فيه تجميع كل ما يتعلق بحياة المنقور وعلاقاته بأبنائه الطلبة والطالبات آنذاك. وتحدث سمو الأمير خالد بن فهد بن خالد احد رواد التعليم بالمملكة خلال الحفل بمداخلة أكد فيها اعتزازه بمزاملة المنقور الذي عرفة طالبا وزميلاً ومرؤوسا ، وقال سموه : « شرف لي شخصيا أن أحظى بزمالة الأخ عبد العزيز المنقور، فهو ليس معلما بل مربياً وقدوة ، وربانا حينما كنا طلابا وزاملنا بالملحقية ، فكان يعمل بروح النظام وليس بنص النظام ، وحقق تلك الفترة الكثير من المواقف التي حققها لطلابه وطالباته في غربتهم ، فكان لهم الأب ، وكان قدوة لنا وعلّمنا على أن نكون حنونين ومرنين مع الطلاب، فله كل الشكر من الجميع». الأمير عبد العزيز بن سلمان مع المنقور وكان الحفل الخطابي الذي قدمه عبد الرحمن مازي قد بدأ بالقرآن الكريم ثم ألقى سليمان المنديل عضو اللجنة المنظمة للحفل كلمة الحفل أشار فيها إلى أن الطلبة السعوديين المبتعثين انذاءك لأمريكا واجهوا الكثير من المصاعب والمتاعب بحكم الفارق الثقافي والاجتماعي بين البلدين ، وكانت جميعها تحال للمنقور لحلها، وقال المنديل ان المنقور حمى الكثير من الطلبة من شرور أنفسهم وساعدهم على البقاء بأمريكا ولم يعدهم من أمريكا خائبين إلى الوطن، وأتاح لهم الفرص لمن تعثر منهم، وكان في حالات قليلة استخدم دوره كأب ومربّ بان أوقف البعثات لكي يعودوا إلى جادة الصواب ، وفي حالات «قصرية» اضطر إلى إلغاء بعثات ، ولكن بشكل عام كان يقوم بدور الأب الحاني ، والمفارقة العجيبة انه في ذلك الوقت لم يكن أبا بعد ولا حتى زوجاً. وشارك خالد الابراهيم بكلمة وصف فيها شخصية المنقور بانها فريدة ، فهو جمع بين حزم القائد وحنان الأب المربي لاحتياجات الطلبة النفسية والتربوية ، وترك بصمات كبيرة في ذلك الجيل لا تنسى ابداً. الأمير خالد بن فهد والأمير سعود بن نايف وألقت الدكتورة مي حمد الجاسر كلمة أشارت فيها إلى أن علاقتها بالمنقور تمتد إلى ما قبل ذهابها إلى أمريكا ، حيث كان صديقا لوالدها «رحمه الله» ، وقالت ان تكريم الأستاذ المنقور هو تكريم للعلم والتعليم ، فهو حجر الزاوية لأي خطوة اجتماعية واقتصادية وبدون العنصر البشري تبقى برامج التنمية قاصرة. واستعرض غازي عبد الجواد احد الذين زاملوا المنقور عددا من المواقف التي لا تنسى والتي لمس فيها إنسانيته وتفهمه للمشاكل التي تعترض الطلبة كافة. وفي ختام الحفل قدم سعد المعجل هدية تذكارية باسم اللجنة المنظمة. وفي تصريحات صحافية أكد الأمير نواف بن محمد على أن الجميع يتفق على محبة المنقور واحترامه ، وقال :» المنقور كان يوجه ويتابع الطلبة ويكلفنا بحل بعض القضايا، وكان بسيطا بدرجة متناهية، فهو رجل اجمع الناس على حبه، فالجميع حضروا لهذا التكريم الذي لم يأت من فراغ». وقال رئيس هيئة مكافحة الفساد محمد الشريف هذه الليلة هي تكريم وفاء للمنقور فهو يجسد معاني الحب والإخلاص لمن قدموا خدمات لا تنسى ، ولا شك ان هذه البادرة من قبل اللجنة المنظمة يعتبرون قدوة لغيرهم ، فالمنقور قدم خدمات جليلة لوطنه وأبنائه». المنقور يشكر الحضور على التكريم وشدد وزير الاقتصاد والتخطيط الدكتور محمد الجاسر على أن الجميع يدينون لهذا الرجل القامة في تاريخ التعليم بالمملكة ، لأنه كان خير المعلم وخير الأب للطلاب السعوديين في تلك الفترة، وقال : « هذا الاحتفال هو ديدن السعوديين بالوفاء والشكر لمن يستحقه». ولفت وزير النقل الدكتور جبارة الصريصري إلى أن فضل المنقور كبير على هؤلاء الطلبة سواء من المبتعثين على حسابهم الخاص أو من قبل الدولة ، فكان أخا لأكبرهم وأبا لأصغرهم وكان يهتم بهم فردا فردا ويزور مراكز تعلم اللغة الانجليزية والجامعات التي يدرس فيها الطلبة ويجتمع بهم وبالمسئولين فيها للتأكد من ان هؤلاء الطلبة لا يواجهون المصاعب». إلى ذلك عبر المحتفى به عبد العزيز المنقور عن عظيم شكره وتقديره وسعادته بهذا التكريم من اهل الوفاء ، وقال : « ان البعض حضر من خارج الرياض وهذا يعني اننا في بلد أهله أوفياء يحفظ الجميل مهما كان صغيراً ، وانا لم اقم بأكثر من الواجب». وخاطب المنقور الحضور بقوله : « لقد أحببت وعشقت عملي معكم خلال الأعوام التي قضيتها بأمريكا ورأيت بذلك العمل مستقبل وطني، وآمنت بالله وان التعليم هو بوابة النهوض لبلادنا ، وكنت أرى في كل واحد منكم لبنة من لبنات الوطن في تطوره وتقدمه، وكنت أرى في عيون شبابنا أمل المستقبل لوطن أحببته وعشقت خدمته ، ولم أتوقع شكرا على واجب أديته، فخدمة الوطن واجبه على كل واحد منا ولا منّة في ذلك لأحد. سمو وزير التربية يتحدث ل «الرياض» الوزير الحصين يعانق المحتفى به المعجل يقدم هدية اللجنة المنظمة للمنقور