كان فضيلة الشيخ خلف المطلق الأستاذ بالمعاهد العلمية سابقاً وهو الأخ الأكبر لمعالي الشيخ د. عبدالله المطلق يطل عبر إحدى القنوات الفضائية، فتهللت أسارير وجه أخي (عبدالمجيد) وأثنى عليه ودعا له بالثواب والأجر.. وقال: إن هذا الرجل من خيرة من قاموا بتعليمنا في المعهد وكان متميزاً بعلمه وخلقه؛ وذكر قصة تعليمهم الوضوء والصلاة بدرس عملي داخل الفصل، وهذا الحديث مع أخي الفاضل وفاءً منه بالدعاء لشيخه ومعلمه تذكره على الرغم من مرور خمسة وثلاثين عاماً على تدريسه إياه جر الحديث إلى الوفاء، وهل انعدم عند الناس أم لا؟. انبرى أحد المدافعين عن الزمان وأهله بأن الخير مازال قائماً، وذكر شواهد حية لمواقف اجتماعية حدثت خلال وقت الحديث.. وقال: لقد كان في تكريم الأستاذ المنقور الملحق التعليمي السعودي في أمريكا خلال الفترة من 1960 - 1977م خير دليل على الوفاء في المجتمع وبقائه، لقد شارك في هذا الحفل الكبير المئات وهذا يدل على وفاء الناس لكل من يستحق الوفاء ورد الجميل. واثني المتحدث بذكر شواهد أخرى قائلاً: سمعت عن تكريم مدرسة في الزلفي وطلابها السابقين وبعض المعلمين الأول مدير في المدرسة، وهو من رجال الأعمال حالياً وحضر من بين طلابه من هو في سن التقاعد في جو بهيج مليء بالدموع والذكريات على الزمن الجميل على الرغم من قساوة العيش آنذاك واستطرد في الشواهد.. وذكر أن الزميل الإعلامي التربوي الأستاذ عبدالله الضويحي أقام حفلاً تكريمياً دعا فيه مديري المدارس التي درس بها في المرحلة الابتدائية والمتوسطة والثانوية وعميد الكلية التي درس بها وشاركه في ذلك مائة وخمسون مدعواً من الحضور، وقبل أن يسترسل في سرد القصص والشواهد أكد بموقف آخر عن هذا الوفاء.. وقال: إن أحد أقاربي من كبار السن وفي إحدى السنوات ذبح ثلاث أضاحي في سنوات مختلفة للإمام محمد بن سعود وللشيخ محمد بن عبدالوهاب وللملك عبدالعزيز، -رحمهم الله جميعاً- وقال: إن ما نحن فيه من نعمة الأمن والإيمان جاءت بفضل الله ثم ما بذله هؤلاء، وواجب علينا شكرهم والدعاء لهم. وأضاف قصة أخرى لرجل كان عازماً على الذهاب إلى مكةالمكرمة قبل وفاة الشيخ عبدالعزيز بن باز -رحمه الله- بيومين وحينما توجه للمطار علم بخبر الوفاة فبادر فوراً بالنية بأن تكون هذه العمرة منه للشيخ عبدالعزيز بن باز.. وقال: إن لهذا الرجل حقاً على الأمة الإسلامية كلها وليس على مجتمعنا ولا على شخصي، فقد استفدنا من عمله ومن حكمته. إن صور الوفاء عديدة وكبيرة ولا أدل على ذلك من مسميات الشوارع في جميع مدننا الكبيرة والصغيرة والتي تحمل أسماء الرجال الذين أفنوا أعمارهم في خدمة دينهم ووطنهم ومجتمعهم، وكم من مدرسة وشارع ومشروع إنساني وخيري حمل اسم هؤلاء.. ولو استطردنا في سرد الأمثال لاحتجنا إلى أشهر واستغرقنا كل صفحات الصحيفة، ولكن هذه الأمثال والشواهد لكل من يرمي المجتمع بالقصور وقلة الوفاء، وإن كانت حالات شاذة، فالشاذ لا حكم له.. فالوفاء خصلة من الخصال الطيبة التي حث عليه ديننا الحنيف وهي تنم عن سمو الأخلاق والنبل والشهامة ولا يعرف الفضل لأهل الفضل إلا أهل الفضل. خاتمة: قال تعالي: {هَلْ جَزَاء الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ}.